صحافة إسرائيلية

إندبندنت: إسرائيل تشيطن "حماس" ولا تكشف عن جرائمها في غزة

الصحيفة أكدت حظر وسائل الإعلام الأجنبية في غزة لا طائل منه - جيتي
الصحيفة أكدت حظر وسائل الإعلام الأجنبية في غزة لا طائل منه - جيتي
تواصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي شيطنة حركة المقاومة الإسلامية حماس وإخفاء جرائم قواتها في القطاع المحاصر في ظل ممارسة إبادة جماعية منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023.

ودعت صحيفة "إندبندنت" في افتتاحيتها إلى فتح المجال أمام نشر الحقيقة عما يجري في غزة وأن إسرائيل جعلت قطاع غزة خطيرا على الجميع، وليس فقط على الصحفيين - وهذا سبب إضافي لفتح المجال وبدون قيد حتى يتمكن العالم من رؤية الحقيقة حول ما يحدث هناك.

وبدأت الصحيفة افتتاحيتها بعبارة منسوبة إلى الكاتب المسرحي التراجيدي اليوناني إسيخلوس الذي عاش قبل ألفي عام وهي: "في الحرب، الحقيقة هي الضحية"، وللأسف، لا يزال هذا صحيحا، لا سيما في الصراع الدامي في غزة.

وقالت الصحيفة: "اليوم، وبصفحة أولى لافتة للنظر، تنضم صحيفة اإندبندنت إلى أكثر من 200 مؤسسة إعلامية وناشطين في مجال حرية الصحافة وجماعات ضغط، مثل مراسلون بلا حدود ولجنة حماية الصحافيين، في إصدار نداء عام".

وأضافت: "مطلبنا بسيط: يجب منح الصحفيين الأجانب حق الوصول الفوري وغير المقيد إلى قطاع غزة، والسبب واضح: يحتاج العالم إلى معرفة وفهم حجم المعاناة في غزة، ونقل الحقيقة عما يحدث هناك".

اظهار أخبار متعلقة


وتابعت: "لقد وضع الصحفيون الفلسطينيون، الذين قتل ما يصل إلى 200 منهم في المعارك والقصف، في ظروف غامضة أحيانا، أنفسهم في مرمى النيران لأداء عملهم. وما كان ينبغي أن يفعلوا ذلك بمفردهم، وكان ينبغي أن يتمكن الصحفيون من جميع أنحاء العالم من أداء هذه الوظيفة الأساسية المتمثلة في جمع الأخبار والتحقيق والتدقيق من منظور مستقل تماما.

وأردفت "رأينا في الأسابيع الأخيرة، كيف حاولت السلطات الإسرائيلية تشويه سمعة زملاء فلسطينيين محترفين بادعاءات ارتباطهم بحماس. وهذا سبب إضافي للسماح لمن يستحيل أن تكون لهم أي صلة بحماس، أو أي جماعة فلسطينية أخرى، بالدخول إلى غزة ليشهدوا ويعيدوا سرد مشاهد وقصص هذه الحرب القاسية التي تبدو بلا نهاية".

 وأشارت الصحيفة إلى مبرر إسرائيل لمنع الصحفيين الأجانب من دخول حرب وأنه خطر عليهم، قائلة إن هذه مفارقة قاتمة، ففي النهاية، ثمة مزاعم باستهداف بعض عناصر القوات المسلحة الإسرائيلية للصحفيين، ولم يمضِ سوى أسبوع على مقتل زميلتنا في صحيفة "إندبندنت عربية" مريم أبو دقة وأربعة آخرين في غارة مزدوجة على مستشفى ناصر في خان يونس، وأما الغارة الثانية، فقد أودت بحياة العديد ممن هرعوا لمساعدة المصابين في الغارة الأولى، والتي جاءت بعد تسع دقائق.

قال الصحيفة أن "إسرائيل تقول إنها تجري تحقيقا، وتعتقد الصحيفة أن الطريقة العشوائية وغير المتناسبة التي تدير فيها إسرائيل الحرب والتي حولت فيها غزة إلى أنقاض هي التي جعلتها خطرة جدا وعلى أي شخص وكل شخص.

وتابعت أنه "لقد تبين أن "المناطق الآمنة" المحددة نادرا ما تكون آمنة؛ وحتى لو كانت كذلك، فقد تغيرت كثيرا مما جعل الناس ليس فقط بلا مأوى بل "بلا مكان" وفي حالة تنقل مستمر في أرض لا يوجد فيها مكان خال حقا من الخطر. وتضيف الصحيفة إن قطاع غزة، نعم خطير بلا شك، ومع ذلك، فما إذا كانت هناك مؤسسة إعلامية أو مراسل يتحمل المخاطر الحتمية للعمل في منطقة حرب هو أمر يخصهم.

اظهار أخبار متعلقة


وأضافت، "وليس من شأن السلطات الإسرائيلية، وهي قوة احتلال وليست قوة ذات سيادة على أي حال، أن تحدد ما إذا كان بإمكان مؤسسة إخبارية معينة إرسال مراسل متمرس لرؤية سلسلة الأحداث العاتية التي تتكشف في غزة، والتي تشمل الآن مجاعة من صنع الإنسان.

 وأكدت الصحيفة أن "هناك شكا كبيرا من موقف إسرائيل التي لا تريد أن يعرف العالم ما يحدث في غزة، ولو استطاعت الإفلات من العقاب، لربما حاولت حظر جميع أشكال الصحافة، بما في ذلك الصحافة الفلسطينية، لكن ذلك لم يكن عمليا أبدا في عصر الهواتف الذكية. ومن المؤكد أن حكومة بنيامين نتنياهو لم ترغب في أن تحاسب على عدد القتلى والجرحى الأسبوعي من الصحافيين الغربيين. ولهذا فحظر وسائل الإعلام الأجنبية دليل على أن هذه حرب تخجل منها إسرائيل".

وقالت "ولا ينبغي أن نكون مضللين أو مغرورين لدرجة أن نفترض أن حياة الصحافي أغلى من حياة أي شخص آخر، إنها ليست كذلك، والمهم هو الحقيقة وحق الصحافيين في السعي وراءها كما يشاؤون، حتى لو كان ذلك يعني دفع ثمن شجاعتهم في نهاية المطاف. ويجب حمايتهم باعتبارهم غير مقاتلين بموجب الاتفاقيات الدولية، والسماح لهم بالقيام بعملهم الحيوي على أفضل وجه ممكن.

واختتمت "إندبندنت" إن "حظر وسائل الإعلام الأجنبية في غزة لا طائل منه، فسيأتي يوم، وإن فات الأوان لإحداث أقصى تأثير على الحكومات، وستظهر الحقيقة. بطريقة أو بأخرى، عندما يدخل الصحافيون إلى هذه الأراضي القاحلة، سيكتشفون الحجم الحقيقي لتدمير الحياة ووسائل الحياة. وستكون الصور مأساوية، وغالبا ما تكون بذيئة جدا بحيث لا يمكن نشرها".

هذا، في النهاية، ما كانت الحكومة الإسرائيلية حريصة بحق على إظهاره في أعقاب هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لكنها ليست حريصة اليوم على فتح الباب أمام الصحافة الأجنبية للكشف عما فعلته في غزة.

التعليقات (0)

خبر عاجل