هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لكن ما أثار استغرابي خلال متابعتي للموضوع هو أن كثيرا ممن يتصدر المشهد في المزايدة بموضوع الهجرة والتحريض على المهاجرين هم من المهاجرين وأبناء المهاجرين، وهناك نماذج كثيرة لعل أبرزها هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه، الذي صرح كم من مرة "متباهيا" أنه ابن وحفيد مهاجرين. فجد دونالد ترامب فريديرك هاجر من ألمانيا، وإن كان والد دونالد فريد ولد في نيويورك فإن والدته ماري آن ماكلويد ترامب قد ولدت في أسكتلندا (عام 1912) وهاجرت للولايات المتحدة وهي في الـ18 من العمر، قبل أن تتزوج بفريد وتنجب منه 5 أبناء (3 ذكور وأنثيين)، بينهم دونالد. ولم تحصل والدة الرئيس الأمريكي على الجنسية الأمريكية إلا عام 1942، أي وهي في الـثلاثين من العمر.
ثقافة التسامح والحوار وقبول الرأي الآخر واحترام القوانين والعمل بشكل منظم ومنضبط ومؤسسي لا تزال مفقودة في الواقع الليبي، والاستثناء مساحته محدودة، واذا غابت هذه القيم والمبادئ، فإن البديل هو موروثات الدكتاتورية التي هي قرين التخلف.
بدون خجل أو وجل جلست القاضية جوليا سيبوتيندي على يمين الرئيس في منصة أعلى سلطة قضائية في العالم ـ محكمة العدل الدولية ـ بصفتها نائبًا للرئيس، مؤكدة معتقدها الذي كشفت عنه في مساندتها المسيانية لإسرائيل، لتعترض على معظم الطلبات التي تضمنها الرأي الاستشاري في قضية "الآثار القانونية المترتبة على القيود التي تفرضها إسرائيل على المساعدات الإنسانية، وعلى التزاماتها بوصفها قوة احتلال في قطاع غز" الصادر بتاريخ 22/10/2025.
ما يقوله الجنرالات، تلتقطه الصحافة، فحين يعترف قادة الجيش بأن “الردع الإسرائيلي لم يعد مطلقًا”، يسارع الإعلام العبري إلى شرح ما يعنيه ذلك للرأي العام، ولذا تكررت في السنوات الأخيرة تعبيرات مثل: "توازن رعب"، "ردع متبادل"، "معادلة النار بالنار".
يخبرنا التاريخ السياسي أن السلطات الجديدة، سواء جاءت بعد ثورات سريعة أو عقب انهيار إمبراطوريات أو دول، سرعان ما تقوم بعملية أسطرة للرموز والطقوس من أجل بناء سردية سياسية وطنية جديدة، تكون أحيانا صريحة (قومية معينة) أو مُضمرة (أقوامية ضيقة).
ما من أمر أجمع الرأي العام العالمي عليه، مثل كره ومعاداة أمريكا، فما من شعب على وجه الأرض يرى خيرا في الولايات المتحدة، سوى الإسرائيليين، وهؤلاء يحبون أمريكا لنفس الأسباب التي تجعل الشعوب الأخرى تنفر منها، فالقاسم المشترك بين الامريكان والإسرائيليين، هو أن حكوماتهم المتعاقبة باطشة وتمارس غطرسة القوة، لكون كلاهما يعاني من عقدة أنهما ينتميان لدولتين قامتا على الاستعمار الاستيطاني على حساب أهل الأرض الأصليين، ولا ترعيان حقوق الجوار.
يدعي بعض الأعداء الحضاريين الغربيين و"المستغربين" بأن اللغة العربية الآن في حالة احتضار وأن مآلها الزوال، أو زوايا بعض المساجد مثل مصير اللاتينية المنزوية في دولة الفاتيكان وبعض الكنائس في المدن الصغرى والكاتيدرائيات في العواصم والمدن الغربية الكبرى.
في أكثر من بلد أوروبي يبدو اليمين المتطرف صاعدا بقوة في تأثيره السياسي والاجتماعي، متنامي الحضور في البرلمانات، متسيدا للنقاشات العامة، واضح التأثير في الإعلام واستطلاعات الرأي.. بلغ السلطة في بعض البلاد، ويطرق بابها في اكثر من بلد في القارة العجوز.. ولعله يبلغها في أكثر دول القارة خلال سنوات قليلة.
