سياسة عربية

هجوم بمسيّرة مفخخة يستهدف قوات المجلس الانتقالي في حضرموت

إصابة جندي جنوبي في تصعيد أمني قرب الحدود السعودية - جيتي
تعرضت قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، الجمعة، لهجوم بطائرة مسيّرة مفخخة استهدف ثكنة عسكرية في منطقة العبر بوادي حضرموت شمال شرقي اليمن، على مقربة من الحدود السعودية، ما أسفر عن إصابة أحد الجنود، في تطور أمني جديد يعكس تصاعد التوتر العسكري في المحافظات الشرقية للبلاد.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي، المقدم محمد النقيب، في إحاطة صحفية، إن القوات المرابطة في وادي حضرموت تعرضت لما وصفه بـ”عمل عدائي إرهابي باستخدام طائرة مسيّرة مذخرة”، مؤكدا إصابة أحد الجنود، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بشأن حجم الأضرار أو الجهة المنفذة.

وبالتوازي مع الرواية الرسمية، أفاد مصدر محلي بسقوط قتلى وجرحى جراء الهجوم، مشيرا إلى أن المعلومات لا تزال قيد التحقق في ظل تضارب الأنباء الميدانية.

ويأتي هذا الهجوم في سياق تصعيد عسكري وأمني تشهده المحافظات الشرقية، عقب تحركات وتصعيد سياسي وعسكري للمجلس الانتقالي الجنوبي مطلع الشهر الجاري، ما أثار مخاوف متزايدة من انعكاس هذه التطورات على تماسك الجبهة المناهضة لجماعة الحوثيين، في وقت تعيش فيه البلاد واحدة من أكثر مراحلها تعقيدا.

واعتبر النقيب أن الهجوم يمثل “امتدادا لسلسلة اعتداءات إرهابية مماثلة” طالت في وقت سابق مناطق وادي عومران بمحافظة أبين، والمصينعة وعارين بمحافظة شبوة، وصولا إلى خشم العين في منطقة العبر شمالي اليمن. 

وأكد أن القوات المسلحة الجنوبية ماضية في تنفيذ مهامها “بكل قوة وثبات، وبجاهزية أمنية وعسكرية عالية”، على امتداد مسرح عمليات أطلقت عليه اسم “المستقبل الواعد”.

وشدد المتحدث العسكري على أن “هذه الأعمال الإرهابية لن تثني القوات عن استكمال أهدافها”، بل ستزيدها “عزما وإرادة في مواجهة الإرهاب ومهدداته”، بالشراكة مع الحلفاء والشركاء الدوليين، وبما يضمن ـ وفق تعبيره ـ “تجفيف منابعه ومصادر تمويله، ومنع وصول التقنيات العسكرية المحظورة إلى جماعاته ومليشياته”.

واتهم النقيب ما وصفه بـ”ثلاثي الإرهاب”، المتمثل في تنظيم القاعدة، ومليشيات الحوثي، وجماعة الإخوان، بمواصلة “التعبير عن تحالفه وهزيمته” عبر تبادل القدرات الهجومية، وفي مقدمتها استخدام الطائرات المسيّرة الإيرانية لاستهداف القوات الجنوبية.

واعتبر أن هذا الهجوم يأتي “في سياق ردات فعل إرهابية بائسة” على ما وصفه بالنجاحات التي حققتها القوات الجنوبية في عملية “المستقبل الواعد”، مشيرا إلى “قطع شرايين تهريب السلاح الإيراني إلى مليشيات الحوثي”، و”تطهير وتحرير مدن ومناطق وادي وصحراء حضرموت من العناصر الإرهابية”، إضافة إلى “إسقاط الغطاء العسكري الذي وفرته جماعة الإخوان”، بحسب قوله.

أمنيا أعلنت قوات “درع الوطن”، وهي تشكيل عسكري يتبع رئيس مجلس القيادة الرئاسي وممول من السعودية، الجمعة، إحباط محاولة زرع عبوات ناسفة على الطريق الدولي الرابط بين مأرب والعبر والوديعة شمالي اليمن. 

وقالت القوات، في بيان، إن فرق التفتيش والهندسة العسكرية اكتشفت العبوات الناسفة ونزعتها دون وقوع خسائر بشرية، في عملية استباقية هدفت إلى تأمين حركة المسافرين وخطوط الإمداد.

وأكد البيان أن “الوضع الأمني على الطريق الدولي مستقر وتحت السيطرة”، داعيا المواطنين والمسافرين إلى التعاون مع الوحدات الأمنية والإبلاغ عن أي تحركات أو أجسام مشبوهة. 

وأشار إلى أن العملية تأتي ضمن خطة أمنية أوسع لتأمين الطرق الدولية، بعد إعادة انتشار قوات “درع الوطن” خلال الأيام الماضية على الخط الواصل بين مأرب ومنفذ الوديعة الحدودي مع السعودية.

وفي سياق متصل، نشر بدر العساكر، مدير المكتب الخاص لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، دعاء على حسابه في منصة “إكس” قال فيه: “اللهم احفظ جنودنا المرابطين بحفظك، وانصرهم، وردهم إلى أهلهم سالمين، واجزهم عن دفاعهم ويقظتهم خير الجزاء”، مضيفا دعاء بحفظ البلاد وأهلها.

في المقابل، شيعت القوات الحكومية، الجمعة، في مدينة مأرب شمال شرقي البلاد، جثامين عدد من جنود وضباط المنطقة العسكرية الأولى الذين قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت مطلع كانون الأول/ديسمبر الجاري.

وقالت وكالة الأنباء الحكومية “سبأ”، في نسختها الرسمية، إن مراسم التشييع جرت في موكب رسمي وشعبي، بحضور رئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق صغير بن عزيز، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية والمسؤولين الحكوميين وشخصيات اجتماعية، حيث أقيمت صلاة الجنازة قبل مواراة الجثامين الثرى في مقبرة الشهداء بمدينة مأرب.

وأوضح بيان صادر عن رئاسة هيئة الأركان أن بعض الجثامين دُفنت في مدينة سيئون بناء على رغبة ذويها، فيما لا تزال جثامين أخرى قيد الاحتجاز لدى قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، بحسب البيان.

وكانت رئاسة هيئة الأركان العامة قد أعلنت في بيان سابق أن تلك الاشتباكات أسفرت عن مقتل 32 من ضباط وأفراد المنطقة العسكرية الأولى وإصابة 45 آخرين، متهمة قوات تابعة للمجلس الانتقالي بتنفيذ هجوم على مقر المنطقة العسكرية الأولى في مدينة سيئون ومواقع أخرى بمحافظة حضرموت.