صحافة إسرائيلية

الاحتلال قلق من فرض الولايات المتحدة لتواجد لتركي وقطري في غزة

نتنياهو يرفض أي تواجد للقوات التركية في غزة- وكالة الأنباء القطرية
نتنياهو يرفض أي تواجد للقوات التركية في غزة- وكالة الأنباء القطرية
لا تتوقف التحذيرات الاسرائيلية عن اختيار الولايات المتحدة لتركيا كي تكون عاملا محوريا في تطبيق وقف إطلاق النار في غزة، بزعم أنه تهديد استراتيجي لدولة الاحتلال يتجاوز حدود القطاع، ولأن هذه الخطوة تشرّع طموحات الهيمنة التركية في المنطقة، وتضع الاحتلال وشركاءه في المنطقة أمام تحدٍّ مباشر.

وذكر البروفيسور كوبي ميخائيل، الباحث في المركز الإسرائيلي للاستراتيجية الكبرى (ICGS)، وخبير دراسات الأمن والاستخبارات، أن "المرحلة الأولى من خطة الـ 21 نقطة التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ممكنة بعد الاتفاقات التي تم التوصل إليها من خلال الوساطة التركية القطرية المصرية، ويبدو أنه في إطار الضغط الذي مارسه الوسطاء الثلاثة على حماس، لعبت تركيا الدور الأكثر تأثيرًا وأهمية".

وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "هذه الخطوة التي بادر بها ترامب، وقادها إلى التزام تركيا وقطر بتنفيذ الخطة، تستند الى إجبار حماس على الموافقة عليها، مع التركيز على المرحلة الأولى، وبذل الجهد اللازم، وتشمل إعادة الرهائن أحياءً، ونشر قوات الجيش على طول الخط الأصفر، مما يعني عمليًا نهاية الحرب التي ظهر ترامب مصممًا على إنهائها بعد أن استمرت عامين".

وأوضح أن "ترامب أكد على ضرورة إنهاء الحرب إما لأنه خلص إلى عدم جدوى استمرارها، حتى في مواجهة المصالح الإسرائيلية، أو بسبب الخوف، الذي تفاقم عقب الهجوم على العاصمة القطرية الدوحة، من تضرر المصالح الأمريكية المهمة في المنطقة جراء تدهور خطير، مما قد يُحبط في المقام الأول، خطته لتصميم هيكل إقليمي جديد قائم على توسيع اتفاقيات التطبيع".

وأشار ميخائيل إلى أن "ترامب فرض في الواقع مبادئ خطته على جميع الأطراف، تاركًا كيفية تنفيذها للمفاوضات لاحقًا، وقد أدرك أهمية تركيا وقطر لنفوذهما على حماس، ولذلك اختار وضعهما في المقدمة، وتكليفهما بمهمة إقناع قادتها، وبهذا الخيار، فتح الباب أمام مشاركتهما في تنفيذ الخطة، مما يعني وجودًا فاعلًا، وربما واسعًا، في قطاع غزة، ودورًا هامًا في عملية إعادة الإعمار، بما في ذلك ضمان حسن سير النظام القادم بقيادة توني بلير، والمشاركة في قوة الاستقرار الدولية".

وأكد أنه "في الوقت نفسه، هناك شكوك في أن ترامب قد انتبه للتداعيات الجسيمة لهذه الخطوة، فيما يتعلق بمصالح الوسيطين في المنطقة بشكل عام، والتحدي الذي تواجهه إسرائيل والدول البراغماتية، مع التركيز على مصر والسعودية، لأن تركيا وقطر تدعمان جماعة الإخوان المسلمين، بما فيها حماس، ومن المفترض أن تعملا على حماية مصالحها الحيوية".

وزعم أنه "يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الدوحة وأنقرة ستبذلان جهدًا للحفاظ على نفوذ ومكانة حماس كلاعب مؤثر وهام على الساحة الفلسطينية، وفي تهيئة الظروف لسيطرتها اللاحقة على المنطقة بأسرها، كبديل للسلطة الفلسطينية، وليس كشريك فيها".

وأضاف أنه "بالنسبة لتركيا، هذا حدثٌ أكثر أهمية، فالرئيس رجب طيب أردوغان لا يخفي طموحاتها للهيمنة، وترسيخ قبضة الأتراك على المنطقة، وزيادة نفوذهم فيها، تُشكّل تهديدًا حقيقيًا كالغيوم للاحتلال ومصر والسعودية والإمارات، وإن تدخله الذي سيتعمق في غزة، بما في ذلك وجوده الفعلي هناك، بجانب التدخل المتزايد في سوريا، والتقارب الوثيق مع ترامب، سيسمح له بالترويج لعدة خطوات إقليمية مهمة أخرى، من شأنها أن تغلق الطريق أمام إسرائيل وشركائها في المنطقة، وفي الوقت نفسه تُهدد المصالح الحيوية لقبرص واليونان".

اظهار أخبار متعلقة



وبين أنه "بجانب احتمالية التهديد الناشئ من تركيا، يُمكن للمرء أن يُلاحظ في العمليات الأخيرة المتعلقة بها فرصةً سانحةً أيضًا، فرغبتها في توسيع تدخلها في قطاع غزة تتطلب موافقة إسرائيل، وتعاونه، وإن العلاقة الخاصة والوثيقة بين تل أبيب وواشنطن، المبنية على الصلة الشخصية الوثيقة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس دونالد ترامب، تتيح تنسيقًا وثيقًا ومشاركةً أمريكيةً في تهدئة التوترات في العلاقات على محور تل أبيب أنقرة".

وختم بالقول إن "هذا القلق الإسرائيلي المتزايد من تعاظم النفوذ التركي والقطري في الملف الفلسطيني، لا يخفي حقيقة أن الإسرائيليين لديهم مصلحةٌ حيويةٌ في تحسين العلاقات مع الأتراك، ويمكن أن يُتيح قرار ترامب بإشراكهم في المشهد الفلسطيني فرصةً للتغيير".

 يمكن الخروج باستنتاج من هذه المخاوف الاسرائيلية ومفاده إمكانية عثور إسرائيل على سبل للتعاون مع السعودية ومصر، لإنشاء محورٍ قادرٍ على كبح، أو تخفيف نفوذ تركيا وقطر في الساحة الفلسطينية، وإقناع الإدارة الأمريكية في البيت الأبيض بإعطاء الأولوية للمصالح الإسرائيلية والإقليمية على مصالح تركيا وقطر، وهو أمر ليس مضموناً حدوثه مع ترامب، ذو العلاقة الوثيقة معهما.
التعليقات (0)

خبر عاجل