سياسة دولية

المعارضة الإسرائيلية تتجه إلى تحالف واسع بهدف استبدال حكومة نتنياهو

وجّه ليبرمان رسالةً إلى لابيد يطلب منه فيها عقد اجتماع لجميع أحزاب المعارضة الصهيونية- جيتي
تعيش الساحة السياسية الإسرائيلية حالة حراك متسارع بين قادة أحزاب المعارضة، في ظل جهود لتشكيل جبهة موحّدة قبل الانتخابات المقبلة. فقد أعلن زعيم المعارضة يائير لابيد عن اجتماع مرتقب يضم مختلف قادة كتلة التغيير، في وقت تكثّفت فيه اللقاءات الثنائية بين شخصيات بارزة مثل نفتالي بينيت، غادي آيزنكوت، وأفيغدور ليبرمان،

وقالت "القناة 12" الإسرائيلية إن زعيم المعارضة يائير لابيد أعلن أنه من المتوقع أن يجتمع قادة أحزاب المعارضة الأسبوع المقبل في اجتماع مشترك، وهو الذي التقى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق غادي آيزنكوت لـ"مناقشة الوضع في غزة وضرورة إعادة المختطفين".

وأكدت القناة أنه "تم الاتفاق على أن يدعو زعيم المعارضة إلى اجتماع الأسبوع المقبل لجميع قادة أحزاب كتلة التغيير: لابيد وآيزنكوت وبينيت وليبرمان، غانتس ووغولان، بهدف تعزيز التنسيق والبدء في صياغة المبادئ التوجيهية للحكومة المقبلة، وذلك استمرارًا للمحادثات والاجتماعات التي عُقدت في الأيام الأخيرة".

وأضافت أن اجتماع لابيد وآيزنكوت جاء بعد ساعات من لقاء رئيس الأركان الأسبق برئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، وجاء في بيان صادر عن مكتب الأخير: "ناقش الطرفان الحرب في غزة، وضرورة إعادة الرهائن (الأسرى الإسرائيليين)، وتدهور الوضع الدولي لدولة إسرائيل، والإجراءات اللازمة لبناء قيادة جديدة وجيدة تُوحد الشعب، وتُعزز الأمن وتُعيد بناء البلاد".

واستمر الاجتماع قرابة ساعة ونصف، وجاء في البيان أنه "يندرج ضمن سلسلة اجتماعات عقدها الطرفان في الأسابيع الأخيرة، وفي إطار خطة التحضير المُنسّقة لاستبدال الحكومة".

وخلال الأسبوع الماضي، التقى آيزنكوت، ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، وأعلن حينها: "ناقش الطرفان في الاجتماع التنسيق والتعاون بين أحزاب المعارضة الصهيونية، وصياغة مبادئ توجيهية أساسية مشتركة للكتلة الصهيونية، تُشكّل حكومة بديلة متماسكة ومسؤولة وأخلاقية، تقود إسرائيل، وستحل محل الحكومة الحالية".

والأسبوع الماضي، وجّه ليبرمان رسالةً إلى لابيد يطلب منه فيها عقد اجتماع عاجل لجميع أحزاب المعارضة الصهيونية، وعلم لاحقًا أنه التقى بينيت في اجتماعٍ استمر قرابة ساعة في منزل رئيس الوزراء السابق. 

وجاء في البيان الذي أصدره بينيت وليبرمان آنذاك: "ناقش الطرفان استمرار الحرب في غزة، ومفاوضات صفقة الرهائن، ومسألة التجنيد الإجباري في جيش الدفاع الإسرائيلي، والاقتصاد الإسرائيلي، كما ناقشا مختلف السبل لاستبدال الحكومة في أسرع وقت ممكن من أجل إصلاح إسرائيل".

وذكرت القناة أن "قادة المعارضة يعملون على طرح "جبهة مشتركة"، وذلك على خلفية محادثات تشكيل تحالفات قبل الانتخابات، والتي لم تنضج بعد وتُصنّف على أنها "بعيدة المنال"، ويُبدي بينيت اهتمامًا بالترويج لتحالف مع ليبرمان وآيزنكوت تحت قيادته، لكنهما يُفضّلان اتخاذ القرارات قبل الانتخابات، وفي هذه الأثناء، يناقش الثلاثة المبادئ وتعزيز العلاقات.

وأضافت "قد يُضيف بينيت إلى هذا الارتباط المستقبلي مكانته كرئيس وزراء سابق وخبرته، وكونه لم يكن جزءًا من النظام السياسي خلال حرب 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ولذلك قد يُنظر إليه على أنه "دم جديد" و"تغيير" في الوضع القائم".

وأشارت إلى أن "ليبرمان سيتمكن من الاستفادة من خبرته كسياسي في مناصب مُختلفة (وزير الحرب، وزير الخارجية، وزير المالية، وغيرها من المناصب)، كشخص يقود حزبًا يمينيًا حقيقيًا ومستقرًا ومخضرمًا في النظام السياسي، وكشخص لم يكن جزءًا من الحكومة وقت الكارثة".

وذكرت أن "آيزنكوت سيتمكن أيضا من إبراز خبرته كرئيس أركان سابق، وعلاقته بالجمهور في ظل مقتل ابنه في الحرب، ونظرته إليه كشخص غير سياسي وجديد مقارنةً بغيره من السياسيين".

ورغم اللقاءات بين بينيت وليبرمان وآيزنكوت، واجتماع لابيد وآيزنكوت، لم يُعلن رسميًا عن لقاءات بين بينيت ولابيد، اللذين شكلا معًا الحكومة السابقة، أو بين بينيت وغانتس، أو بين غانتس وآيزنكوت اللذين انفصلا قبل بضعة أشهر، أو عن لقاءات أي من قادة المعارضة مع يائير غولان والديمقراطيين، الذين ينتمون إلى الجناح اليساري في المعارضة.

وبحسب استطلاع أجرته القناة الأسبوع، فإنه لو أجريت الانتخابات لكان حزب بقيادة بينيت هو الثاني من حيث الحجم بـ19 مقعداً (بعد الليكود الذي فاز بـ24 مقعداً)، وكان حزب بقيادة آيزنكوت سيفوز بـ12 مقعداً، وكان حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة ليبرمان سيفوز بـ11 مقعداً.

وفقًا لهذا الاستطلاع، سيفوز حزب متحد يضم بينيت وليبرمان بـ 30 مقعدًا، ولكن في حال ترشح الحزبين معًا، سيخسر آيزنكوت مقعدين، وستفقد "كتلة التغيير" قوتها. في جميع الخيارات المدروسة، لم يتجاوز حزب "أزرق أبيض" بزعامة بيني غانتس عتبة الحسم، بينما فاز حزب الديمقراطيين بزعامة يائير غولان بـ 11 مقعدًا، بينما يتراوح نصيب لابيد بين 7 و8 مقاعد.