مقابلات

وائل الدحدوح: صوت غزة لن يسكت رغم فقدان العائلة واستهداف الصحفيين

وائل الدحدوح: صمود غزة وصوت الصحافة الفلسطيني الذي لا يُسكت- الأناضول
وائل الدحدوح: صمود غزة وصوت الصحافة الفلسطيني الذي لا يُسكت- الأناضول
استعرض وائل الدحدوح، مدير مكتب قناة الجزيرة في قطاع غزة، خلال مقابلة مع المذيعة كريستيان أمانبور٬ في قناة "سي إن إن"، في برنامجها الحواري، تفاصيل عمله في تغطية الحرب على غزة، مشيراً إلى أن مغادرته القطاع بعد فقدان عدد من أفراد عائلته كانت "كتجرع السم"، لكنه شدد على أن التزامه برسالة الصحافة لا يمكن التراجع عنه مهما كان الثمن.

وذكر الدحدوح أن الصحفيين في غزة يقفون في وجه محاولات عزل القطاع عن العالم، وأن مهامهم تتجاوز العمل الفردي لتصبح واجباً إنسانياً تجاه الضحايا والمجتمع الدولي. 


وبيّن أنه تعرض لإصابة خلال غارة إسرائيلية في خان يونس، برغم التنسيق المسبق مع قوات الاحتلال عبر الصليب الأحمر، حيث استشهد ثلاثة مسعفين وأُصيب زميله المصور سامر أبو دقة الذي تُرك ينزف حتى الموت. 

كما فقد السمع مؤقتاً وأصيب بجراح بالغة، لكنه واصل البحث عن سيارة إسعاف، مؤكداً أن تلك اللحظات عززت قناعته بأن عمله الصحفي "رسالة لا يمكن التراجع عنها".

وعن قرار مغادرته غزة مطلع 2024 بعد استشهاد نجله حمزة، وصف الدحدوح اللحظة بأنها الأصعب في حياته، مشيراً إلى شعوره وكأن "العالم توقف من حوله"، لكنه استجاب في النهاية لضغوط أسرته وحاجتها للعلاج. ورغم مغادرته القسرية، أكد أن غزة ستظل محور عمله الصحفي، معبراً عن أمله في العودة يوماً ما لمواصلة الرسالة من قلب الميدان. وقال: "الصوت لا يزال موجوداً والصورة لا تزال تتدفق رغم كل محاولات العزل".

وتطرق الدحدوح إلى استهداف الصحفيين الفلسطينيين بشكل متعمد ومنهجي، مشيراً إلى استشهاد العشرات بينهم زملاؤه أنس الشريف ومحمد قريقع، وإلى قصف مواقع معروفة بوجود الإعلاميين فيها. 

اظهار أخبار متعلقة


وأوضح أن الاحتلال منع دخول الإعلام الدولي إلى غزة لاحتكار الرواية، كما أنشأ وحدات استخباراتية متخصصة برصد أسماء الصحفيين تمهيداً لاستهدافهم وتشويه سمعتهم.

ورداً على سؤال حول دور حركة حماس، شدد الدحدوح على أن المقارنة بين جرائمها وجرائم الاحتلال غير عادلة، مشيراً إلى أن الصحفيين يحاولون أداء عملهم بأقصى درجات المهنية رغم الظروف الصعبة، وأن أي اختلاف مع حماس لا يبرر استباحة دم الإعلاميين. 

وأضاف أن واقع الصحفيين في غزة يتركهم بلا خيارات، فالمستشفيات تستهدف والجرحى محرومون من العلاج خارج القطاع، إلا أن عزاء الإعلاميين يكمن في أن صوت غزة ما زال يصل إلى العالم.

وخاطب الدحدوح المؤسسات الإعلامية والحكومات والمنظمات الحقوقية بضرورة التحرك لحماية الصحفيين وإنقاذ ما تبقى من قيم الإنسانية، مؤكداً أن استمرار التغطية هو دليل على قدرة الصحافة على فضح المأساة.

يُذكر أن وائل الدحدوح انضم إلى الجزيرة عام 2004، واشتهر بقدرته على نقل المشهد من قلب الميدان، وارتبط اسمه بصمود الصحافة الفلسطينية أمام آلة الحرب الإسرائيلية. 

كما فقد الدحدوح زوجته وابنه وابنته وحفيده الرضيع في غارة للاحتلال جنوب غزة يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر 2023، كما استشهد نجله الصحفي حمزة مع زميله مصطفى ثريا في 7 كانون الثاني/يناير 2024 خلال استهداف سيارتهما.

وخلال أكثر من 100 يوم من الحرب، ظل الدحدوح حاضرًا على شاشة الجزيرة على مدار الساعة، مغطياً تطورات الحرب، لا سيما الجوانب الإنسانية ومعاناة المدنيين، مؤكداً أن رسالته الصحفية تمثل صوت غزة الذي لا يمكن إسكاتها، مهما كان الثمن.
التعليقات (0)

خبر عاجل