سياسة عربية

استطلاع: أغلبية السوريين يعتبرون "إسرائيل" التهديد الأكبر ويرفضون الاعتراف بها

أصوات السوريين تعكس إجماعًا على أن الاحتلال يبقى الخطر الأبرز على أمنهم ووحدتهم - أرشيفية
أعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الأحد 31 آب/أغسطس 2025، النتائج الرئيسة والأولية لاستطلاع الرأي الذي نُفّذ في سورية بالتعاون مع المركز العربي لدراسات سورية المعاصرة، وهو جزء من استطلاعات المؤشر العربي لعام 2025، مبينا أن 70 بالمئة من السوريين يعارضون أي شكل من أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وكشف المركز عن تصاعد المخاوف من تقسيم البلاد وتزايد النفوذ الإسرائيلي، حيث اعتبر أكثر من نصف السوريين أن أبرز التحديات ترتبط بغياب الأمن والتدخلات الخارجية، فيما رأى معظمهم أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تشكل التهديد الأكبر لأمن سورية والمنطقة، وسط رفض واسع للاعتراف بها أو عقد اتفاق من دون عودة الجولان.

أفادت الإحصائية أن 51 بالمئة من المستجيبين يرون أن أبرز المشكلات التي تواجه سورية حاليا ترتبط بخطر تقسيم البلاد، أو حالة عدم الاستقرار، أو التدخلات الخارجية، أو توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي السورية، أو غياب الأمن والأمان.



في المقابل، أظهرت الإحصائية أن أقل من 50 بالمئة من المستجيبين يرون أن الحكومة الجديدة نجحت في التصدي لقضايا رئيسية مثل البطالة، ومحاربة الخطاب الطائفي، والعمل على إخراج الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي التي احتلتها منذ 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، فضلا عن ضبط الأسعار.

وبيّنت الإحصائية أن 78 بالمئة من السوريين يعتبرون دولة الاحتلال التهديد الأكبر لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، فيما توافق أغلبية نسبتها 58 بالمئة على أنها تمثل الخطر الأبرز على أمن الوطن العربي. كما يرى 55 بالمئة من المستجيبين أن "إسرائيل" هي التهديد الأول لأمن سورية واستقرارها، تليها إيران بنسبة 14بالمئة.

وأفادت الدراسة أن 74 بالمئة من السوريين يرفضون الاعتراف دولة الاحتلال الإسرائيلي، مقابل 17 بالمئة أيدوا ذلك، فيما برر المعارضون موقفهم بأنها "دولة استعمار واحتلال واستيطان في فلسطين"، وبأنها "دولة توسعية تسعى للهيمنة على بلدان عربية وثرواتها"، فضلا عن كونها دولة عنصرية ضد العرب، إضافة إلى احتلالها للجولان وتشتيتها للفلسطينيين واستمرارها في اضطهادهم وقتلهم وحرمانهم من حقهم في تقرير المصير والحرية.

كما أظهرت نتائج الدراسة أن 70 بالمئة من المستجيبين يعارضون إبرام أي اتفاق مع "إسرائيل" من دون استعادة الجولان السورية. كما يرى 74بالمئة من السوريين أن إسرائيل "تدعم بعض الفئات في المجتمع السوري لتغذية النزاعات الانفصالية وتهديد وحدة التراب السوري"، فيما اعتبر 88بالمئة منهم أن إسرائيل "تعمل على تهديد الأمن والاستقرار في سورية".

وأشارت الدراسة أن 74بالمئة من السوريين يتابعون الحرب الإسرائيلية على غزة، وهي نسبة مرتفعة بالنظر إلى الأوضاع الداخلية التي تشهدها سورية. وأرجع المستجيبون استمرار الحرب إلى أسباب عدة، أبرزها "الدعم العسكري والسياسي الأمريكي" و"غياب المساندة الكافية من البلدان العربية لغزة".



وتوغل جيش الاحتلال الإسرائيلي مرارا داخل سوريا وشن غارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع عسكرية وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للجيش السوري.

وتحتل إسرائيل منذ عام 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة بنظام الأسد أواخر 2024 ووسعت رقعة احتلالها.

ومنذ 7 أشهر يحتل جيش الاحتلال الإسرائيلي جبل الشيخ السوري وشريطا أمنيا بعرض 15 كيلومترا في بعض المناطق بالجنوب، ويسيطر على أكثر من 40 ألف سوري داخل المنطقة العازلة السورية المحتلة.