ملفات وتقارير

غضب شعبي ونخبوي عربي رفضًا للمجاعة والإبادة في غزة.. "طفح الكيل"

 القطاع يمر "بحالة مجاعة فعلية، تتجلى في النقص الحاد بالمواد الغذائية الأساسية، وتفشي سوء التغذية الحاد، وسط عجز تام في الإمكانيات الطبية لعلاج تبعات هذه الكارثة". (الأناضول)
القطاع يمر "بحالة مجاعة فعلية، تتجلى في النقص الحاد بالمواد الغذائية الأساسية، وتفشي سوء التغذية الحاد، وسط عجز تام في الإمكانيات الطبية لعلاج تبعات هذه الكارثة". (الأناضول)
تتسارع وتيرة التفاعل الشعبي والنخبوي العربي مع الدعوة التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم السبت إلى إطلاق حراك عالمي ضد ما وصفته بـ"حرب الإبادة والتجويع الممنهج" في قطاع غزة، حيث خرجت مواقف متعددة من قيادات إسلامية ومكونات مدنية، داعية إلى تحويل التضامن إلى فعل جماهيري ضاغط، بعد الخطاب المؤثر الذي ألقاه أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، والذي حمل الأمة مسؤولية الدماء والمجاعة في غزة.

في بيانها، دعت حماس إلى تنظيم أيام عالمية للحراك الشعبي بدءًا من الأحد 20 يوليو، تتخللها مسيرات، فعاليات تضامنية، وضغوط سياسية ودبلوماسية "حتى وقف العدوان وإنهاء الحصار".

ووصفت الحركة الحكومة الإسرائيلية بـ"الصهيونازية"، مؤكدة أن العدوان الجوي والبري والإنساني على قطاع غزة "لم يشهد له التاريخ مثيلًا".

الجبهة المغربية تدعو لمسيرة حاشدة

استجابة مباشرة لنداء حماس، أصدرت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع بيانًا دعت فيه المواطنين والهيئات المدنية والنقابية إلى المشاركة في مسيرة وطنية ضد التجويع في غزة، يوم الأحد 20 يوليو بالعاصمة الرباط.

وأكدت الجبهة أن "التجويع الممنهج الذي يمارسه الاحتلال بحق أكثر من مليون ونصف من المدنيين في غزة هو سلاح إبادة جماعية، يهدف لكسر إرادة الصمود وفرض الاستسلام"، مطالبة بـ"وقف الجريمة، وكسر الحصار، ومواجهة الصمت الدولي والتواطؤ مع الاحتلال".



علي بلحاج: الكلمة توازي قذيفة

من جهته، شنّ الشيخ علي بلحاج، نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، هجومًا لاذعًا على الأنظمة العربية، متهمًا إياها بالتواطؤ مع الاحتلال وقمع المتضامنين مع غزة.

وقال بلحاج في تصريح لـ"عربي21":  "أمريكا ليست منا ولسنا منها.. وهذا زمن الثورة لا زمن الصمت"،
مضيفًا أن "الجزائر تتغنى بحماس بينما تموّل سلطة عباس"، في إشارة إلى ما اعتبره تناقضًا في الموقف الرسمي.

كما دعا بلحاج إلى فتح المساجد والمنابر والفضاءات العامة أمام العلماء والدعاة ليقوموا بواجبهم في تعبئة الناس وتثبيتهم على درب المقاومة.

عبد الرزاق مقري: آن وقت الفعل الميداني

وفي موقف لافت، نشر الدكتور عبد الرزاق مقري، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية، تدوينة مطولة على صفحاته الرسمية، قال فيها إن "السبيل إلى وقف الإبادة وإغاثة غزة" لا يمر فقط عبر الخطابات والبيانات، بل يتطلب حراكًا فعليًا وضغطًا ميدانيًا مباشرًا.

وأكد مقري أن "الملثم قضى على حجج أولئك الذين اعتقدوا أن الكلمات والمال كافيان لتسكين الضمائر"، داعيًا إلى: محاصرة السفارات الإسرائيلية والأمريكية في كل العواصم، تنظيم مسيرات مليونية وعمليات كسر حصار بحرية وبرية، العصيان المدني في الدول المطبّعة، تفعيل الجبهة السورية والشارع الأردني، الانخراط في أي نشاط تضامني مهما كانت الجهة الداعية.

وتابع مقري: "إذا استمر نهر الدم الفلسطيني، فلن يسلم منا أحد، بلداً بلداً، فردًا فردًا. وإن أي بلد يظن نفسه غير معني، فستصيبه لعنة الدم الفلسطيني".



وفي وقت سابق السبت، حذرت وزارة الصحة بغزة من تداعيات المجاعة الكارثية التي تضرب القطاع جراء الإغلاق الإسرائيلي المشدد للمعابر منذ أوائل مارس/ آذار الماضي، وأكدت وجود ارتفاع ملحوظ في معدلات الوفيات الناجمة عن الجوع.

وقالت في بيان إن القطاع يمر "بحالة مجاعة فعلية، تتجلى في النقص الحاد بالمواد الغذائية الأساسية، وتفشي سوء التغذية الحاد، وسط عجز تام في الإمكانيات الطبية لعلاج تبعات هذه الكارثة".

والجمعة، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية ارتفع إلى 69 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأضاف أن عدد الوفيات في صفوف الفلسطينيين بسبب نقص الغذاء والدواء ارتفع أيضا إلى 620 شخصا منذ 7 أكتوبر 2023.

ومنذ 2 مارس 2025، تغلق إسرائيل جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 198 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
التعليقات (0)