نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تقريرا، كشفت فيه أنّ: الحرب على
غزة، قد أضعفت من التعاطف العالمي مع دولة
الاحتلال الإسرائيلي، وجعلتها تصبح دولة منبوذة حتى بين حلفائها، وذلك بسبب انتهاكها الصارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنّ: "مبنى إمباير ستيت بالولايات المتحدة وبرج إيفل بفرنسا وبوابة براندنبورغ بألمانيا، قد أضيئت بألوان العلم الإسرائيلي عقب السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، في إشارة إلى وقوف العديد من الدول الغربية إلى جانبها".
وتابعت: "لكن خلال العامين الماضيين، أدّت الحرب المستمرة على غزة إلى تآكل هذا التعاطف، بسبب ما أدت إليه من قتل وتشريد عشرات آلاف المدنيين، وتجويع سكان غزة، وبثّ ذلك بانتظام على مليارات الهواتف في جميع أنحاء العالم".
"الهجوم الإسرائيلي هذا الأسبوع على القيادة السياسية لحركة حماس في قطر أحدث خطوة مثيرة للجدل، قامت بها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي أصبحت أكثر جرأة في مهاجمة أعدائها دون مراعاة للرأي العام الدولي" وفقا للمصدر نفسه.
وأبرز المقال أنّه على الرغم من أن دولة الاحتلال الإسرائيلي نفّذت في وقت سابق عمليات اغتيال مستهدفة في دول معادية مثل لبنان وإيران، فإنّ هذه العملية وقعت في أراضي حليف للولايات المتحدة (قطر) واستهدفت قادة حماس الذين اجتمعوا لمناقشة اقتراح أميركي لوقف إطلاق النار، فكان المضمون أن دولة الاحتلال الإسرائيلي غير مهتمة بالتفاوض.
وانتقد الرئيس الأميركي، دونالد
ترامب، الضربة بشدة وقال إنها "لا تخدم المصالح الأميركية ولا الإسرائيلية"، فيما أدانت ألمانيا والمملكة المتحدة الضربة، وقالت كندا إنها "تقيّم علاقتها مع إسرائيل".
وفي السياق ذاته، أشار ترامب إلى القلق من الضرر الذي تلحقه دولة الاحتلال الإسرائيلي بسمعتها، بالقول: "قد يكسبون الحرب لكنهم لا يكسبون عالم العلاقات العامة، وهذا يضرهم كما تعلمون" وذلك في وقت يقول فيه 60 في المئة من الأميركيين إنهم لا يوافقون على العمل العسكري الإسرائيلي في
قطاع غزة المحاصر.
إلى ذلك، أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أنّ: "الحرب المستمرة في غزة أدّت إلى زيادة في معاداة السامية في جميع أنحاء العالم مما يعقد حياة ملايين اليهود، ويقول ما يقرب من نصف البالغين البريطانيين إن إسرائيل تعامل الفلسطينيين كما عامل النازيون اليهودَ في الهولوكوست".
من جهته، أبرز مايكل كوبلو من منتدى السياسة الإسرائيلية، بالقول: "عندما تتوقّف الحرب لن تعود الأمور كما كانت. ستتغير صورة إسرائيل لدى الناس بشكل دائم، وهذا يخلف آثارا شتى على إسرائيل اقتصاديا ودبلوماسيا وعسكريا".
اظهار أخبار متعلقة
ومضت الصحيفة بالقول: "ظلت إسرائيل دائما حريصة على مراعاة الانطباع السائد عنها بالخارج لأنها في حاجة إلى حلفاء أقوياء بوصفها في جوار معاد -كما تزعم- ولأنها تحتاج إلى التعاطف، بوصفها الدولة الوحيدة لليهود في العالم، ولكن الحرب قد أفقدتها الصفة التي تستدر التعاطف".
وأوردت "وول ستريت جورنال" بأنّ: عددا من الدول الغربية الصديقة لدولة الاحتلال الإسرائيلي قد عقدت العزم على الاعتراف بدولة فلسطينية، بل إن ألمانيا التي تعدّ ثاني مورد للسلاح إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي علّقت بعض صادراتها.
أيضا، رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجا ميلونيو وهي المؤيدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، قالت مؤخرا: "لم نتردد في الدفاع عن إسرائيل، ولكن في الوقت نفسه لا يمكننا الصمت الآن في مواجهة رد فعل تجاوز مبدأ التناسب".
واختتم المقال بالقول: "إنّ إسرائيل قد ترفض قرار محكمة العدل الدولية بأنها ارتكبت إبادة جماعية" فيما استفسر: "ماذا يحدث عندما يحاول جندي إسرائيلي سابق السفر عبر أوروبا أو أميركا الجنوبية؟".