أظهرت الخطة التي أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الثلاثاء بشأن مستقبل الحرب في قطاع
غزة، اختلافا واضحا عن تلك المسودة التي تم تسريبها بعد إطلاع القادة العرب ووزراء خارجيتهم عليها، من قبل المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
الخطة التي عرضت على القادة العرب والمسلمين:
نشرت عدة
وسائل إعلام تفاصيل الخطة التي طرحها ترامب أمام الاجتماع الثماني للقادة العرب، وتتضمن بنودا لاقت ارتياحا ودعما كبير لدى هؤلاء القادة ومنها:
إطلاق سراح جميع الرهائن
وقف دائم لإطلاق نار
انسحاب إسرائيلي تدريجي من قطاع غزة
خطة لليوم التالي تتضمن آلية حكم في غزة بدون حماس
قوة أمنية تضم جنودا من دول عربية وإسلامية
تمويل عربي للحكومة الجديدة في غزة وإعادة إعمار القطاع
مشاركة جزئية من السلطة الفلسطينية
وأشارت المصادر إلى أن ترامب طلب دعم القادة العرب والمسلمين لهذه المبادئ، والتزامهم بالمشاركة في خطة "اليوم التالي" لغزة. في المقابل ووفق المصادر ذاتها، قدّم القادة العرب لترامب عدة شروط لدعم خطته:
لن تضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية أو غزة
لن تحتل إسرائيل أجزاء من غزة
لن تُنشئ إسرائيل مستوطنات في غزة
ستتوقف إسرائيل عن انتهاك الوضع الراهن في المسجد الأقصى
زيادة المساعدات الإنسانية لغزة فورا
وذكرت مصادر للقناة 12 العبرية، أن ترامب أوضح للقادة العرب أنه لن يسمح لـ"إسرائيل" بضم أجزاء من الضفة الغربية، ما دفعهم للتعبير عن
دعمهم للمبادئ الأمريكية، وتعهدوا بالمشاركة في الخطة في اليوم التالي.
اظهار أخبار متعلقة
تاليا بنود الخطة التي أعلنها ترامب بعد اتفاقه ولقائه مع رئيس حكومة الاحتلال:
ستكون غزة منطقة خالية من التطرف والإرهاب، لا تُشكل تهديدًا لجيرانها
سيتم إعادة تطوير غزة لصالح سكان غزة الذين عانوا ما يكفي
إذا وافق الطرفان على هذا المقترح، ستنتهي الحرب فورًا، ستنسحب القوات الإسرائيلية إلى الخط المتفق عليه استعدادًا لإطلاق سراح الرهائن. خلال هذه الفترة، سيتم تعليق جميع العمليات العسكرية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي، وستبقى خطوط القتال مجمدة حتى تتحقق شروط الانسحاب الكامل على مراحل
في غضون 72 ساعة من قبول إسرائيل العلني لهذه الاتفاقية، سيتم إعادة جميع الرهائن، أحياءً وأمواتًا
بمجرد إطلاق سراح جميع الرهائن، ستفرج إسرائيل عن 250 محكومًا عليهم بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 1700 من سكان غزة الذين اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بمن فيهم جميع النساء والأطفال المعتقلين في ذلك السياق، ومقابل كل رهينة إسرائيلي تُفرج عنه، ستفرج إسرائيل عن رفات 15 غزيًا متوفى
بمجرد إعادة جميع الرهائن، سيتم العفو عن عناصر حماس الذين يلتزمون بالتعايش السلمي ونزع سلاحهم. وسيتم توفير ممر آمن لعناصر"حماس" الراغبين في مغادرة غزة إلى الدول المستقبلة
بمجرد قبول هذا الاتفاق، سيتم إرسال المساعدات الكاملة فورًا إلى قطاع غزة، وستكون كميات المساعدات، كحد أدنى، متوافقة مع ما ورد في اتفاقية 19 يناير/كانون الثاني 2025 بشأن المساعدات الإنسانية، بما في ذلك إعادة تأهيل البنية التحتية (المياه والكهرباء والصرف الصحي)، وإعادة تأهيل المستشفيات والمخابز، وإدخال المعدات اللازمة لإزالة الأنقاض وفتح الطرق
سيستمر دخول التوزيع والمساعدات إلى قطاع غزة دون تدخل من الطرفين من خلال الأمم المتحدة ووكالاتها، والهلال الأحمر، بالإضافة إلى المؤسسات الدولية الأخرى غير المرتبطة بأي شكل من الأشكال بأي من الطرفين، وسيخضع فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين لنفس الآلية المطبقة بموجب اتفاقية 19 يناير 2025
