ملفات وتقارير

تفاؤل حذر.. كيف استقبل أهالي غزة رد حماس على خطة ترامب؟

قال فلسطينيون في غزة في أحادايث منفصلة لـ"عربي21" إنهم شعروا بارتياح كبير بعد أن سلمت "حماس" ردها إلى ترامب لكنهم لم يخفوا خشيتهم من "غدر" إسرائيلي- جيتي
قال فلسطينيون في غزة في أحادايث منفصلة لـ"عربي21" إنهم شعروا بارتياح كبير بعد أن سلمت "حماس" ردها إلى ترامب لكنهم لم يخفوا خشيتهم من "غدر" إسرائيلي- جيتي
تسود حالة من التفاؤل الحذر في قطاع غزة، في أعقاب الرد الإيجابي الذي قدمته حركة حماس ،الجمعة، على خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لإنهاء الحرب، وترحيب الأخير به ومطالبته حكومة الاحتلال بوقف إطلاق النار فورا.

وقال فلسطينيون في غزة في أحاديث منفصلة لـ"عربي21" إنهم شعروا بارتياح كبير بعد أن سلمت "حماس" ردها إلى ترامب، وأعلنت فيه موافقتها على الخطة التي طرحها، لكنهم لم يخفوا خشيتهم من "غدر" إسرائيلي، بمساعدة أمريكية، مستحضرين تجارب سابقة لم يلتزم الاحتلال فيها بتطبيق ما تم الاتفاق عليه، خصوصا خلال الهدنة الأخيرة التي خرقها الاحتلال في آذار/ مارس الماضي.

"أمل العودة"
وعبر باسم عبد الحليم في حديث خاص لـ"عربي21"عن أمله في العودة إلى منزله المدمر جزئيا في مخيم الشاطئ، عقب التطورات الأخيرة، وأجواء التفاؤل التي سادت، مع ترقب تطبيق وقف إطلاق النار في القطاع، مشيرا إلى أن شعورا مختلفا يلازمه هذا الصباح (السبت)، وأملا جديدا في انتهاء الحرب ووقف مأساة القتل والتشريد، بعد أن اضطر مع عائلته إلى النزوح مجددا خلال الأيام القليلة الماضية نحو مناطق وسط القطاع على وقع القصف العنيف والدموي الذي شهدته مدينة غزة بالتزامن مع خطة احتلال المدينة.

اظهار أخبار متعلقة


وبينما كان عبد الحليم قد فقد الأمل في أن يعود إلى بيته في مناطق شمال القطاع، والتي تخضع لعمليات هدم وتدمير ممنهجة، قال إن التطورات الجديدة أعطته وعائلته بصيصا من الأمل في العودة مجددا، متمنيا أن يمضي تطبيق الخطة بشكل سلس دون عوائق واشتراطات إسرائيلية.

"مخاوف من إجهاض الخطة"
ولم يُخف سعيد حجازي غبطته عندما سمع خبر موافقة حماس على الخطة، وترحيب الرئيس الأمريكي بها، لكنه سرعان ما دب القلق والخوف في قلبه من تلكؤ قوات الاحتلال واختلاقها الأعذار والحجج لإجهاض المسعى الجديد لوقف الحرب، والذي يعتقد أنه الفرصة الأخيرة لوقف شلال الدم.

يقول حجازي الذي ما زال يتواجد في شمال قطاع غزة، إن منزله الذي يقع في حي النصر بغزة، يبعد عنه مئات الأمتار، لكنه لم يتمكن حتى الآن من الوصول إليه لمعرفة مصيرة وسط الدمار الذي حل بالمنطقة جراء القصف وحملة التدمير الواسعة. مضيفا: "أتمنى أن تقف الحرب حتى أعود إلى بيتي وأرجوا من الله أن يكون قائما غير مدمر (..) أريد تقبيل بابه وجدرانه (..) أريد أن أعاهده ألا أتركه مرة أخرى". 

أما آمنة أبو القمصان فلم تتمالك نفسها وانهارت دموعها وهي تتحدث إلى مراسل "عربي21" حين بادر إلى سؤالها عن وصف شعورها إزاء قرب تطبيق خطة ترامب لوقف إطلاق النار في غزة.

وقالت أبو القمصان، "لم يمنحنا الاحتلال حتى فرصة للحزن على من نفقدهم، إننا بحاجة لوقف إطلاق النار كي نتمكن من البكاء والحزن كثيرا على قائمة طويلة من الشهداء من إخوتنا وأبناء عائلتنا، فلم تعطنا الحرب فرصة حتى نذرف الدموع عليهم أو نودعهم بطريقة كريمة تليق بهم".

