ملفات وتقارير

"عربي21" ترصد مسار التوغل البري لقوات الاحتلال في مدينة غزة

دبابات الاحتلال تتوغل في أجزاء عدة من مدينة غزة تحت غطاء ناري وعمليات قصف غير مسبوقة طالت المناطق المأهولة والمكتظة بالنازحين خصوصا في الأجزاء الوسطى والغربية من المدينة- موقع جيش الاحتلال
دبابات الاحتلال تتوغل في أجزاء عدة من مدينة غزة تحت غطاء ناري وعمليات قصف غير مسبوقة طالت المناطق المأهولة والمكتظة بالنازحين خصوصا في الأجزاء الوسطى والغربية من المدينة- موقع جيش الاحتلال
كشفت مصادر محلية لـ"عربي21" عن أوضاع ميدانية صعبة للغاية تشهدها مدينة غزة في هذه الأثناء، على وقع عمليات توغل بري متواصل لقوات الاحتلال، مدعوم بغطاء جوي وقصف جوي كثيف من الجو والأرض، في إطار خطة احتلال المدينة.

وحول خارطة التوغل البري، قالت مصادر محلية لـ"عربي21"، إن دبابات الاحتلال تتوغل في أجزاء عدة من مدينة غزة تحت غطاء ناري وعمليات قصف غير مسبوقة طالت المناطق المأهولة والمكتظة بالنازحين، خصوصا في الأجزاء الوسطى والغربية من المدينة.

مناطق التوغل
ففي حي تل الهوا جنوب غزة، قالت المصادر، إن التوغل يتركز بالقرب من مقر الإذاعة والتلفزيون، لكن دون أن تتقدم لجهة الغرب نحو ساحل البحر، حيث يقع شارع الرشيد الذي يعد المسار الوحيد للنازحين نحو جنوب القطاع.

وإلى الشرق قليلا لفتت المصادر إلى أن دبابة تابعة لقوات الاحتلال تتمركز في الشارع المقابل للجامعة الإسلامية من جهة الشرق، وعلى بعد أمتار قليلة من أكبر مركز إداري لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، حيث تقوم بالسيطرة ناريا على المناطق المحيطة بالمكان، خصوصا محيط وزارة الأسرى وشارع الصناعة.

اظهار أخبار متعلقة


أما شمالا في حي الشيخ رضوان، فإن عمليات التوغل اتخذت نطاقا واسعا في المنطقة ومحيطها، خصوصا شارع الجلاء، ومنطقة البركة، والجزء الشمالي من شارع النفق، والجسر، وشارع العيون، والشارع الثالث، ومحيط عيادة "السويدي" غربا حتى الأجزاء الشمالية من شارع النصر.

وفي الجهة الشمالية الغربية للمدينة، فإن التوغل يتركز في منطقة، المقوسي، والكرامة، وإلى الغرب نحو الساحل حيث يقع فندق المشتل ومستشفى حمد، وصولا للأجزاء الشمالية من مخيم الشاطئ، وأجزاء من شارع عز الدين القسام المؤدي إلى مستشفى الشفاء، وتحديدا عند مفترق وزارة الشباب والرياضة.

وفيما يتعلق بالنازحين، قال المصدر، إن عمليات التوغل البري والغطاء الناري الكثيف الذي يصاحب هذه التحركات دفعت الناس نحو أجزاء محددة من المدينة، منها المنطقة الجنوبية لمخيم الشاطئ، ومحيط ميناء غزة، وحي الصبرة والدرج والجزء الغربي من حي التفاح، ومنطقة السرايا وسط المدينة، مشددا على أن أحياء المدينة تشهد نزوحا داخليا من المناطق الخطرة جدا، إلى المناطق  الأقل خطورة.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، كشف الأربعاء، أنّ الاحتلال الإسرائيلي يُضلل النازحين بخيام ومساعدات وهمية ويفشل في تهجير الفلسطينيين من مدينة غزة، مشيرا إلى أنّ أكثر من 900 ألف ما زالوا صامدين بالمدينة، فيما بلغ عدد النازحين نحو الجنوب 335 ألفا.

وقال المكتب في بيان وصل "عربي21" نسخة منه إنّ "أكثر من 900 ألف فلسطيني ما زالوا صامدين في مدينة غزة، ومتمسكين بحقهم في البقاء ورافضين بشكل قاطع محاولات النزوح الإجباري والتهجير القسري نحو الجنوب، رغم بشاعة القصف وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال".

وتابع قائلا: "يمارس الاحتلال سياسة تضليل ممنهجة، عبر الترويج لوجود خيام ومساعدات وخدمات إنسانية مزعومة، بينما هي غائبة على أرض الواقع، إذ لا يُراد منها سوى دفع السكان المدنيين قسراً إلى مغادرة منازلهم وأحيائهم السكنية".

اظهار أخبار متعلقة


حركة النزوح القسري
وذكر أن الطواقم الحكومية رصدت تصاعد حركة النزوح القسري من مدينة غزة باتجاه الجنوب، نتيجة جرائم الاحتلال الوحشية منذ أن بدأت جريمة التهجير القسري، مبينا أن ما يقارب (335,000) مواطن اضطروا لمغادرة منازلهم تحت وطأة القصف.

وأفاد بأن عدد النازحين خلال الأيام الثلاثة الماضية تجاوز أكثر من 60 ألف نازح، فيما سجلت الطواقم أيضا حركة نزوح عكسي، بعودة أكثرة من 24 ألفا إلى مناطقهم الأصلية داخل مدينة غزة حتى مساء الثلاثاء منذ بدء العدوان على المدينة.

وأوضح أن "هؤلاء قاموا بنقل أثاثهم ومقتنياتهم لتأمينها في الجنوب، ثم عادوا لمدينتهم بسبب انعدام أدنى مقومات الحياة في الجنوب"، منوها إلى أن "منطقة المواصي في خانيونس ورفح، والتي تضم حاليا نحو مليون نسمة، ويروج لها الاحتلال زورا كمناطق إنسانية آمنة، تعرضت لأكثر من 114 غارة جوية وقصف متكرر، أسفر عن أكثر من ألفي شهيد في مجازر متلاحقة ارتكبها جيش الاحتلال داخل المواصي".

وترتكب دولة الاحتلال منذ  تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت هذه الإبادة  أكثر من 65 ألف شهيد، و165 ألف مصاب من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 428 فلسطينيا بينهم 146 طفلا.
التعليقات (0)

خبر عاجل