شهد أسطول الصمود العالمي المتجه إلى شواطئ
غزة تطورات خطيرة بعدما تعرضت جميع سفنه لعملية قرصنة من قبل قوات الاحتلال
الإسرائيلي، التي اعترضت طريقها قبل وصولها إلى وجهتها. وجاء هذا التحرك في إطار سياسة الاحتلال الرامية لعرقلة أي محاولة دولية لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع.
وقبيل الحادثة، بث ناشطون وصحفيون مشاركون في الأسطول تسجيلات مصورة كانوا قد أعدّوها بشكل مسبق، مؤكدين أن ظهورها يعني أنهم تعرضوا للاختطاف. ووجّهوا من خلالها مناشدات عاجلة لحكوماتهم والرأي العام العالمي للتحرك الفوري من أجل الإفراج عنهم وضمان سلامتهم، مشددين على أن مشاركتهم في الرحلة جاءت بدوافع إنسانية بحتة، هدفها كسر الحصار وفتح ممر بحري لإيصال المساعدات إلى غزة.
ويُنظر إلى هذه الرسائل على أنها دليل استباقي لتوثيق ما وصفه المشاركون بالانتهاكات المتكررة من جانب قوات الاحتلال ضد السفن التضامنية، مؤكدين أن محاولات إسكات صوت المتضامنين لن تنجح في طمس صورة الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات.
الناشط لقاين شاري من تونس، أحد المشاركين في الأسطول، قال في تسجيله إن بث الفيديو يثبت تعرضهم لـ"الاختطاف"، وطالب حكومته والشعب التونسي وكافة القوى الدولية بالتحرك العاجل للضغط على الاحتلال من أجل الإفراج عنهم.
أما الناشط محمد فال الشيخ من موريتانيا فظهر في رسالة مصورة مؤكداً: "إذا شاهدتم هذا الفيديو فهذا يعني أن الاحتلال الصهيوني قد اختطفني وزملائي قبل الوصول إلى غزة... أرجو من بلدي ومن كل المنظمات الدولية والهيئات الحقوقية التحرك لضمان الإفراج عني وعن زملائي في أسطول الصمود."
الناشط التونسي محمد مراد نشر بدوره رسالة عبر فيسبوك، قال فيها إن الفيديو الذي سجله مسبقاً يعني أنه وقع في قبضة قوات الاحتلال، مضيفاً أن المهمة التي شارك فيها كانت "إنسانية، لا عنفية، ومطابقة للقانون الدولي".
ومن على متن سفينة دير ياسين، ظهر الناشط غسان الهنشيري، عضو هيئة تسيير الأسطول، ليؤكد أن سفينتهم تعرضت للاعتراض والاعتقال، داعياً الشعب التونسي إلى النزول للشارع وممارسة الضغط على الحكومات المحلية والدولية لضمان الإفراج عنهم.
كما ظهر الناشط نبيل الشنوفي، المشارك في أسطول الصمود المغاربي، في تسجيل آخر، قائلاً: "إذا كنتم تشاهدون هذا الفيديو، طبعاً تم اعتقالنا واستهدافنا... ندعوا الجماهير أن تخرج مساعدة لنا ومساعدة لكل هذا الحراك العالمي الذي يحدث... اللعبة والكرة عندكم أنتم. نحن قمنا بدورنا وبقي الدور على الجماهير."
وفي سياق متصل، نشرت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة نداء استغاثة أكدت فيه أن قوات الاحتلال اختطفت طاقم سفينة "حنظلة"، إحدى سفن الأسطول، مشيرة إلى أن من بين المختطفين الناشط التونسي حاتم العويني. واعتبرت اللجنة أن ما جرى يمثل "انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية"، مطالبة المنظمات الحقوقية بالتحرك العاجل للإفراج عن الطاقم.
وتعكس هذه المناشدات الجماعية من الناشطين والصحفيين المشاركين في الأسطول حجم المخاطر التي يواجهها المتضامنون الدوليون، وتكشف عن نهج الاحتلال في التصدي بالقوة لكل المبادرات الساعية إلى فضح الحصار المفروض على غزة منذ سنوات.