أشار الصحفي
الإسرائيلي بن درور يميني، إلى أن إسرائيل "فازت في المعركة لكنها خسرت الحرب"، مشيرا إلى أن تل أبيب كان بإمكانها أن تبادر إلى وقف إطلاق النار مرات عديدة بدلا من أن يفرض عليها بالقوة، لتظهر للعالم أن حركة
حماس هي الطرف الذي يسعى إلى استمرار الحرب وليس إسرائيل.
وأوضح يميني، في
مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن النظر إلى العامين الماضيين من زاوية أوسع يظهر أن إسرائيل اقتربت في الأسابيع الأخيرة من الفشل التام، ليس عسكريا وإنما سياسيا واستراتيجيا، بعدما نجحت حماس في جرها نحو حافة الانهيار.
وأشار إلى أن المقاطعة الاقتصادية بدأت تؤثر على الواردات والصادرات، فيما لم يثبت الافتراض الإسرائيلي القائل بأن "الضغط العسكري سيؤدي إلى تنازلات" خلال العامين الماضيين.
وبين الكاتب أن الضغط الدولي، الذي غذته العمليات العسكرية، كاد يدفع بإسرائيل من حافة الانهيار إلى مرحلة الانفجار الكامل، مضيفا أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه جاء في لحظة حرجة، وأن مجرد إعلان إسرائيل وقف القتال، حتى وإن كان لأغراض دفاعية فقط، يعد "إنقاذا فعليا من الانهيار".
وأشار يميني في مقاله إلى أن الاتفاق، في حال نفذ فعليا، سيحقق لإسرائيل جميع أهداف الحرب، لكنه أوضح أن رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو لم يوقع على اتفاق يتضمن "حق تقرير المصير" للفلسطينيين، أي إقامة دولة، بإرادته الحرة، بل "وُضع تحت تهديد السلاح رمزيا".
ومع ذلك، اعتبر أن "المشكلة الحقيقية تكمن في الأضرار المتراكمة"، قائلا إن إسرائيل "ربحت المعركة لكنها خسرت الحرب".
وأضاف الكاتب أن الإنجازات الاستراتيجية الكبرى التي حققتها إسرائيل ضد إيران وحزب الله بدأت تتلاشى بسبب الضرر المتزايد الذي لحق بمكانتها الدولية، مشيرا إلى أن الرفض المتزايد من عمّال الموانئ لشحن البضائع المتجهة إلى إسرائيل كان قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وأن معدات عسكرية حيوية لم تعد تصل إلى إسرائيل بالفعل.
وأكدت "يديعوت أحرونوت" على لسان يميني أن الاتفاق، إن ترسخ، لن ينهي العداء تجاه إسرائيل بشكل فوري، لكنه سيوقف التدهور الحاصل.
ورأى أن المهمة الصعبة الآن هي إعادة بناء مكانة إسرائيل الدبلوماسية، وهي مهمة يشك في قدرة الحكومة الحالية على إنجازها، معتبرا أنها "مهمة طويلة الأمد".
وقال الكاتب إن نتنياهو "وضع نفسه في موقع أصبح فيه الشيء الوحيد الذي يهم هو ما يقوله الرئيس الأمريكي السابق دونالد
ترامب"، وبين أن نتنياهو وافق على اتفاق وقف إطلاق النار لأن ترامب "وضع سلاحا رمزيا على رأسه وأجبره على التوقيع"، مشيرا إلى أن ترامب أعلن أن رد حماس على الاتفاق كان إيجابيا، بل وصل إلى حد تصوير الحركة كـ"حركة سلام"، وبعد ذلك بساعات "أجبر نتنياهو مجددا على إصدار أمر بوقف القتال".
وسأل يميني في مقاله: "لماذا لم تبادر إسرائيل من تلقاء نفسها إلى أي خطوة؟"، معتبرا أنه كان بإمكانها إعلان وقف لإطلاق النار مرات عدة لتوضيح أن حماس هي من يسعى للحرب.
وأضاف أن "أسلحة حماس لم تنتصر في جباليا أو رفح، بل في الساحة الدولية: في الجامعات، وعلى مواقع التواصل، وفي الصحف، وفي النقابات العمالية"، مشيرا إلى أن الرأي العام في الولايات المتحدة بدأ يتحول من دعم إسرائيل إلى دعم الفلسطينيين، وهو ما دفع ترامب إلى التدخل والضغط على نتنياهو.
وختم الكاتب مقاله بالقول إن نتنياهو كان يعاني من "العمى السياسي"، موضحا أن كل ما كان يجب على إسرائيل فعله لتسجيل نقاط سياسية، أجبرت على القيام به بعد أن خسرت تلك النقاط بالفعل، واحدة تلو الأخرى.
وأضاف أن من المشكوك فيه أن يكون ترامب "الشخص المناسب لإنقاذ إسرائيل من نفسها"، لكنه رأى أنه "في الوقت الحالي، ولحين إشعار آخر، هو الشخص المناسب".