ستُحكم غزة بموجب حكم انتقالي مؤقت للجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية، مسؤولة عن تقديم الخدمات العامة والبلديات اليومية لسكان غزة، وستتكون هذه اللجنة من فلسطينيين مؤهلين وخبراء دوليين، تحت إشراف وإشراف هيئة انتقالية دولية جديدة، وهي "مجلس السلام"، والتي سيرأسها ويرأسها الرئيس دونالد ترامب، مع أعضاء آخرين ورؤساء دول سيتم الإعلان عنهم، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق توني بلير، وستضع هذه الهيئة الإطار وتتولى تمويل إعادة تطوير غزة حتى تُكمل السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي، كما هو موضح في مقترحات مختلفة، بما في ذلك خطة الرئيس ترامب للسلام في عام 2020 والمقترح السعودي الفرنسي، ويمكنها استعادة السيطرة على غزة بشكل آمن وفعال، ستدعو هذه الهيئة إلى أفضل المعايير الدولية لإنشاء حوكمة حديثة وفعالة تخدم سكان غزة وتكون مواتية لجذب الاستثمار
سيتم وضع
خطة ترامب للتنمية الاقتصادية لإعادة بناء غزة وتنشيطها من خلال عقد اجتماع للجنة من الخبراء الذين ساعدوا في ولادة بعض المدن المعجزة الحديثة المزدهرة في الشرق الأوسط، وصاغت مجموعات دولية حسنة النية العديد من مقترحات الاستثمار المدروسة وأفكار التنمية المثيرة، وسيتم النظر فيها لتشكيل أطرعمل للأمن وحوكمة فعالة لجذب وتسهيل هذه الاستثمارات التي ستخلق فرص عملٍ وفرصا جديدة وأملًا لمستقبل غزة
ستنشأ منطقة اقتصادية خاصة بتعرفة جمركية وأسعار دخولٍ تفضيلية يتم التفاوض عليها مع الدول المشاركة
لن يُجبر أحد على مغادرة غزة، وسيكون من يرغب في المغادرة حرا في ذلك وحرية العودة، سنشجع الناس على البقاء ونمنحهم فرصة بناء غزة أفضل
اظهار أخبار متعلقة
توافق "حماس" والفصائل الأخرى على عدم الاضطلاع بأي دورٍ في حكم غزة، سواءً بشكل مباشرٍ أو غير مباشرٍ أو بأي شكلٍ من الأشكال، وسيتم تدمير جميع البنى التحتية العسكرية والإرهابية
والهجومية، بما في ذلك الأنفاق ومنشآت إنتاج الأسلحة، ولن يُعاد بناؤها، وستكون هناك عملية لنزع السلاح من غزة تحت إشراف مراقبين مستقلين، والتي ستشمل وضع الأسلحة بشكلٍ دائمٍ خارج نطاق الاستخدام من خلال عمليةٍ متفقٍ عليها لتفكيكها، وبدعمٍ من برنامجٍ لإعادة الشراء وإعادة الإدماج بتمويلٍ دولي، ويتم التحقق منه جميعًا من قِبل المراقبين المستقلين، وستلتزم غزة الجديدة التزامًا كاملًا ببناء اقتصادٍ مزدهرٍ والتعايش السلمي مع جيرانها.
سيقدم الشركاء الإقليميون ضمانًا لضمان امتثال حماس والفصائل لالتزاماتها، وعدم تشكيل غزة الجديدة أي تهديد لجيرانها أو شعبها
ستعمل الولايات المتحدة مع الشركاء العرب والدوليين على إنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة (ISF) للانتشار الفوري في غزة، وستقوم هذه القوة بتدريب ودعم قوات الشرطة الفلسطينية في غزة، وستتشاور مع الأردن ومصر اللتين تتمتعان بخبرة واسعة في هذا المجال، وستكون هذه القوة الحل الأمني الداخلي طويل الأمد. ستعمل قوة الاستقرار الدولية مع إسرائيل ومصر للمساعدة في تأمين المناطق الحدودية، إلى جانب قوات الشرطة الفلسطينية المدربة حديثًا، ومن الضروري منع دخول الذخائر إلى غزة وتسهيل التدفق السريع والآمن للبضائع لإعادة بناء غزة وإنعاشها. سيتم الاتفاق على آلية لفض النزاع بين الطرفين
إسرائيل لن تحتل غزة أو تضمها مع ترسيخ قوات الأمن الإسرائيلية سيطرتها واستقرارها، ستنسحب القوات الإسرائيلية وفقًا لمعايير ومعالم وجداول زمنية مرتبطة بنزع السلاح، يُتفق عليها بين الجيش الإسرائيلي والجهات الضامنة والولايات المتحدة، بهدف ضمان أمن غزة وعدم تهديدها لإسرائيل أو مصر أو مواطنيها، وعمليًا، سيُسلم الجيش الإسرائيلي تدريجيًا أراضي غزة التي يحتلها لقوات الأمن الإسرائيلية وفقًا لاتفاقية يُبرمها مع السلطة الانتقالية حتى يتم انسحابه الكامل من غزة، باستثناء وجود محيط أمني سيبقى حتى يتم تأمين غزة بشكل كامل من أي تهديد إرهابي متجدد
