ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة بأزمة أثارت كثيرا من علامات
التساؤل والتعجّب والدهشة. فهناك مخرجة
مصرية واعدة وطموحة تُدعى مروة الشرقاوي، تقدّمت
بفيلمها إلى
مهرجان عنابة السينمائي الدولي في
الجزائر الشقيقة، وقد تفضّلت إدارة المهرجان
بقبول
الفيلم وإرسال جميع تفاصيل السفر والوصول والمشاركة. وإلى هنا بدا كل شيء مستقرا
وطبيعيا، يوحي بمشاركة جيّدة، وتعلّقت الآمال بفوز مستحق لمخرجة جديدة في سماء الفن
المصري والعربي.
إلا أن القادم من الأحداث لم يسر على هذا النحو من التفاؤل والسلاسة، إذ فوجئ
الجميع بغضب المخرجة العارم لعدم التزام إدارة المهرجان -على حدّ قولها- بواجباتها،
بدءا من عدم تحديد موعد تذكرة السفر، وصولا إلى إهمال العديد من الأمور عند وصولها
إلى الجزائر للمشاركة، الأمر الذي رأت فيه إهانة متعمّدة.
وقد شنّت المخرجة حملة كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مندّدة بالمهرجان
وإدارته. وفي المقابل، نشرت إدارة مهرجان عنابة توضيحا يتضمّن تفاصيل الدعوة وموعدها،
والذي اتّضح أنه لم يكن في بداية المهرجان، إضافة إلى تفاصيل أخرى أدّت في نهاية الأمر
إلى قرار إدارة المهرجان إلغاء مشاركة الفيلم، لتُطوى صفحة خلاف مثير للدهشة والتساؤل.
وهنا تتفرّع أسئلة عديدة:
هل كانت المخرجة تبحث عن دعاية مجانية بافتعال أزمة مع مهرجان اختار فيلمها
للمشاركة في فعالياته؟ أم أنّ إدارة مهرجان عنابة كانت قاسية مع مخرجة شابة جديدة،
واتّخذت بحقها أقسى القرارات؟ هل توجد حلقة مفقودة بين الطرفين لا نعلمها؟ أم أنّ المخرجة
الشابة وُضعت في موقف غير محسوب، فكانت كبش فداء لأزمة أكبر منها؟
أسئلة كثيرة تظلّ بلا إجابات قاطعة، لكن ما نحزن له في النهاية هو أن عملا جماليا
حُرم من فرصة مهمّة، بغضّ النظر عن الطرف المذنب. فما يهمّنا هو الانتصار للجمال في
وجه زحف القبح الذي كاد يقضي على الأخضر واليابس، لولا تصدّي كتيبة من جنود الإبداع
المجهولين له.. فتحية لهم جميعا.