ملفات وتقارير

عالم شرعي يمني: تجويع غزة جريمة شرعية تستوجب القصاص

المذاهب الفقهية الكبرى، بما فيها المالكية والشافعية والحنابلة، أقرّت بأنّ من جَوَّع إنسانًا حتى الموت يُقتصّ منه.. الأناضول
المذاهب الفقهية الكبرى، بما فيها المالكية والشافعية والحنابلة، أقرّت بأنّ من جَوَّع إنسانًا حتى الموت يُقتصّ منه.. الأناضول
أصدر العالم الشرعي اليمني وأستاذ الفقه وأصوله، الدكتور فضل بن عبد الله مراد، فتوى شرعية حذّر فيها من خطورة المشاركة أو التواطؤ في تجويع سكان قطاع غزة، مؤكداً أن هذا الفعل يُعدّ “جريمة شرعية وجنائية كبرى” تستوجب القصاص أو الدية، بحسب مذاهب فقهية معتبرة.

وفي فتوى مطوّلة حملت عنوان “تجويع غزة والمسؤولية الجنائية: لعنة الله وسخطه والخلود في العذاب العظيم”، قال مراد إنّ قطع الطعام والدواء عن المدنيين المحاصرين وقتلهم جوعًا هو قتل عمد يستوجب العقوبة الشرعية، مؤكداً أن كل من ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في هذه الجريمة يتحمل مسؤوليتها أمام الله وأمام الأمة.

وأضاف أن المذاهب الفقهية الكبرى، بما فيها المالكية والشافعية والحنابلة، أقرّت بأنّ من جَوَّع إنسانًا حتى الموت يُقتصّ منه، فيما يرى الحنفية أن عليه دية مغلظة في بعض الحالات. وشدد على أنّ المسؤولية لا تقتصر على المنفّذ المباشر، بل تشمل أيضاً المتسبّب، والمحرّض، والراضي، بل وحتى من يسكت عن الجريمة وهو قادر على الإنكار أو المساعدة.

وأكد مراد في فتواه أنّ الضغوط السياسية أو التهديدات الخارجية لا تُعدّ مبرّرًا شرعيًا للمشاركة في الحصار، مشيراً إلى أن السكوت عن المظلوم جريمةٌ شرعية، وواجب النصرة لا يسقط عن أحد.

ودعا في ختام فتواه إلى فتح المعابر فورًا، وإغاثة أهل غزة بكل الوسائل الممكنة، واعتبار أي تقصير في ذلك مشاركة في الإثم، مشيراً إلى أنّ “من ساهم في قتل نفس واحدة، فكأنما قتل الناس جميعاً”.

وتأتي الفتوى في ظل استمرار الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ما تسبب في أزمة إنسانية غير مسبوقة، ومجاعة طالت مئات الآلاف من السكان، في وقت تتعالى فيه النداءات من علماء الأمة وهيئاتها بضرورة رفع الحصار ووقف الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.

يُذكر أن الدكتور فضل بن عبد الله مراد هو أستاذ الفقه وأصوله بجامعة قطر والأمين العام المساعد للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين ، وأحد أبرز العلماء المعاصرين في اليمن. له عدد من المؤلفات الفقهية، ويُعرف بمواقفه الشرعية الجريئة في القضايا العامة، وخاصة ما يتعلق بالشأن الفلسطيني ومظالم الأمة.



والأحد، قالت وزارة الصحة في غزة، إن سياسة التجويع التي ترتكبها إسرائيل في القطاع أسفرت عن مقتل 86 فلسطينيا منهم 76 طفلا، جراء سوء التغذية الناتج عن منع دخول المساعدات إلى القطاع منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023.

ومع الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ 2 مارس الماضي، تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى.

وترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلفت أكثر من 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

اظهار أخبار متعلقة


التعليقات (0)

خبر عاجل