وأضافت: "لا أريد من كل ما يجري سوى سكينة لروحي المتعبة، وراحة لجسدي المنهك من كثر التنقل والنزوح، وإجازة لعقلي الذي أكاد أفقده من هول التفكير فيما يجري حولي من قتل ودمار وتشريد لم أكن أتوقعه حتى في أسوأ أحلامي".

اظهار أخبار متعلقة


حماس وخطة ترامب
وكانت حركة حماس ردت الجمعة، على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف حرب غزة، ما دفع الأخير للرد خلال أقل من ساعة على بيان الحركة.

وأعلنت حماس موافقتها على مقترح ترامب في جزئين، إطلاق سراح الأسرى ضمن صفقة تبادل وتسليم إدارة غزة لحكومة تكنوقراط فلسطينية.

وكان من اللافت أن حماس لم تقدم تعديلات على الخطة بل جعلتها إطارا عاما لإنهاء الحرب ورحلت كل ما فيها للمفاوضات بعد وقف إطلاق النار، ولهذا صدم الإعلام العبري، بموافقة ترامب حيث قالت القناة 12 العبرية، إن "هذه المرة الأولى التي لا تقبل بها الولايات المتحدة بمبدأ التفاوض تحت النار".

تضمنت خطة ترامب 20 بندا، كان على رأسها نزع سلاح الحركة وإدارة غزة عبر ما يعرف بمجلس السلام الذي يشرف عليه رئيس الوزراء البريطاني المتهم بجرائم حرب في العراق وشبه فساد عديدة فضلا عن نقاط أخرى تتعلق بخروج عناصر الحركة الراغبين بمغادرة غزة بعد إلقائهم السلاح.

عول نتنياهو على هذه النقطة باعتبارها إعلان انتصار كامل الأركان في غزة في حال وافقت عليها حماس، وبذات الوقت هي مفتاح رفض الحركة للخطة بما يتيح له استكمال الحرب.

وقالت الحركة في ردها، إن "ما ورد في مقترح الرئيس ترامب من قضايا أخرى تتعلق بمستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني الأصيلة، فإنَ هذا مرتبط بموقف وطني جامع واستناداً إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة، ويتم مناقشتها من خلال إطار وطني فلسطيني جامع ستكون حماس من ضمنه وستسهم فيه بكل مسؤولية".

ويبدو أن أولوية وقف الحرب تهم ترامب الباحث عن جائزة نوبل، ولهذا كان رده مفاجئا لنتنياهو نفسه، حيث نشر الرئيس الأمريكي بيان الحركة كما هو على منصات الرئاسة وأعاد نشره البيت الأبيض بذات المصطلحات التي أوردتها حماس في بيانها مثل "إبادة جماعية" وتعريفها كحركة مقاومة.

اظهار أخبار متعلقة


في المقابل ساد الصمت عدة ساعات المنابر الرسمية الإسرائيلية لكن كانت المفاجأة من الرد والقبول الأمريكي طاغية على الساحة الإسرائيلية إذ وصف موقع "حدشوت زمان" أن ما جرى قلب للطاولة حرفيا وتحولت المفاوضات بين حماس وترامب، فيما ذكرت وسائل إعلام عبرية أخرى أن حماس نجحت بإيقاع ترامب في الفخ.

وقطعت حماس الطريق على أي حديث حول إدارة دولية لغزة، بإصرارها على إدارة القطاع بحكومة فلسطينية. بينما تجاهلت ذكر قضية نزع السلاح وأحالتها للمفاوضات.

وفي المحصلة قبلت حماس بما كانت تقبله دائما ورفضت ما كانت ترفضه طوال الفترة الماضية، كما أكدت أن "بقية البنود" لا تخصها لوحدها بل تحتاج لإجماع وطني فلسطيني.

الكرة في ملعب نتنياهو
وعقب رد ترامب على بيان الحركة ومطالبته بوقف القصف على غزة، وحديثه عن السلام في المنطقة، قال مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن منطلقات خطة ترامب تتوافق مع مبادئ نهاية الحرب بالنسبة لإسرائيل.

كما كشف موقع أكسيوس الأمريكي أن الأوامر صدرت لجيش الاحتلال بإيقاف عملية احتلال غزة.

كما توالت ردود الأفعال الدولية المرحبة بموقف حماس الإيجابي من خطة ترامب، كما طالبت بالمضي قدما في الخطة ووقف حرب الإبادة ضد القطاع.

وتتجه الأنظار حاليا نحو حكومة نتنياهو التي وجدت الكرة في ملعبها وعليها وفقا للخطة وقف الحرب فورا والبدء بعملية تبادل الأسرى وفق مفاوضات مع حماس عبر الوسطاء.
التعليقات (0)

خبر عاجل