في حال تأجيل "حماس" أو رفضها لهذا المقترح، فإن ما سبق، بما في ذلك توسيع نطاق عملية المساعدات، سيُنفذ في المناطق الخالية من الإرهاب التي سُلّمت من الجيش الإسرائيلي إلى قوات الأمن الدولية
سيتم إطلاق عملية حوار بين الأديان، قائمة على قيم التسامح والتعايش السلمي، سعياً لتغيير عقليات وتصورات الفلسطينيين والإسرائيليين، من خلال التأكيد على منافع السلام
مع تقدم إعادة إعمار غزة، ومع تطبيق برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية بأمانة، قد تتهيأ الظروف أخيراً لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة، وهو ما ندرك أنه طموح الشعب الفلسطيني
ستُطلق الولايات المتحدة حواراً بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على أفق سياسي لتعايش سلمي ومزدهر
اظهار أخبار متعلقة
نقاط أُسقطت من الخطة النهائية
يتضح من متابعة أجرتها "عربي21" أن
بيان الدول العربية والإسلامية الثماني أكد نقاطا غير موجودة في خطة ترامب مثل، إنهاء الحرب بشكل دائم عبر اتفاق شامل، عدم ضم الضفة الغربية المحتلة، عدم الإشارة إلى حل الدولتين بشكل واضح، عدم الإشارة إلى وحدة الأراضي بشكل كامل بين غزة والضفة الغربية في دولة فلسطينية.
كما استُهلت الخطة بعنصر تفجير آخر يتضح جليا في البند الأول الذي يجرم المقاومة في غزة ويصفها بالإرهاب، إضافة إلى ذلك فإن تسليم سلاح المقاومة في غزة وتجريد الفصائل من السلاح ظهر في بند تفصيلي من الخطة النهائية، بخلاف ما عُرض على القادة العرب.
كما لم يكن مطروحا في مسودة الخطة أو اللقاءات مع العرب أن ينصّب الرئيس ترامب نفسه حاكما لقطاع غزة .
رفض فلسطيني واسع
وعبرت شريحة واسعة من النشطاء والكتاب والقادة الفلسطينيين عن رفضهم لخطة ترامب باعتبارها مشروع "إخضاع وإذلال" لا يمكن القبول به، بينما لم ترد حماس أو الفصائل الفلسطينية عليها بشكل رسمي حتى الآن.
أبرز المواقف على الخطة ما قاله عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي، حين شن هجوما عنيفا على الخطة، وقال إنها "مخيبة للآمال"، معتبرًا أنها تقوم على "الكيل بمكيالين" وتهدف إلى تبرئة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جرائمه، فيما تُحمّل الفلسطينيين كامل المسؤولية.
وقال زكي في تصريحات لقناة "الميادين" اللبنانية، إن الخطة إن الخطة، التي خلت من أي إشارة لإقامة دولة فلسطينية، تعكس "عقلية صفقة تجارية" لدى ترامب، بينما ينظر الإسرائيليون إليها باعتبارها فرصة لتحقيق "الحلم الصهيوني" بدعم أمريكي غير محدود.
وحذّر من أن الفلسطينيين باتوا أمام واقع جديد لا يبشّر بالدولة كما في السابق، بل "يبشر بالموت للجميع"، على حد تعبيره.
أما نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية محمد الهندي فقد انتقادات للخطة، مؤكدا أنها تضرب مشروع التحرر الوطني الفلسطيني.
وقال الهندي إن الخطة تبدأ بتجريم المقاومة، واصفا إياها بـ"صفقة القرن لكن بثوب جديد".
وأكد في حديث إلى التلفزيون العربي الحاجة لإدخال تعديلات تتعلق بوضع المقاومة على خطة ترامب، وبجدولة عملية الانسحاب الإسرائيلي من غزة.
ودعا إلى جدولة انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع وربطه بتسليم الأسرى بشكل واضح، مؤكدا أن المقاومة "تريد ضمانات واضحة لوقف الحرب على غزة".
وشدد على أن المطلوب هو "ضمان مكتوب بشأن وقف العدوان وجدول زمني لانسحاب الاحتلال من القطاع". محذرا من أن "خطة ترمب ستفشل إذا لم يجر تعديلها".