هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طارق الزمر يكتب: في السياقات السلطوية، تتحول خيانة الأمانة إلى بنية كاملة تشارك فيها قطاعات من النخبة. لا يُطلب من المثقف دائما أن يُمجّد السلطة، بل يكفي أحيانا أن يُعيد صياغة خطابها بلغة أنيقة، أو أن يُبرر نتائجها دون تبني وسائلها، أو أن ينتقد التفاصيل دون المساس بالجوهر. وهنا تكمن الخطورة: حين يصبح النقد نفسه أداة لتثبيت المنظومة لا لتفكيكها، وحين يُستخدم العقل لتبرير اللا عقل، والمنطق لإضفاء شرعية على الظلم
علي العسبلي يكتب: المشكلة لم تعد فقط في وجود الأجنبي أو سيطرته على مراكز اتخاذ القرار، بل فيمن يوقّع، ومن يمرّر، ومن يصمت. فالسيادة لا تُنتهك دائما بالدبابات؛ أحيانا يُفرّط فيها بخطاب، أو تُباع بتبرير، أو تُسلَب بصمت طويل. ولهذا لا يمكن اختزال الاستقلال في طرد محتل أو رفع علم أو ترديد نشيد؛ الاستقلال مسار طويل واختبار متجدد. ما نلناه قبل سبعة عقود ونصف كان لحظة تاريخية، أما الحفاظ عليه فكان مسؤولية فشلنا فيها
ناجي عبد الرحيم يكتب: على مدى أربعة عشر عاما، لم تكن الأزمة في مصر أزمة أرقام فحسب، بل أزمة ثقة وحوكمة؛ فلا نظام ولا حكومة يمكن أن يصدقها عاقل متزن، وهو ما تكشفه المؤشرات الدولية بوضوح وجلاء، فالتصنيف لا يقتصر أثره على صورة مصر الدولية، بل ينعكس مباشرة على الاقتصاد والمجتمع
أنيس منصور يكتب: "الشرعية" تُسحب منها وظيفتها شيئا فشيئا، وأن الإمارات تتصرف كما لو أن الحسم بات قريبا، فيما السعودية تحاول منع خسارة نفوذها أو تأجيلها، وواشنطن تحاول منع انفلات الحريق. وكل ذلك يجري على أرضٍ يفترض أنها أرض دولة اسمها اليمن، لكنها تُدار عمليا كمساحة تنازع نفوذ
رجاء شعباني يكتب: ليست هذه لحظات عاطفية عابرة، بل شهادات حيّة ستبقى في الذاكرة الجماعية، نواجه بها كل من راهن على تفكيك وحدتنا، وكل من بنى شرعيته على الخوف من الآخر القريب، لا العدو الحقيقي
قطب العربي يكتب: جاء تأسيس الحملة الشعبية الدولية لمناصرة السودان للتأكيد للأشقاء في السودان أنهم ليسوا وحدهم في هذه المعركة، وأن خلفهم شعوبا عربية وإسلامية وشعوب حرة في كل مكان، ترفض المؤامرة التي يتعرضون لها، حتى وإن كانت أدواتها مليشيات مسلحة سودانية. لا يقتصر الأمر بطبيعة الحال على هذه المليشيات السودانية التي حملت من قبل مسمى الدعم السريع، ولكن جرى ضم الآلاف لها من عرب الشتات وحتى مرتزقة كولومبيين، حتى بلغ تعدادها 120 ألفا بما يوازي عدد الجيش السوداني نفسه
عبد اللطيف مشرف يكتب: اليوم، نجد أنفسنا أمام محاولة جراحية لإعادة صياغة المنطقة عبر "السيادة التكنولوجية المطلقة". فبينما كانت ضربة مفاعل تموز عام 1981 تكتيكية تهدف لكسب بضع سنوات، فإن "رؤية أوسيراك الجديدة" المطبقة في عام 2025 تعتمد على "حملة تفكيك مستدامة" تدمج بين الذكاء الاصطناعي، والتفوق السيبراني، والقوة الجوية الشبحية، لإنهاء أي طموح نووي مستقل وفرض ما يُسمى بـ"المعيار الذهبي" الذي يحرم دول المنطقة من استقلالية التكنولوجيا النووية
محمد كرواوي يكتب: يندرج الاعتراف أيضا ضمن مسعى أوسع لإعادة تشكيل خريطة التحالفات في المجالين العربي والأفريقي عبر تفتيت دوائر النفوذ التقليدية لمصر وتركيا على حد سواء، إذ تحاول إسرائيل الالتفاف على المجال الحيوي العربي والتركي في البحر الأحمر والقرن الأفريقي؛ عبر بناء طوق نفوذ جديد يتوزع حول الموانئ والممرات البحرية والمناطق القابلة للاستثمار الجيو اقتصادي
جاسم الشمري يكتب: المعلومات المسرّبة من داخل أروقة "المجلس السياسيّ" أكّدت أنّ أبرز الشخصيّات المطروحة للرئاسة هما محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السابق، ومثنى السامرائي. ويبدو أن هنالك منافسة شديدة بينهما، وصعوبة في التوصّل لاتّفاق مُقنع لهما، وهذه إشكاليّة شخصيّة وسياسيّة وقانونيّة، وبالذات مع ضرورة تقديم مرشّح واحد للبرلمان، ووجوب حَسم الاسم في ذات الجلسة
عبود الزمر يكتب: لا أراها مجرد قائمة مطالب أو رؤى نظرية، بل أعتبرها شهادة ضمير في لحظة تاريخية فارقة، ومحاولة صادقة لالتقاط المعنى قبل أن يضيع وسط ضجيج السياسة وصخب المصالح. فما يجمع هذه المحاور، من الوطن إلى الأمة إلى المجتمع الدولي، هو الإيمان بأن العدل ليس ترفا أخلاقيا، بل شرط وجود، وأن الظلم – مهما طال أمده – يحمل في داخله بذور انهياره