هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يقدم كتاب "اليهود ضد روما: قرنان من التمرد ضد أقوى إمبراطورية في العالم" للأكاديمي باري شتراوس، المؤيد لإسرائيل، ما يمكن اعتباره رؤية للاستراتيجية العسكرية والسياسية الحالية في إسرائيل، حيث إن عدسة شتراوس التاريخية تشرح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يقرأ الكتاب حاليا ثلاث نقاط حاسمة: يجب على الخصوم التخلي عن سوء التقدير، يجب على إسرائيل أن تعطي الأولوية للوحدة، تتطلب المقاومة حكمة استراتيجية
لم يكن صعود الجماعة إلى مصاف القوى المؤثرة في المشهد الوطني وليد السياسة وحدها، بل كان ثمرة لنسيج واسع من التنظيمات الطلابية والشبابية والنسوية والعمالية والمهنية، التي شكلت للأفكار قاعدة اجتماعية متينة وامتدادا بشريا نابضا.
من الصعب جدا أن تقنع من تشرب منذ نعومة أظفاره في المدرسة الابتدائية ثم الإعدادية ثم الثانوية، مناهج تربوية مضللة، مشحونة بدعايات شعبوية سخيفة وكاذبة عن الشعب الذي كان أيام الملك يعيش أغلبهم حفاة عراة، ويحيون حياة العبيد، ولا يستطيعون الذهاب للمدرسة، ستجد مثل هذه القناعات المثيرة للشفقة مترسخة لا شعوريا حتى في عقول ومشاعر من يمكن اعتبارهم نخبة مثقفة، لأنه ميراث نفسي ومعلوماتي متراكم شكل الوعي منذ الطفولة.
أنشأ السريان في لبنان حزباً خاصاً بهم اسمه "حزب الاتحاد السرياني"، يتموضع في المعسكر السيادي المقرب من تجمع 14 آذار والقوى التي تفرّعت منه. تأسَّس تنظيمياً في العام 2005 برئاسة إبراهيم مراد، ليعبّر عن حقوق مختلف السريان (آشوريين، آراميين، كلدان…) ويدعو لتمثيلهم النيابي الخاص بدل حصرهم بمقعد "الأقليات" في بيروت،
لا يجادل أحد أن نظرية المقاصد وعمقها النظري والمنهجي برز في القرن الثامن الهجري (ت 790 ه) في الغرب الإسلامي مع الإمام أبو إسحاق الشاطبي، لكنها أبدا لم تصر رهانا أصوليا إلا مع الحركة الإصلاحية الحديثة التي كان اهتمامها بالشاطبي وموافقاته أكثر من أي اهتمام علمي طيلة القرون اللاحقة للقرن الثامن الهجري.
تمثّل الطائفة الإنجيلية في لبنان واحدة من أصغر الأقليات المسيحية المعترف بها رسمياً. ورغم حجمها الديمغرافي المحدود، فإن بصمتها في التاريخ اللبناني الحديث، لا سيما في مجالات التعليم والخدمات الاجتماعية والفكر السياسي، تبدو أعمق بكثير من وزنها العددي. يعود هذا التأثير غير المتكافئ إلى جذور تاريخية مرتبطة بالإرساليات البروتستانتية الأميركية والبريطانية في القرن التاسع عشر، التي تركت إرثاً مؤسسياً لا يزال فاعلاً حتى اليوم.
إن الفرز الذي كان قائمًا بين الأفراد على أساس الوطنية الذي كان سائدًا أيام الاحتلال يجب أن يظل هو نفسه وأكثر منه في الاستقلال ضد الاستحلال (وليس العكس كما يبدو لنا من واقع بعض التقلبات في الأمزجة والأحوال!؟!)
أحمد عبد الحليم يكتب: السُلطة حين تبني هذا الصرح الفخم لتراثنا هي تبني أيضا سورا عازلا بينها وبين المواطن؛ تماثيل الملكة نفرتيتي أو إيزيس تبدو في المتحف بأبهى حلةٍ، وقد أُحيطت بعنايةٍ استثنائية، بينما يبقى المصري الذي جاهد ونافح من أجله التاريخ هو الغائب الأكبر والتمثال الصامت
في العام 1919، ترأس البطريرك الياس الحويك وفدًا مارونياً إلى مؤتمر السلام في فرساي بفرنسا، بهدف الضغط على الحلفاء للاعتراف بلبنان كوطن مستقل تحت حماية فرنسية. فطالب بإنشاء "لبنان الكبير" وقدّم وثائق تاريخية وأدلّة اقتصادية وجغرافية لإثبات أن جبل لبنان (الذي كان له حكم ذاتي في عهد العثمانيين) لا يمكن أن يستمر قائمًا ككيان صغير معزول، بل يجب أن يُوسّع بضم المناطق المجاورة ذات العلاقات الاقتصادية والطبيعية معه. وشدد البطريرك الماروني على أن الدولة الجديدة ستكون متعددة الطوائف، وليست دولة مسيحية صرفًا.
