حقوق وحريات

"على مشارف الموت".. معتقلو سجن "بدر 3" يستغيثون ويواصلون إضرابهم عن الطعام

إضراب المعتقلين في سجن "بدر 3" عن الطعام يهدد حياتهم بعد تدهور حالتهم الصحية- إكس
إضراب المعتقلين في سجن "بدر 3" عن الطعام يهدد حياتهم بعد تدهور حالتهم الصحية- إكس
في رسالة مؤلمة حملت نبرة وداع، وجّه معتقلو "قطاع 2" في سجن بدر 3 المصري، نداءً عاجلا إلى ذويهم والرأي العام، مؤكدين تعرضهم لما وصفوه بـ"موت بطيء" داخل السجن، في ظل حرمانهم من الزيارة منذ أكثر من ثماني سنوات، وتدهور أوضاعهم الصحية والنفسية.

الرسالة التي نشرها الصحفي والحقوقي المصري مسعد البربري عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي٬ تشير إلى دخول العشرات من المعتقلين في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجا على العزل الكامل، والانتهاكات المستمرة، ومنع التواصل مع ذويهم، والانقطاع التام عن العالم الخارجي منذ سنوات.

نداء موجّه للأهل والعالم
قال المعتقلون في رسالتهم: "نتقدّم نحن المعذّبون داخل قطاع 2 في سجن بدر 3 بهذه الرسالة إلى أهلنا وأبنائنا وأحبابنا الذين لم نرَهم منذ ثماني سنوات دون سبب، نرسل لهم هذه الرسالة لنقول إن النظام المصري يريد لنا أن نموت ببطء داخل هذا السجن المعزول".

وأضافوا: "قريبا ستجدون مكانا يمكنكم فيه زيارتنا من دون إذن أو منع، وتتحدثون إلينا كما تشاؤون، ولكننا لن نستطيع الرد على حديثكم! فنحن نفضّل الموت على هذه الحياة التي يُصرّ النظام على فرضها علينا بالقوة والعنف".

وتابع البيان بلغة حزينة: "لا نعلم من من آبائنا وأمهاتناما زال على قيد الحياة، لكننا نأمل أن نلتقي بهم إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة. وإلى زوجاتنا وأبنائنا الذين كبروا بعيدا عن أعيننا، نقول: لن نتراجع عن مقاومتنا لهذا الظلم".



دعوة للمجتمع الدولي والضمير العالمي
ولم تكتف الرسالة بإدانة الواقع المأساوي داخل سجن بدر 3، بل حمّلت المجتمعين المحلي والدولي، بكل مكوناتهما السياسية والحقوقية، المسؤولية المباشرة عن استمرار هذا الوضع الكارثي.

وقالوا: "نضع الجميع أمام مسؤولياتهم: النظام الحاكم أولًا، ثم الأحزاب، والشخصيات السياسية، والمجتمع المدني والحقوقي، محليا ودوليا. ونوجّه سؤالا واضحا للعالم: لماذا يُحرَم إنسان من رؤية أهله وأحفاده قبل أن يموت؟".

اظهار أخبار متعلقة


أبرز الموقعين على البيان
وقع على البيان عدد من أبرز المعتقلين السياسيين في مصر، منهم وزراء سابقون وأساتذة جامعيون ونواب في البرلمان وشخصيات عامة، أبرزهم:

السفير محمد رفاعة الطهطاوي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق.
أسامة ياسين، وزير الشباب الأسبق ونائب رئيس الجمعية المصرية لأمراض حساسية الأطفال.
خالد الأزهري، وزير القوى العاملة الأسبق.
أسعد الشيخة، نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق.
حسن مالك، رجل أعمال وقيادي اقتصادي.
عصام سلطان، المحامي ونائب رئيس حزب الوسط.
محمد البلتاجي، الأستاذ بكلية الطب وعضو البرلمان السابق.
أمين الصيرفي، سكرتير رئيس الجمهورية الأسبق.
صبحي صالح، المحامي وعضو الجمعية التأسيسية لدستور 2012.
أسامة مرسي، المحامي ونجل الرئيس الراحل محمد مرسي.

30 مضربًا عن الطعام حتى نشر البيان
أكد البيان أن قائمة الإضراب الجماعي عن الطعام في "قطاع 2" بسجن بدر 3 تضم 30 معتقلًا حتى تاريخ نشر الرسالة، أبرزهم:
1. السفير رفاعة الطهطاوي
2. المهندس حسن مالك
3. الدكتور محمد البلتاجي
4. الدكتور صفوت حجازي
5. الدكتور سيد هيكل
6. المهندس سعد الحسيني
7. الدكتور محمد سعد عليوة
8. الدكتور عبد الله شحاته
9. الدكتور مصطفي الغنيمي
10. الدكتور أسامه ياسين
11. الأستاذ خالد سعيد
12. الدكتور سعد عمارة
13. المحامي أسامه مرسي
14. الأستاذ خالد الأزهري
15. الأستاذ أمين الصيرفي
16. المهندس عمرو ذكي
17. الأستاذ أسعد الشيخة
18. الأستاذ يسري عنتر
19. الدكتور أحمد عارف
20. الدكتور عبد الرحمن البر
21. المهندس جهاد الحداد
22. الدكتور حسن البرنس
23. المهندس أيمن هدهد
24. الأستاذ صبحي صالح
25. الدكتور عبد الرحيم محمد
26. الأستاذ رضا أبوالغيط
27. الأستاذ جمال العشري
28. الأستاذ أحمد شريف
29. الأستاذ عبد السلام المليجي
30. الأستاذ أحمد أبو مشهور
... وغيرهم من الشخصيات السياسية والأكاديمية.



سجن "بدر 3"
يُعد سجن "بدر 3" أحد أحدث السجون المصرية ذات الطابع القمعي٬ ويقع ضمن مجمع سجون "وادي النطرون الجديد"، ويُعرف بعزله شبه الكامل، وانعدام الوصول إلى وسائل الاتصال أو الرعاية الطبية والزيارات المنتظمة. 

وتشير تقارير حقوقية متكررة إلى تدهور كبير في أوضاع النزلاء داخله، خاصة من المعتقلين السياسيين.

ورغم المطالبات المتكررة من منظمات حقوق الإنسان بضرورة فتح تحقيق مستقل حول ما يحدث داخل سجن بدر 3، تواصل السلطات المصرية التزام الصمت، وسط إصرار المعتقلين على المضي في معركتهم حتى النهاية، مؤكدين أنهم يفضلون الموت على ما وصفوه بـ"الذل اليومي والقتل البطيء".

واختُتم البيان برسالة للعالم: "لسنا أرقامًا منسية خلف الجدران، نحن بشر، نطالب فقط بأبسط حقوق الحياة الكريمة، والحق في لقاء أحبابنا قبل أن يفوت الأوان". 
التعليقات (0)