صحافة إسرائيلية

باحث إسرائيلي: قطر هي الرابح الحقيقي من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

الباحث قال إن قطر حصلت على ميزات استراتيجية مقابل عزلة كبيرة للاحتلال في المنطقة- الأناضول
الباحث قال إن قطر حصلت على ميزات استراتيجية مقابل عزلة كبيرة للاحتلال في المنطقة- الأناضول
قال صحفي إسرائيلي إن قطر اكتسبت نفوذا استراتيجيا كبيرا، بسبب الدور الذي لعبته مع كافة الأطراف رغم ما لحق بها، وباتت الرابح الأكبر في المنطقة.

الصحفي "لي أون هدار"، الباحث بمعهد دراسات السياسة الخارجية، والمحرر بمجلة ناشيونال إنترست، ذكر أنه "إذا تجاهلنا الاجتماعات المثيرة، وصور العلاقات العامة الرئاسية، والدعاية من جميع الأطراف، فستظهر صورة مختلفة، ومفادها أن الرابح الأكبر في هذه الجولة من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي لا ينتهي ليس في تل أبيب، أو غزة، أو حتى في واشنطن، إنه في الدوحة، التي حققت إنجازًا باهرًا، حيث أمضت سنوات في استضافة قيادة حماس، وبث خطابها عبر قناة الجزيرة في أنحاء العالم العربي، واستطاعت أن تكون جزءًا أساسيًا من استراتيجية حماس السياسية والعسكرية".

وأضاف في مقال نشره موقع زمان إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن "قطر لم تخرج من الحرب كدولة منبوذة، مثل دولة الاحتلال، بل كقوة مؤثرة لا مفر منها في الشرق الأوسط، لأنه عندما احتاج ترامب للتوسط لوقف إطلاق النار، لم يلجأ بالدرجة الأولى إلى مصر، الحليف الأمريكي القديم الذي يتشارك حدودًا مع غزة، وتوسط في اتفاقيات سابقة، ولم يُشر للسعودية، القوة الإقليمية التي توددت واشنطن إليها لعقود، بل لجأ إلى قطر، التي منحت قادة حماس مأوىً مريحًا، بينما كانوا يُخططون ويحتفلون بهجمات السابع من أكتوبر".

وأوضح أن "رئيس الوزراء القطري أصبح الوسيط الأساسي، الذي يحتاجه الطرفان للتوصل لاتفاق، وجاء العائد على قطر كبيرا، فالقمم الإقليمية تعقد فيها، وهي تضع شروط إعادة الإعمار والمساعدة الإنسانية، وصمدت أمام ضغوط ترامب لعدم استقبال اللاجئين الفلسطينيين، وعندما حاول الاحتلال مهاجمة مكاتب حماس فيها، اضطر للاعتذار عن "الخطأ"، وهكذا تأكدت مكانة قطر، ولم تعد تُمس، ويصطف القادة العرب الذين قاطعوها خلال أزمة 2017 الآن فيها، مدركين أن هذا هو المكان الذي يكمن فيه النفوذ الحقيقي".

وأشار أن "هذه السياسة الواقعية في أفضل حالاتها، وقد لعبت قطر اللعبة ببراعة، من خلال الحفاظ على العلاقات مع الجميع: حماس والولايات المتحدة، وإيران، وجيرانها في الخليج، والإخوان المسلمين والديكتاتوريين البراغماتيين، جعلت قطر نفسها لا غنى عنها، وتكشف استراتيجيتها عن حقيقة حول سياسة الشرق الأوسط، وهي أن تكون وسيطًا بين الخصوم أكثر قيمة من أن تكون حليفًا موثوقًا به لجانب واحد".

وأضاف أن "قطر راهنت على إبقاء القنوات مفتوحة للجميع، وقد أتت هذه المقامرة بثمارها بسخاء، وفي غضون ذلك، فإن ما حققته دولة الاحتلال هو استمرار رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بالإشارة المتكررة لتراجع قدرات حماس، وعودة الرهائن، لكن الهدف المعلن المتمثل بتدميرها فشل بوضوح، لأن التقارير المتعددة تؤكد أن حماس لا تزال تسيطر على غزة، وصمدت في وجه الهجوم الإسرائيلي، وخرجت سالمة متمسكة برواية المقاومة، لأنه في حرب غير متكافئة، فإن البقاء يعني النصر، وقد نجت حماس".

اظهار أخبار متعلقة



وأوضح أنه "بينما يمر الجميع بدائرة من العنف والسلام المؤقت، تكتسب قطر نفوذًا متزايدًا، لأنها اكتشفت أن الفائزين الحقيقيين في صراعات الشرق الأوسط التي لا تنتهي، ليسوا من يقاتلون، بل من يتوسطون للسلام بين المتقاتلين، فكل وقف إطلاق نار متفاوض عليه يعزز موقفها، وكل جهد لإعادة الإعمار يمر عبرها، وكل أزمة تجلب قادة عرب وغربيين إلى عتباتها، ويساهم صانعو القرار في واشنطن برفع قيمتها كوسيط رئيسي، ويطرق قادة العالم أبوابهم، وبينما يلعب الجميع لعبة "الداما"، ويُحركون القطع ذهابًا وإيابًا على نفس المربعات المُتنازع عليها، تلعب قطر الشطرنج، وهي تسبقهم بخطوات عديدة".

وأشار أن "التكاليف التي تكبدها الاحتلال في هذه الحرب باهظة، ومات مئات الجنود في حملة شاقة لم تسفر عن نتائج، وأصيب عدد أكبر بكثير، جسديًا ونفسيًا، وعزلة دولية تهدد بأن تصبح دائمة، حتى الحلفاء التقليديون هددوا بفرض عقوبات عندما أعلن نتنياهو عن خطط للسيطرة على غزة بأكملها، وهكذا فإن وقف إطلاق النار غير مستقر بطبيعته، مع تراكم الانتهاكات، وبقاء التحدي الأمني الأساسي دون تغيير، صحيح أنه يمكن للاحتلال استئناف العمليات العسكرية، ولكن بأي ثمن".
التعليقات (0)

خبر عاجل