يواجه رئيس وزراء
الاحتلال الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، ضغوطا متزايدة من مقربين منه ومسؤولين إسرائيليين للعودة إلى مناقشة صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية، قبل الشروع في عملية عسكرية برية بمدينة غزة.
ونقلت "القناة 13" عن مصادر مقربة من نتنياهو قولها إنّ الأخير "يتعرض لضغوط من مسؤولين بارزين للرد على مقترح حماس بشأن صفقة تبادل، محذّرين من أن الجيش إذا دخل غزة بريا فلن يكون هناك طرف للتفاوض معه".
وأضافت المصادر أن "نتنياهو يرفض في هذه المرحلة المخطط الذي وافق عليه قبل أسابيع قليلة فقط"، واصفة ذلك بأنه "تطور محيّر"، فيما أشارت إلى أن "إصراره على دخول غزة بريا يبدو حقيقيا"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
بالتوازي، بدأ جيش الاحتلال الاستعداد لتجنيد نحو 60 ألف جندي احتياط بموجب أوامر طوارئ، ليحلوا محل القوات النظامية في الضفة الغربية والجبهة الشمالية، بهدف تمكين الأخيرة من التوغل البري في قطاع غزة.
ومع ذلك، عبّرت أوساط عسكرية للقناة ذاتها عن قلقها من غياب نقاش منظم في الكابينت بشأن جهوزية القوات قبيل العملية المتوقعة.
وخلال انعقاد الكابينت في موقع سري محمي، في وقت سابق الأحد، نظمت عائلات الأسرى مظاهرات احتجاجية قرب مقر الاجتماع، متهمة الحكومة بـ"التنصل من الصفقة المطروحة على الطاولة".
وقالت عيناف تسنجوكر، والدة الأسير مَتان تسنجوكر، خلال المظاهرة: "الكابينت هو الرافض الحقيقي، الحكومة تقرر التضحية بأبنائنا الأسرى وبجنود الجيش لمصالح سياسية".
وأردفت: "نحن أنهينا مرحلة الانتظار، والشعب كله يطالب بصفقة شاملة تعيد الجميع وتنهي الحرب".
ويأتي تصاعد الضغط على نتنياهو بينما تؤكد أوساط إسرائيلية أن الكابينت لا يعتزم مناقشة مقترح حماس الأخير، رغم المخاوف من أن يؤدي التوغل البري إلى تعقيد فرص التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الأسرى.
وفي 18 آب/ أغسطس الجاري، وافقت حماس على مقترح للوسطاء بشأن صفقة جزئية، لكن إسرائيل لم تعلن حتى الآن موقفها منه، رغم تطابق بنوده بشكل شبه تام مع ما سبق أن وافقت عليه.
وتؤكد المعارضة وعائلات الأسرى أن نتنياهو في كل مرة يفرض مطالب جديدة تعرقل سير المفاوضات، بما يضمن مواصلة الحرب للحفاظ على مستقبله السياسي وتفادي المساءلة.
ويدفع نتنياهو نحو احتلال مدينة غزة بدعوى إطلاق سراح الأسرى وهزيمة حماس وسط تشكيك كبير في إمكانية تحقيق ذلك من قبل معارضين ومسؤولين سابقين وتأكيد الجيش الإسرائيلي أن العملية تشكل خطرا على حياة الأسرى.
وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 63 ألفا و371 شهيدا، و159 ألفا و835 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 332 شخصا بينهم 124طفلا.