ملفات وتقارير

"علماء المسلمين" يناشد مصر وشيخ الأزهر التحرك لوقف الإبادة الجماعية في غزة

القطاع أصبح على أعتاب مرحلة "الموت الجماعي"، بعد أكثر من 140 يوما من إغلاق المعابر إثر سياسة التجويع الإسرائيلية المتعمدة ضد الفلسطينيين البالغ عددهم في القطاع 2.4 مليون شخص. الأناضول
القطاع أصبح على أعتاب مرحلة "الموت الجماعي"، بعد أكثر من 140 يوما من إغلاق المعابر إثر سياسة التجويع الإسرائيلية المتعمدة ضد الفلسطينيين البالغ عددهم في القطاع 2.4 مليون شخص. الأناضول
ناشد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جمهورية مصر العربية، قيادةً وشعباً، بالتحرك العاجل لوقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وللقيام بدورها التاريخي والإنساني في إيصال الغذاء والدواء لأكثر من مليوني إنسان يواجهون خطر الموت جوعاً تحت الحصار الإسرائيلي الخانق.

وقال الأمين العام للاتحاد، الدكتور علي محمد الصلابي، في تصريحات خاصة لموقع "عربي21"، إن “هذه مرحلة تاريخية دقيقة يتعرض فيها الفلسطينيون للإبادة الجماعية، ليس بالسلاح فقط، بل بالتجويع الممنهج”، مشدداً على أن “ليس هنالك من دولة ولا شعب يمكنه وقف هذه الإبادة مثل الشعب المصري، بحكم الجوار والتاريخ والمسؤولية المشتركة”.

وأضاف الصلابي: "تحرم الشريعة الإسلامية تحريماً قاطعاً قتل الإنسان جوعاً، وتجعل من الأخوّة الدينية رابطاً يوجب النصرة ورفع الظلم والدفاع عن المظلوم، فكيف إذا كان هذا المظلوم شعباً بأكمله؟ إن ما يجري في غزة لا يمكن السكوت عنه شرعاً ولا إنسانياً".

وأكد أن "الأمن القومي المصري، عبر التاريخ، كان دائماً في انحيازه إلى المظلومين ودفع الظلم عن المستضعفين والتصدي للغزاة، وغزة اليوم تمثل نازلة إنسانية كبرى، واختباراً أخلاقياً ودينياً وجيوسياسياً بالغ الخطورة، يتطلب من مصر أن تكون في قلب الحل، كما كانت دائماً".

ودعا الصلابي شيخ الأزهر الشريف إلى الاضطلاع بدوره الشرعي والتاريخي، قائلاً: “يتطلع المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها إلى موقف واضح من الأزهر ومؤسساته، وخاصة من شيخ الأزهر، في إصدار فتوى تُحرّم قتل الفلسطينيين جوعاً وتُجرّم الحصار بوصفه جريمة محرّمة شرعاً وقانوناً".

وتابع الصلابي نداءه موجّهاً كلامه مباشرة إلى الإمام الأكبر شيخ الأزهر، قائلاً: "هذه نازلة عظيمة تستدعي موقفاً واضحاً منكم يا شيخ الأزهر، يبيّن حكم الشرع في حصار المسلمين وتجويعهم وقتلهم ببطء أمام أنظار العالم. الكلمة منكم لها وزنها ومكانتها، وقد آن أوانها".

ولفت إلى أن "الوضع الإنساني في غزة بلغ حداً كارثياً، حيث تشير تقارير المنظمات الدولية إلى أن أكثر من مليون طفل يواجهون سوء تغذية حاد، والمشافي تعمل فوق طاقتها أو خرجت عن الخدمة، فيما يُمنع دخول الإمدادات الحيوية من الغذاء والدواء والوقود، ويُستخدم الجوع كسلاح لإخضاع السكان أو تهجيرهم قسرياً، في انتهاك صارخ لكل القيم والقوانين".

وشدد الصلابي على أن "العالم كله، وفي الطليعة منه أحراره، سيقفون إلى جانب مصر إن قررت كسر هذا الحصار ووقف هذه الإبادة، كما أن القانون الدولي، والشرائع الإنسانية، تسند هذا الموقف وتمنحه الشرعية الكاملة. من حق الشعوب أن تعيش، ومن واجب الدول أن لا تكون شاهدة صامتة على مجازر العصر".

وختم الصلابي تصريحاته بنداء إلى الضمير الإنساني، قائلاً: "نوجّه نداءنا إلى كل عقلاء العالم، وإلى كل من تبقّى في قلبه ذرة إنسانية، أن يتحركوا فوراً لإنهاء هذه الإبادة الجماعية، التي فاقت في بشاعتها كل ما عرفه التاريخ الحديث من فظائع. إن السكوت في هذا المقام خيانة، والتردد جريمة، ولا نجاة إلا بعمل عاجل وشجاع".

اظهار أخبار متعلقة




وفي غزة قال المكتب الإعلامي الحكومي إن القطاع أصبح على أعتاب مرحلة "الموت الجماعي"، بعد أكثر من 140 يوما من إغلاق المعابر إثر سياسة التجويع الإسرائيلية المتعمدة ضد الفلسطينيين البالغ عددهم في القطاع 2.4 مليون شخص.

جاء ذلك في بيان صدر، الأحد، عن المكتب، الذي وصفه بأنه "خطير وعاجل".

وحذر البيان من أن غزة "على أعتاب مرحلة الموت الجماعي بسبب إغلاق الاحتلال (الإسرائيلي) لجميع المعابر منذ أكثر من 140 يوما".

وأشار إلى تعمد إسرائيل ممارسة سياسة التجويع كجزء من حرب الإبادة التي تشنها ضد سكان غزة عبر "منع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، وحليب الأطفال، والوقود، وتشديد الحصار بشكل كامل، في ظل نفاد الغذاء والدواء".

وجدد البيان التذكير بأن القطاع "يتجه نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة، مع تواصل الإبادة بالقتل والتجويع الجماعي ضد أكثر من 2.4 مليون إنسان بينهم 1.1 مليون طفل".

وأضاف مستنكرا: "العالم يتفرج على ذبح غزة وقتلها بالتجويع والإبادة دون أن يحرك ساكنا"، مبينة أن القطاع الفلسطيني "أمام أكبر مجزرة جماعية في التاريخ الحديث"، بحسب المصدر ذاته.

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة في غزة مساء السبت وصول أعداد غير مسبوقة من الفلسطينيين من مختلف الأعمار إلى المستشفيات بحالة إعياء شديدة.

ومنذ 2 مارس/ آذار 2025، تغلق إسرائيل جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.

ولم يعد بمقدور الفلسطينيين توفير الحد الأدنى من مقومات البقاء، حيث فقد غالبيتهم الدقيق اللازم لصناعة الخبز، بينما ترتفع أسعار الكميات القليلة المتوفرة منه في السوق السوداء، بشكل لا يمكن الفلسطينيين المجوّعين الحصول عليه.

وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة ، السبت، من أن القطاع يمر "بحالة مجاعة فعلية، تتجلى في النقص الحاد بالمواد الغذائية الأساسية، وتفشي سوء التغذية الحاد، وسط عجز تام في الإمكانيات الطبية لعلاج تبعات هذه الكارثة".

وبدوره، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الجمعة، إن عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية ارتفع إلى 69 طفلا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لافتا أن عدد الوفيات في صفوف الفلسطينيين بسبب نقص الغذاء والدواء ارتفع أيضا إلى 620 شخصا منذ التاريخ ذاته.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 199 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

اظهار أخبار متعلقة


التعليقات (0)

خبر عاجل