نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرا، أعدّه هاري ديفيس، وهنري داير، كشف أنّ: "ملفات مسربة أظهرت أن رئيس الوزراء البريطاني السابق، بوريس جونسون، حاول الاستفادة من علاقاته السياسية لتحقيق منافع تجارية، بما في ذلك مع
السعودية".
وبحسب الصحيفة، فإنّ: "الملفات تشير إلى أن جونسون تواصل مؤخرا مع مسؤولين سعوديين بارزين التقاهم أثناء فترة رئاسته للحكومة، مقدما عرضا باسم شركة استشارية زعم أنها "قد تكون مفيدة" لولي العهد السعودي محمد بن سلمان".
وتوضح الوثائق أنّ: "جونسون، الذي استقال من الحكومة في 2022، قاد جهود شركة جديدة العام الماضي لإقناع
الرياض بالتعاقد معها لتقديم المشورة بشأن خفض انبعاثات الكربون، في خطوة أثارت تساؤلات حول احتمال خرقه قيود الضغط المفروضة على الوزراء السابقين".
"المبادرات كانت تتعلق بشركة بريطانية غير معروفة باسم "بتر إيرث" (Better Earth) أسسها رجل أعمال كندي يعمل في قطاع التعدين، ويشارك جونسون في رئاستها" وفقا للتقرير نفسه.
وأردف: "الملفات تفيد بأن مبادرات جونسون شملت لقاءات وغداء واجتماعات في ناد خاص مع وزير سعودي بارز، التقى به خلال توليه منصب رئيس الوزراء. كما كتب جونسون بنفسه رسالة إلى محمد بن سلمان قال فيها إنه "معجب جدا برؤيته للمملكة". هذه الرسالة وُجدت ضمن مجموعة "ملفات بوريس" التي حصلت عليها منظمة أمريكية غير ربحية هي Distributed Denial of Secrets، والمتخصصة في توثيق تسريبات البيانات".
واسترسل: "تظهر الوثائق أيضا أن جونسون بنى بعد مغادرته الحكومة مسيرة مربحة في القطاع الخاص، معتمدا على نفوذه وعلاقاته السابقة. ولم يرد جونسون أو شركة "بتر إيرث" على طلبات "الغارديان" للتعليق، كما امتنعت الحكومة السعودية عن التعليق".
ووفق التقرير، فإنّ مساهمو "بتر إيرث"، يضم سبعة من المقربين من جونسون، بينهم وزيران سابقان من حزب المحافظين، وشارلوت أوين، مساعدة سابقة لجونسون عيّنها في مجلس اللوردات. ويشير التقرير إلى أنّ: "جونسون كان منخرطا بشكل واسع مع السعودية خلال عمله كوزير للخارجية ثم رئيسا للوزراء، حيث التقى ولي العهد في الرياض عام 2022 وأجرى معه سلسلة اتصالات رسمية وحتى تبادل رسائل واتساب".
وفي رسالته الموجهة لمحمد بن سلمان العام الماضي، كتب جونسون: "أود بشدة أن أستكشف ما إذا كانت "مبادرة بتر إيرث" مفيدة لكم وللمملكة العربية السعودية في تحقيق طموحاتكم لأنني أعتقد أنها قادرة على ذلك بالتأكيد".
وتوضح الملفات أنّ: "رجل الأعمال الكندي أمير عدناني أسس "بتر إيرث" في أواخر 2023، وأنه يدير شركة يورانيوم بمليارات الدولارات. وتكشف "الغارديان" أن عدناني أو أحد كبار التنفيذيين في مجموعته التقى جونسون في أيار/ مايو 2022 أثناء رئاسته للحكومة، حيث ناقشا الطاقة النووية واليورانيوم".
واسترسل: "بعد أقل من عامين، أصبح جونسون رئيسا مشاركا لـ"بتر إيرث" بعقد عمل جزئي بقيمة 120 ألف جنيه إسترليني سنويا وحصة أولية تبلغ 12.5%. وتشير الملفات إلى أن العقد وُقّع في كانون الثاني/يناير 2024 بعد يوم من زيارة جونسون للرياض، حيث ألقى خطابا وحضر عشاء أقامه السفير البريطاني، ليبدأ عمله بالشركة في شباط/ فبراير".
وفي السياق نفسه، قدّم جونسون طلبا للجنة الاستشارية للتعيينات التجارية، قائلا إنه سينضم للشركة في آذار/ مارس 2024، دون أن يذكر أنه وقّع الاتفاق مسبقا. اللجنة وافقت في نيسان/ أبريل على عمله لكنها فرضت شرطا يحظر عليه الضغط على الحكومات استنادا إلى علاقاته السابقة لمدة عامين. ومع ذلك، تظهر الملفات أن جونسون التقى بالفعل بوزير التجارة السعودي ماجد القصبي على مأدبة غداء في شباط/ فبراير 2024 لمناقشة المشروع.
وتشير الوثائق إلى أنّ: "القصبي كان قد أشرف على زيارة جونسون الرسمية للسعودية عام 2022، وظهر بجانبه في جولة بالرياض. وبعد لقاء شباط/ فبراير 2024، خططت "بتر إيرث" لإرسال رسالة من جونسون لمحمد بن سلمان بدعم من القصبي، حيث كتب الرئيس التنفيذي للشركة: "لقد أخذنا بجميع نصائح ماجد".
وجاء في مسودة رسالته للقصبي أن "بتر إيرث" مستعدة لتقديم المساعدة للمملكة في تحضيراتها لقمة المناخ كوب30، وأنها "ليست مجرد مستشار بل مطور مشاريع"، معربة عن رغبتها في إرسال خبرائها لتقييم فرص شراكة في مشاريع الطاقة الحرارية الأرضية. وأكد جونسون أنه يأمل مقابلة السلطات الوزارية المختصة لمساعدة ولي العهد في تحقيق طموحاته.
إلى ذلك، لم يتضح ما إذا كان القصبي نقل العرض لمحمد بن سلمان، أو كيف تفاعلت الحكومة السعودية مع المبادرة، لكن الملفات تشير إلى أنّ: "الوزير قد. التقى جونسون مجددا في حزيران/ يونيو 2024".