هو سؤال
يفرض نفسه على الساحة الفنية بمختلف حقولها التعبيرية: لماذا اختفى العمل التاريخي
والديني من المشهد الفني؟!
فمصرنا
الحبيبة، منذ فجر صناعة السينما
المصرية، قدّمت لنا -على سبيل المثال لا الحصر-
نفائس من الأعمال البديعة التي تهتز لها الأفئدة، وتتمايل معها أهواء الإنسانية؛ كان
منها فيلم المسيح بطولة أحمد علام وسميحة أيوب، ثم في مرحلة لاحقة العمل الأيقوني
فجر الإسلام، من إخراج الكبير صلاح أبو سيف، وبطولة لفيف من رجالات التمثيل
المصري: محمود مرسي، وسميحة أيوب، وإبراهيم عبد الرازق، وأحمد توفيق، والوجه
الجديد آنذاك مقدم البرامج الدينية الناجح عبد الرحمن علي. وهذا غيض من فيض في
السينما المصرية.
أما في
التلفزيون المصري فحدّث ولا حرج؛ فمن ذلك -على سبيل المثال- مسلسل طارق بن زياد،
بطولة كرم مطاوع وسناء مظهر وعبد الرحمن أبو زهرة، وكذلك عمر عبد العزيز، بطولة
نور الشريف، والمسلسل الأيقوني محمد رسول الله، بطولة محمود ياسين وكوكبة من
الفنانين، ومن إخراج أحمد طنطاوي.
نرفع صوتنا إلى أولي الأمر، خصوصا مع اقتراب شهر رمضان، أن يكون للعمل التاريخي والديني نصيب من مائدة الدراما التلفزيونية الرمضانية
وهذا إلى
جانب المسلسل التاريخي بوابة الحلواني من إخراج الكبير إبراهيم الصحن، ومسلسل أبو
حنيفة النعمان، بطولة محمود ياسين وإخراج حسام الدين مصطفى، الذي قدّم روائعه
التاريخية التلفزيونية الفرسان والأبطال، فضلا عن عمله الأيقوني الشيماء، بطولة
سميرة أحمد، ومسلسل على باب زويلة من إخراج نور الدمرداش.
كل هذا
وأكثر، ولكن بين ليلة وضحاها اختفت هذه النوعية المهمة من الأعمال، وخلت المواسم
الرمضانية المتتالية من المسلسل التاريخي والديني، بل وانقرضت هذه النوعية تماما
لسنوات عديدة من إنتاجات السينما المصرية. واختفت أيضا من الإذاعة المصرية، بل
واختفت الإذاعة المصرية نفسها، ولكن هذا له مقال آخر.
لذلك نرفع
صوتنا إلى أولي الأمر، خصوصا مع اقتراب شهر رمضان، أن يكون للعمل التاريخي والديني
نصيب من مائدة
الدراما التلفزيونية الرمضانية، ولو في صورة سهرات أو برامج موجزة
مكثفة، وهذا أضعف الإيمان.
أما ما
نصبو إليه حقا، فهو إعداد خطة شاملة على مدار العام لإنتاج كبريات الأعمال
التاريخية والدينية، وهذا ما نتمناه لمصرنا الحبيبة: أن تعود الدراما قوية فتية، تفرض نفسها على الساحة العربية بكل ألوانها
وأنواعها.
نتمنى..
ونحلم.