هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لأول مرة منذ صدور اتفاقية الإبادة الجماعية واتفاقيات جنيف الأربع، فإن إبادة جماعية ذات سمات استعمارية استيطانية مميزة في غزة قدّمها مرتكبوها على أنها ملتزمة بالقانون الدولي الإنساني. فقد فككت إسرائيل الكلمات والمفاهيم الواردة في قواعد قانون النزاعات المسلحة من سياقها المعياري، وحوّلتها إلى تراخيص للقتل الجماعي والتدمير العشوائي. وأُعيد تجميع هذه المفاهيم المفككة في "قانون الإبادة الجماعية المسلحة"، المُصمَّم خصيصًا للسكان الفلسطينيين المُصنفين على أساس عرقي، مع تصوير تدميرهم المادي كليًا أو جزئيًا على أنه وسيلة "إضافية" و"مشروعة" و"ضرورية" لتحقيق أهداف الحرب المُعلنة. وبدلا من التوقف عن جرائمها الإبادية، فإنها تتهم حماس بارتكاب أعمال مروعة ترقى إلى جريمة إبادة جماعية!!
هشام الحمامي يكتب: الحروب الإقليمية التي خاضتها إسرائيل في السنتين الماضيتين، بما فيها قصف الدوحة العاصمة القطرية الأسبوع الماضي، هي حروب هروب من النهاية، التي ستصبح نهايات عديدة وليست نهاية واحدة، لثوابت كانت من قبل مؤكدة وأكيدة، ولم تتوقع "الصهيونية العالمية" فتح بواباتها بهذه السرعة، وفي توقيت قد يكون الأسوأ دوليا بالنسبة للجميع
في حلقة مؤثرة من بودكاست "الرحلة" على منصة عربي21، يروي الصحافي الفلسطيني وائل الدحدوح، مدير مكتب قناة الجزيرة في غزة، تجربته المروعة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، بين فقدان أسرته وتشويه منزله، وإصاباته الشخصية، والضغط النفسي الهائل، مع حرصه على استمرار عمله الصحافي لنقل الحقيقة إلى العالم، مؤكداً أن الصحافة بالنسبة له ليست مجرد مهنة، بل رسالة للتوثيق والمقاومة.
سعيد الحاج يكتب: واجب الوقت هو العمل، وإدامة الضغط على جميع الأطراف للقيام بمسؤولياتها وتفعيل إمكاناتها لوقف المذبحة، واستخلاص الدروس التي تفيد في توجيه دفة المعركة والحرب بعمومها نحو نتائج أكثر إيجابية وأقل سلبية، وليس في الجمود عند نقاشات نظرية وافتراضية لا توقف عدوا ولا تحقن دما، وليس لها أي تأثير إيجابي على سير المعركة
ناجي عبد الرحيم يكتب: المواطن الذي يُنتظر منه أن يدفع الضرائب ويربط مصيره بدولته، يجد نفسه يموّل سياسات استثنائية، بينما تتراجع حصته من التعليم والصحة والخدمات. هكذا تتسرّب الحرب البعيدة إلى بيوت الناس، فيخبزها المواطن بعرقه قبل أن تُطلق رصاصة واحدة في شوارعه
منير شفيق يكتب: أصبح عدم وقف المذابح البشرية، وما تعكسه من مشاعر محقة لا يحتملها مُشاهد حتى لو كان محايدا، يؤدي بحق إلى موقف يجعل من وقف الحرب المطلب الأول. ولكن يخطئ من يطلب من المقاومة وقف الحرب بأيّ ثمن، بدلا من أن تظل المسؤولية الكاملة، في جريمة حرب الإبادة وممارستها، على نتنياهو وعلى من يغطيه
شهدت العاصمة البريطانية لندن انعقاد أول محكمة مستقلة من نوعها حول غزة، امتدت على يومين، سلطت خلالها الأضواء على تهم قوية موجهة للحكومة البريطانية بتقاعسها عن التزاماتها القانونية الدولية ومنع الإبادة الجماعية في القطاع، بل وبتواطئها مع الانتهاكات الإسرائيلية، وسط شهادات كشفت عن نقل المخابرات البريطانية معلومات للقوات الإسرائيلية، وتأخير التحقيقات الرسمية في مقتل العامل الإغاثي جيمس هندرسون، فيما أكد جيريمي كوربين، رئيس المحكمة، أن هذه الجلسة تمهّد الطريق لكشف الحقيقة ومساءلة لندن، مؤكدًا في تغريدة حماسية أن “هذه مجرد البداية” في سعي المحكمة لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.
حذرت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق، اليوم الجمعة، من أن قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان ارتكبت جرائم متعددة ضد الإنسانية خلال حصارها لمدينة الفاشر في دارفور، شملت عمليات قتل وعنف جنسي ونهب وتدمير سبل العيش، ووصل بعضها إلى حد الإبادة، في تقرير يعكس حجم الانتهاكات الواسعة خلال الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثالث ويؤكد الحاجة الملحة للمساءلة الدولية.
دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ700، وسط ما وصفته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأنها "أبشع إبادة جماعية في التاريخ المعاصر"، متهمة الاحتلال بارتكاب مجازر ممنهجة ضد المدنيين، وتدمير المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء، في ظل دعم أمريكي متواصل وصمت دولي اعتبرته الحركة "وصمة عار على جبين الإنسانية".
في كتابه الأخير "غزة، مدخل إلى الحرب الممتدة"، يطرح الباحث الفلسطيني أسعد غانم رؤية شاملة للوضع الراهن في غزة، مؤكداً أن الفلسطينيين اليوم يقفون أمام لحظة حاسمة في تاريخهم: حرب ممتدة بلا نهاية واضحة، تقابلها استراتيجية إسرائيلية قائمة على التفوق العرقي والتوسع الاستيطاني، في ظل غياب مشروع وطني فلسطيني موحد قادر على مواجهة التحديات. يرى غانم أن الصراع الحالي لا يقتصر على المواجهة العسكرية، بل يشمل أبعاداً سياسية واجتماعية ودولية، ويضع الفلسطينيين أمام خيارين مصيريين: الانحلال النهائي ككيان وطني أو توحيد الجهود الشعبية والرسمية لإعادة صياغة مسار واضح نحو المستقبل.
ألطاف موتي يكتب: استراتيجية نتنياهو ليست بلا حدود، إذ بدأ صبر الجمهور في إسرائيل ينفد، وتمثل عائلات المحتجزين صوتا قويا يتردد صداه في جميع أنحاء المجتمع. كما أن الحلفاء الدوليين يعيدون النظر في دعمهم. وإذا أصبح وقف إطلاق النار واسع النطاق هو السبيل الوحيد للاستقرار، فسيواجه نتنياهو معضلة قاسية: إما الحفاظ على ائتلافه على حساب إقصاء الجمهور، أو إنهاء الحرب والمخاطرة بالانهيار السياسي
إسماعيل ياشا يكتب: يتساءل كثير من المتابعين للشأن التركي، هذه الأيام، في ظل أنباء تقول إن إدارة الإسكان الجماعي "توكي" التركية ستبني ملاجئ حديثة في كافة المحافظات: هل تستعد تركيا للحرب مع إسرائيل؟ والجواب الصحيح لهذا السؤال هو أن تركيا تفضل في هذه المرحلة إدارة التوتر مع إسرائيل بدلا من التصعيد، إلا أن وجود تصادم المصالح في ملفات عديدة قد يؤدي إلى التفجير في إحدى المناطق بأي لحظة
كثير من القاعدين عن القيام بواجبهم تجاه المأساة الجارية في غزة والعدوان العظيم على الضفة والقضية الفلسطينية كلها، يواجهون كل من يدعو إلى رفع سقوف الدعم في مختلف جوانبه، بأن الدولة الجزائرية قائمة بواجبها كاملا خلافا ـ في ظنهم ـ لكل دول العالم! وفي محاججتهم المزهوين بها هذه لا يجدون أكثر من موقفين للجزائر يتحدثون بهما وهما عدم وجود التطبيع في بلادنا، وبعض التصريحات السياسية، وخاصة مواقف ممثل الجزائر في مجلس الأمن في العضوية المؤقتة، ويضيف بعض المكتفين بالعمل الخيري أن السلطات الجزائرية متساهلة مع المساهمين في العمل الإغاثي والإنساني المتميز في بلادنا.
حظي الكيان الصهيوني بحملة دعم عالمية غير مسبوقة في الأسابيع الأولى من عدوانه البربري على قطاع غزة، ورغم القصف العشوائي للمدنيين والقتل غير المسبوق في هذه الفترة، فقد تحول كيان الاحتلال إلى مزار يتسابق القادة الغربيون إلى إظهار الدعم له من داخله، بل وكان للمسؤولين العسكريين قسط وافر من تلك الزيارات التي كانت عملياتية ولم تقتصر على الدعم المعنوي فقط.
شهدت هولندا تحركات شعبية غير مسبوقة: تظاهرات ضخمة في أمستردام وروتردام ولاهاي، إضرابات طلابية، وبيانات صادرة عن نقابات مهنية وجامعات تطالب بوقف التعاون الأكاديمي والعسكري مع إسرائيل. هذه التحركات ضغطت على الحكومة الهولندية، وأعطت القضية الفلسطينية حضورًا استثنائيًا في النقاش العام، بما لم تشهده البلاد منذ عقود.
فلسطين ليست مجرد جغرافيا محدودة ولا نزاعًا سياسيًا عابرًا، بل هي مرآة تعكس أعمق جدليات التاريخ البشري.. العلاقة بين النصوص المقدسة والواقع الأرضي، بين القوة والعقيدة، بين القانون الدولي وحق الإنسان في الحياة والكرامة. في فلسطين تتقاطع الكتب السماوية مع خرائط الاستعمار، وتمتزج دماء الأطفال مع نصوص التوراة وسفر القضاة، وتتجسد بروتوكولات السيطرة الحديثة في مشروع استيطاني يواصل حروبًا قديمة بأسماء جديدة. ولعل هذا التشابك يجعل من فلسطين قضية لا تخص شعبًا واحدًا فقط، بل هي قضية الوعي الإنساني كله.