حب المصريين للأولياء أمر مشهور عنهم تاريخيا، سواء كان هؤلاء الأولياء من آل البيت، أو كانوا من الصالحين الذين اشتهر عنهم الصلاح، والذهاب للموالد ظاهرة مصرية منذ قرون، سواء كان في هذه الموالد بدع وخرافات، أم التزام بالسلوك الإسلامي، والضوابط الشرعية، ومن بين هذه الموالد: مولد السيد البدوي بطنطا بمحافظة الغربية.
في اختبار الخليج تَكشّف وعيٌ عربيّ مأزوم، عاجز عن تحويل الصدمة إلى مشروع، وعن تحويل الخلاف إلى اختلاف منتج. وهكذا يصبح درس الحرب درسًا في العقل قبل أن يكون في الجغرافيا، وفي الفكر قبل أن يكون في السلاح.
لقد دقت ساعة الحقيقة، وبدأ الحساب الطويل.. إنه الحساب على أطنان الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، وهي تتواصل الآن بأشكال جديدة.. إنها أطنان الجرائم، وليست فقط أطنان الأسلحة؛ من قنابل وقذائف وألغام ومتفجرات وغيرها من الأسلحة الفتاكة. أطنان الجرائم التي أوقعت نحو مليون من المصابين والشهداء، أكثرهم نساء وأطفال وشيوخ عزَّل، إلى غير ذلك مما هو معلوم من الجرائم الهمجية، التي جرت تحت سمع العالم وبصره..
تسببت الحرب الكونية على قطاع غزّة بإبادةٍ جماعية راح ضحيتها أكثر من سبعين ألف إنسان، وأصيب فيها عشرات الآلاف، وتعرّض القطاع لتدميرٍ شامل. خلال المقتلة ظهرت فئة من ضعاف النفوس الذين تعاونوا مع الاحتلال، فشاركوا في القتل والنهب والخطف، وهناك أيضًا من التجّار من لا يقلّ جرمهم عن جرم أولئك المتعاونين، إذ استغلّوا حالة الحصار والجوع فاحتكروا السلع الأساسية ورفعوا الأسعار إلى مستويات مرعبة دون أدنى رحمةٍ أو شفقة.
التهديد بفرض عقوبات على المعرقلين بات ممجوجا لفرط استخدامه من قبل البعثة، وسبق أن فرضت عقوبات على الطبقة السياسية في أعلى مراتبها دون جدوى أو أثر مباشر يذكر، وما لم يكن للتهديد مضمونا مختلفا عن سابقيه، فإنه سيضاف إلى سلفه ليستمر عبث المعرقلين ويصبح هو سيد الموقف.
منذ عامين فقط، كانت وسائل الإعلام الغربية تتعامل مع الرواية الإسرائيلية كحقيقة مطلقة. أما اليوم، فباتت السردية الفلسطينية تتصدر الإعلام العالمي، وتفرض مصطلحاتها على الخطاب الدولي: "الاحتلال"، "الإبادة"، "الاستعمار الاستيطاني".
كان الحاج عبد الكريم جرمانوس يتميز بشخصية هادئة ودودة، لا يتعصب، ولا يقسو في حوار، ولا يحتد على مناقش، لا تفارق البسمة وجهه، يصفه صديقه الدكتور محمد رجب البيومي بقوله : في كل أدوار حياته هدوؤه الباسم، ونفسه المتسامحة، فهو لا يشتط في جدال، ولا يعنف في مؤاخذة، وبهدي رائع من خلقه المتسامح قابل أقوال معارضيه بالابتسام، وعقب عليها بالتي هي أحسن، فآثروا السلامة ولم يخوضوا معه في لجاج هو أول من ينأى عنه إذا خالف آداب البحث وسنن الحوار.
شهد العالم خلال العقدين الأخيرين تحولات عميقة في طبيعة المشاركة السياسية، نتيجة تصاعد حضور الوسائط الرقمية وانتشار منصات التواصل الاجتماعي، التي أعادت تعريف الفضاء العمومي وأساليب التعبير والمساءلة السياسية. ولم يكن المغرب بمعزل عن هذه التحولات، إذ ظهر جيل شبابي جديد يتميز بوعي سياسي واجتماعي يتشكل في فضاءات رقمية حرة، بعيدا عن الهياكل التقليدية للأحزاب والنقابات والجمعيات، ومتمتعا بمرونة وسرعة في التفاعل مع الأحداث والقضايا المجتمعية.