قتل جيش الاحتلال
الإسرائيلي، منذ فجر الثلاثاء، 35 فلسطينيا على الأقل بينهم 18 من منتظري المساعدات، وأصاب آخرين في هجمات متفرقة على قطاع
غزة، فيما تراجعت آلياته العسكرية من شارع الجلاء وسط مدينة غزة.
وتأتي هذه الاعتداءات في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ ما يقارب العامين، ضمن مساعيها لاحتلال مدينة غزة وتهجير سكانها.
وأفاد شهود عيان بأن القصف استهدف منازل مأهولة وخيمة تؤوي نازحين، إضافة إلى تجمعات لمنتظري المساعدات. وأكدت مصادر طبية أن الهجمات الإسرائيلية على وسط القطاع أسفرت عن استشهاد 25 فلسطينيا وإصابة آخرين.
وفي دير البلح، قُتلت أم
فلسطينية وأطفالها الستة بقصف استهدف منزل عائلة الباز، فيما أُصيب آخرون.
وفي مخيم النصيرات، استهدفت غارة منزلا لعائلة عرندس شمال المخيم، ما أسفر عن إصابات، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية منزلا لعائلة القريناوي في منطقة "بلوك 7" بمخيم البريج.
اظهار أخبار متعلقة
وعند محور نتساريم، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على فلسطينيين كانوا بانتظار المساعدات قرب مركز التوزيع الأمريكي الإسرائيلي، ما أدى إلى استشهاد 18 منهم وإصابة 33 آخرين.
ومنذ 27 أيار/مايو الماضي، باشرت حكومة الاحتلال آلية توزيع للمساعدات عبر "مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية" التي يصفها الفلسطينيون بأنها "مصائد الموت"، حيث دأب جيش الاحتلال على استهداف التجمعات في أماكن التوزيع، متسببا باستشهاد وإصابة الآلاف.
جنوب القطاع
وفي جنوب غزة، أفادت المصادر الطبية باستشهاد 4 فلسطينيين، ففي منطقة المواصي غرب خان يونس، استشهد ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة (أب وزوجته الحامل وطفلهما) جراء قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين قرب محطة العطار.
كما استشهد فلسطيني آخر في قصف على المناطق الجنوبية دون توفر تفاصيل إضافية. وفي منطقة الكتيبة وسط خان يونس، نفذت المدفعية الإسرائيلية قصفا متقطعا.
شمال القطاع
وشهد شمال غزة استشهاد 6 فلسطينيين في هجمات متفرقة، ففي مخيم الشاطئ، استشهد فلسطيني وأُصيب آخرون في قصف استهدف أحد المنازل.
وفي حي التفاح شرقي المدينة، قُتل فلسطينيان في قصف على منطقة المشاهرة. كما أسفر قصف على محيط ملعب فلسطين وسط المدينة عن مقتل ثلاثة فلسطينيين.
جنوب مدينة غزة، شنت المقاتلات الإسرائيلية ثلاث غارات على محيط شارع المغربي في حي الصبرة، فيما واصل الجيش قصفه المدفعي على مخيم الشاطئ وحي النصر غرب المدينة. كما شنت الطائرات الحربية غارات عنيفة على حي الصبرة.
اظهار أخبار متعلقة
ميدانيا، تراجعت آليات الاحتلال من شارع الجلاء (محيط عمارة الزهارنة) وسط غزة، بعد أن تقدمت إليه مساء الاثنين بشكل مفاجئ.
ونقل مراسل "الأناضول" عن شهود عيان أن قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة عبر شارع النصر وتمركزت عند مفترق الزهارنة الحيوي، الذي يربط شمال المدينة بجنوبها، قبل أن تنسحب.
ويُعد مفترق الزهارنة موقعا استراتيجيا على شارع الجلاء الذي يُعتبر شريانا رئيسيا لحركة المدنيين وفرق الإسعاف رغم الدمار الواسع الذي لحق به خلال الحرب.
الوضع الصحي
حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الثلاثاء، من "تحديات كارثية" تواجه الطواقم الطبية نتيجة تفاقم نقص الأدوية والمستهلكات الطبية، مشيرة إلى أن حكومة الاحتلال تعمد إلى تقويض وصول الإمدادات للمستشفيات، في ظل استمرار الإغلاق المشدد للمعابر منذ آذار/مارس الماضي.
وقالت الوزارة في بيان إن "تعنت الاحتلال في منع وصول الإمدادات الطبية الطارئة يزيد من تعقيدات الوضع الصحي"، وطالبت بتحرك عاجل لضمان دخول الاحتياجات الطبية ومنع انهيار الخدمات. وأشارت إلى أن النظام الصحي يواجه خطرا حقيقيا بالانهيار، بعد استهداف مباشر ومتكرر من جيش الاحتلال الإسرائيلي أدى إلى تدمير أو تعطيل 38 مستشفى و96 مركزا صحيا، إضافة إلى تدمير 197 سيارة إسعاف منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وكانت منظمات حقوقية وصحية دولية قد حذرت مرارا من انهيار كامل للمنظومة الصحية بفعل الاعتداءات الإسرائيلية والإغلاق شبه الكامل للمعابر أمام المساعدات الإنسانية والطبية.
العملية البرية وخطط الاحتلال
وفي 16 أيلول/ سبتمبر الجاري، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء "عملية برية واسعة" بمشاركة قوات نظامية واحتياطية من الفرق 98 و162 و36.
وفي وقت سابق، أقرت الحكومة الإسرائيلية في 8 آب/أغسطس خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو لإعادة احتلال غزة تدريجيا، بدءا بمدينة غزة التي يسكنها نحو مليون فلسطيني.
ومنذ 11 آب/ أغسطس، بدأ جيش الاحتلال هجومه على المدينة عبر حي الزيتون، ضمن عملية أطلق عليها "عربات جدعون 2"، تخللها نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وعمليات تهجير وتوغل بري.
وبدعم أمريكي، تواصل دولة الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن 66,055 شهيدا و168,346 مصابا، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى وفاة 442 فلسطينيا جراء المجاعة بينهم 147 طفلا، وفق الإحصاءات الرسمية.