صحافة دولية

فورين بوليسي: حق "إسرائيل" في الوجود لا يعني شرعية نظامها القائم على الإبادة

نظامها القائم على الامتيازات اليهودية الصهيونية قد لا يكون كذلك- جيتي
نظامها القائم على الامتيازات اليهودية الصهيونية قد لا يكون كذلك- جيتي
نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، مقالا، للأستاذ الفخري في جامعة بنسلفانيا، إيان لوستيك، قال فيه إنّ: "البعض حول العالم، بمن فيهم اليهود الداعمون لإسرائيل تقليديا، يتساءلون عما إذا كان لها حق في الوجود"، في إشارة إلى تزايد وتيرة هذه النقاشات، جرّاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، التي ضرب فيها عرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان.

وبحسب المقال الذي ترجمته "عربي21" فإنّ لوستيك، قال: "نعم، لإسرائيل حق في الوجود، لكن نظامها القائم على الامتيازات اليهودية الصهيونية قد لا يكون كذلك"، مبرزا أنّ: "الدولة هي مجتمع مُحدد إقليميا، مُعترف به من خلال عضويته في الأمم المتحدة. أمّا النظام هو نظام قانوني داخل الدولة، يُحدد ما هو مسموح به وما هو غير مسموح به من قِبل مؤسساتها.. والحكومة هي مجموعة مُحددة من الأفراد الذين يشغلون المناصب ويتخذون القرارات السياسية".

وأبرز في السياق نفسه، أنّه: "يمكن للأنظمة أن تصبح شريرة دون تلويث الدول التي تعمل في إطارها. ويمكن استبدال الأنظمة دون إنهاء وجود الدول التي تحكمها تلك الأنظمة"، مشيرا إلى أنه: "بعد ست سنوات من نزع النازية، سُمح للجمهورية الاتحادية، ومقرها بون، بالعمل بمفردها".

وتابع: "في عام 1990، اختفى النظام في ألمانيا الشرقية. أصبحت الأراضي والسكان الذين مارس عليهم السلطة جزءا من الجمهورية الاتحادية. حظيت الحكومات التي أنتجها باحترام العالم لأن النظام الذي أنتجها مقبول على أنه شرعي". 

واستدرك بالقول إنّ: "الدول يمكن أن تختفي. فقد اختفت الدولة السوفيتية في عام 1991. ولكن بالمقارنة مع معدل استبدال الأنظمة، فإن حالات الاختفاء هذه نادرة. ففي عام 1989، تغيرت الأنظمة في جميع أنحاء أوروبا الشرقية حتى مع بقاء الدول التي حكمتها في مكانها. حلَّ نظام الجمهورية الشعبية محلَّ النظام القومي الذي حكم الصين قبل الحرب العالمية الثانية إلى حد كبير. واستُبدِلت إيطاليا الفاشية بالجمهورية الإيطالية. وأصبحت اليابان الآن ملكية دستورية، لا إمبراطورية".

"إسرائيل دولة أنشأتها الحركة الصهيونية، ووافقت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947 واعترفت بها دول العالم عام 1948" تابع المقال، مردفا: "منذ عام 1967، يعيش أكثر من 5 ملايين عربي فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة تحت نسخة أو أخرى من الاحتلال العسكري ويفقدون مواردهم المائية والأراضي بسبب المصادرة من قبل إسرائيل والمستوطنين الإسرائيليين".

اظهار أخبار متعلقة


وأوضح أنّ: "الفلسطينيين باتوا محرومون من التمثيل في الحكومات التي تتحكم في تواصلهم مع العالم الخارجي، محرومون من أي سبيل للتعبئة السياسية، ومُفقرون بشكل ممنهج، ويتعرضون يوميا لعنف من جنود ومدنيين إسرائيليين، وهو عنف مُخرب ومُهين في أحسن الأحوال، وإبادة جماعية في أسوأها".

وأضاف: "مسألة حق دولة إسرائيل في الوجود، هي خطأ تصنيفي. والسؤال الحقيقي، وهو سؤال يستحق اهتمام ونقاش اليهود وغير اليهود على حد سواء، هو ما إذا كان النظام في إسرائيل الذي حكم الدولة منذ نشأتها قد فقد حقه في الوجود. هل فقد، بمعنى آخر، قدرته على مطالبة الآخرين باحترام قرارات حكوماته والخضوع لها؟".
التعليقات (0)