ملفات وتقارير

بحضور دولي واسع.. منتدى الدوحة يناقش العدالة والوساطة والسلام في العالم

شارك في مراسم الافتتاح عدد من رؤساء الدول والحكومات، ورؤساء المنظمات الإقليمية والدولية، إلى جانب قادة فكر، وخبراء، ونشطاء..
شارك في مراسم الافتتاح عدد من رؤساء الدول والحكومات، ورؤساء المنظمات الإقليمية والدولية، إلى جانب قادة فكر، وخبراء، ونشطاء..
شارك الخبر
افتتح الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، صباح اليوم السبت، أعمال منتدى الدوحة 2025 في نسخته الثالثة والعشرين، تحت شعار: "ترسيخ العدالة: من الوعود إلى واقع ملموس"، وذلك في فندق شيراتون بالعاصمة القطرية الدوحة، بحضور دولي رفيع المستوى.

وشارك في مراسم الافتتاح عدد من رؤساء الدول والحكومات، ورؤساء المنظمات الإقليمية والدولية، إلى جانب قادة فكر، وخبراء، ونشطاء في مجالات السياسة والأمن والتنمية، ما عزّز مكانة المنتدى كواحد من أبرز المنصات العالمية للحوار حول القضايا الدولية الكبرى.

وحضر مراسم الافتتاح كذلك الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، وحسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين في الدوحة، إضافةً إلى مئات المشاركين من مختلف أنحاء العالم.

وخلال الجلسة الافتتاحية، قام أمير قطر بتسليم جائزة منتدى الدوحة لكل من أسيد أليكس ثير وسعد محسني، تقديرًا لإسهاماتهما البارزة في دعم تعليم الأطفال في فلسطين وأفغانستان، وذلك بالشراكة مع مؤسسة "التعليم فوق الجميع"، في خطوة تؤكد البعد الإنساني والإنمائي للمنتدى هذا العام.



قطر: العدالة ركيزة للسلم الدولي

وفي كلمته خلال الافتتاح، أكد رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن، أن دولة قطر تؤمن بأن العدالة ليست شعارًا سياسيًا، وإنما ركيزة أساسية لصون السلم الدولي وترسيخ الاستقرار.

وشدد على أن الوساطة القطرية ليست خيارًا تكتيكيًا، بل نهجًا راسخًا في السياسة الخارجية القطرية، مشيرًا إلى نجاحات متعددة في ملفات النزاعات حول العالم، كان أبرزها مؤخرًا اختراق في الملف الكولومبي عبر اتفاق بين الحكومة الكولومبية وجماعة EGC، بالتعاون مع النرويج وإسبانيا وسويسرا.

وأضاف أن غياب المساءلة الدولية، واستمرار الإفلات من العقاب، خاصة في فلسطين والسودان، يُظهر خللًا عميقًا في النظام العالمي، محذرًا من أن إدارة الأزمات بالقوة بدل القانون تفتح الباب أمام مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.

بيل غيتس: التعليم والصحة طريق العدالة الاجتماعية

وشهد المنتدى كلمة لبيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، أكد فيها أن تحقيق العدالة لا يتم إلا من خلال الاستثمار في التعليم والصحة والتكنولوجيا، معتبراً أن هذه القطاعات تمثل الأدوات الأكثر فاعلية لسد الفجوات العالمية بين الشعوب والدول.

وزير خارجية إسبانيا: وساطة قطر نموذج يحتذى

وفي جلسة بعنوان "الوساطة في زمن التفكك"، قال وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس إن الحروب لا تحل الخلافات، مشيدًا بالدور الذي تلعبه قطر في الوساطة الدولية، واعتبار تجربتها نموذجًا ناجحًا في دعم الحلول السلمية.

وأكد أن بلاده ترفض رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5%، مكتفية بنسبة 2.1% من الناتج المحلي، مشيرًا إلى أن الخيار الدبلوماسي لا يزال المسار الأفضل.

وأعلن ألباريس عن زيارة مرتقبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مدريد، مؤكدًا أن اعتراف إسبانيا بفلسطين لم يكن خطوة رمزية، بل مسارًا سياسيًا لتحقيق حل الدولتين.

الاتحاد الأوروبي: قطر تحمي القانون الدولي

بدورها، قالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، كايا كالاس، إن وساطة قطر تمثل خط الدفاع الأول عن القانون الدولي في عالم يشهد أكثر من 60 نزاعًا مسلحًا.

وأكدت أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى مراجعة سياسته الأمنية بعيدًا عن الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة، مشيرة إلى ضرورة وقف تمويل أي طرف معتدٍ، في إشارة واضحة إلى الحرب في أوكرانيا.

كما شددت على مشاركة النساء في صنع السلام، مؤكدة أن وجود المرأة يزيد فرص نجاح اتفاقيات السلام بنسبة 35%.

تركيا: جاهزون لدعم الاستقرار في غزة

من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن بلاده مستعدة للمشاركة في تشكيل قوة استقرار دولية في غزة، داعيًا إلى مقاربة واقعية تأخذ في الاعتبار التحديات السياسية واللوجستية والأمنية.

وأكد أن أنقرة تدعم المفاوضات من أجل وقف الحروب، سواء في أوكرانيا أو غزة، معتبرًا أن الحلول السياسية تمثل الطريق الوحيد لإنهاء المعاناة الإنسانية.



جدل خليجي ـ إيراني.. التاريخ والحاضر والمستقبل

وشهد المنتدى حلقة نقاشية ساخنة جمعت بين جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني الأسبق، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، وممثلين أوروبيين وخليجيين.

ودار النقاش حول: دور إيران في المنطقة، مسألة الجزر الإماراتية، التدخل في البحرين واليمن، فكرة تصدير الثورة، الأمن الإقليمي ومسارات بناء الثقة.

وأكد البديوي أن دول الخليج لا ترغب بزوال إيران، بل تريد علاقات قائمة على حسن الجوار وعدم التدخل، فيما قال ظريف إن أوروبا فقدت قدرتها على لعب دور مستقل بسبب تبعيتها للسياسة الأمريكية.

واتفق المشاركون رغم التوتر على نقطة واحدة: الماضي لا يمكن تغييره، لكن المستقبل يمكن صياغته بالحوار.

وجاء منتدى الدوحة 2025 في وقت بالغ الحساسية يمر فيه العالم بتوترات غير مسبوقة، من الحرب في غزة وأوكرانيا، إلى تصاعد النزاعات في أفريقيا، مما عزز الحاجة إلى منصة حوار تجمع الخصوم قبل الحلفاء.

وأكد المنظمون أن شعار هذا العام لم يكن مجرد عبارة، بل خطة عمل لتحويل العدالة من فكرة نظرية إلى ممارسة واقعية في السياسات الدولية.

اظهار أخبار متعلقة


التعليقات (0)

خبر عاجل