في بلدٍ يقوم كيانه على توازن الطوائف وتوزيع الحصص بينها، يبقى الأكراد في لبنان جماعة بلا صوت سياسي رغم جذورهم العميقة في نسيجه الاجتماعي والثقافي. فعلى امتداد قرون من الوجود، ظلّ الأكراد خارج التصنيف الرسمي للطوائف اللبنانية الثماني عشرة، ما جعلهم حاضرين في الحياة اليومية وغائبين عن الخريطة الطائفية. وبين اندماجٍ قسري داخل الطائفة السنية وسعيٍ متواصل للاعتراف بهويتهم الخاصة، يعيش الأكراد اللبنانيون في منطقة رمادية تجمع بين التهميش والاندماج، في وقتٍ يسعى فيه بعضهم إلى تثبيت حضورهم الثقافي والاجتماعي كوسيلةٍ لمقاومة الصمت المفروض عليهم في دولةٍ تتقاسمها الطوائف وتنسى من لا طائفة لهم.
سيلين ساري يكتب: اليوم، بعد أكثر من خمسة قرون، يُعاد المشهد على نحو آخر. تُقدّم للعرب والفلسطينيين وثيقة ذات 21 بندا تسمى خطة السلام، لكنها في جوهرها شرعنة للإبادة الجماعية في غزة
حلمي الأسمر يكتب: المشاريع الاستيطانية العابرة قد تعيش عقودا أو قرونا، لكنها لا تخلّد، لأن جذورها في الأرض ضعيفة. وإذا كان الصليبيون قد استمروا 192 عاما، فربما يكون عمر إسرائيل أقصر بكثير في ظل تسارع الزمن وتغيّر موازين القوة
تتبع طائفة الروم الأرثوذكس كنسياً إلى بطريركية أنطاكية وسائر المشرق (مقرّ البطريرك في دمشق) وهي كنيسةٌ مستقلّة ضمن العائلة الأرثوذكسية العالمية. تتبنّى التراث البيزنطي في الليتورجيا أي أن العبادة الجماعية المنظمة تطورت في بيزنطيا (موقع إسطنبول الحالية في تركيا، ومركز الإمبراطورية الرومانية الشرقية) وانتقلت منها إلى الشعوب الأخرى. وتُقيم الكنيسة الأرثوذكسية في لبنان صلواتها باللغة العربية منذ قرون، ما جعلها أقرب الكنائس الشّرقية الكبرى إلى الوجدان اللغوي العربي.
شكّلت طائفتا الأرمن في لبنان، الكاثوليك والأرثوذكس، جماعة متماسكة مؤسّساتياً وثقافياً، ورافداً مستمراً للحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية. وبرغم أن الأرمن عموماً يمثلون أقل من 1% من إجمالي سكان لبنان، ومن أنهم ليسوا جماعة دينية مستقلة وينتمون جميعاً إلى الديانة المسيحية فقد اعتُبروا "طائفة" لأن الكلمة في أصلها تعني "جماعة اعترافية"، وفي لبنان على وجه الخصوص تعني جماعة لها مؤسساتها وقوانين أحوالها الشخصية وتمثيلها في النظام العام ولذلك فإن الأرمن في لبنان مسجَّلون رسميّاً كـ طائفتين منفصلتين في النظام الطائفي اللبناني: الأرمن الأرثوذكس وهم الكتلة الأكبر عدداً بين أرمن لبنان، والأرمن الكاثوليك.
من بين كل التحوّلات السياسية الكبرى في القرن العشرين، تظل الثورة الإسلامية في إيران (1979) لحظة استثنائية، ليس فقط لأنها أطاحت بأقوى نظام حليف للغرب في المنطقة، بل لأنها دشّنت أول تجربة توليف غير مسبوقة بين الدين والدولة في العصر الحديث، خارج نطاق النموذج السني التقليدي أو التركي العلماني.
لقد تحدثت الآيات الكريمة عن صفات وأحوال سليمان الحكيم، فهي صفات وأحوال تحكي مواقف حاكم مسئول عن إدارة شئون الأرض، لما عليها من مخلوقات، فهل كانت هذه المسئوليات الهائلة التي تكاد تتصور في عصرنا، هل كانت عقبة أمام سليمان في سلوك المنهاج القيم للحكم، والطريق الناجح في الإدارة ؟ بالقطع لا. بل كان عليه السلام يدير هذه المملكة الشاسعة أحسن ما يدير الفرد شئونه مع أسرته في بيته الصغير.