يواصل
الاحتلال الإسرائيلي التعتيم على ما يحدث في غزة من دمار وقتل وتشريد
جراء حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها في القطاع منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر
2023، مستهدفا الصحفيين وكل ناقل للحقيقة.
وقالت صحيفة
"
الغارديان" في افتتاحيتها إن إسرائيل لا تريد العالم أن يرى ما تفعله في
غزة ولهذا تستهدف الصحافيين بالقتل.
وبدأت افتتاحيتها:
"يوما بعد يوم يزداد عدد القتلى وتتفاقم جرائم الحرب ويزداد الغضب، وفي يوم الأربعاء
الماضي، طالب البابا إسرائيل بوقف "العقاب الجماعي" لسكان غزة، وفي اليوم
التالي، حذر أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، من أن "مستويات الموت
والدمار لا مثيل لها في الآونة الأخيرة".
وقد ضغط أكثر من
500 موظفا في الأمم المتحدة على المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، لوصف ما
يحدث بالإبادة الجماعية، وقد استنتج نصف الناخبين المسجلين في الولايات المتحدة بالفعل
أن هذا ما تفعله إسرائيل في غزة".
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت الصحيفة إن
الألم يتفاقم، ففي يوم الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي مدينة غزة التي ضربتها المجاعة
منطقة قتال، مكثفا هجومه ومنهيا "فترات التوقف التكتيكية" التي سمحت بإيصال
كميات محدودة من الغذاء وإن كانت غير كافية على الإطلاق.
وتابعت أنه رغم العديد
من السكان غير قادرين على الفرار مرة أخرى ويخشون ألا يكونوا أكثر أمنا في أي مكان
آخر، ذلك أن إسرائيل هاجمت أجزاء من المناطق التي وصفتها بـ "المناطق الإنسانية".
وأضافت الصحيفة أن
"إسرائيل تستطيع وقف الشجب الدولي لحملة الإبادة التي تقوم بها، وبدلا من ذلك
تحاول منعنا من معرفة المزيد عنها: بإسكات الشهود". فهي مصممة على التحكم في رواية
الحرب، مع أن أرقامها تقدم أحيانا نظرة قاتمة للأوضاع وستذهب إلى أبعد مدى في هذا الاتجاه.
وبحسب أرقام لجنة حماية
الصحافيين استهدف ما لا يقل عن 189 صحافيا فلسطينيا في غزة؛ بينما يقدر آخرون عدد الصحفيين
أعلى من ذلك. حيث استشهد أن خمسة صحفيين في غارة واحدة الأسبوع الماضي.
وأشار الصحيفة إلى
أن منظمة "مراسلون بلا حدود" ومنظمة "آفاز" وهي منظمة غير ربحية
تعمل على تعزيز النشاط العالمي، دعوا إسرائيل إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية بحماية
الصحافيين كمدنيين، وفتح حدود غزة حتى يتمكن الصحافيون الدوليون من تغطية الأحداث بحرية.
ونشرت صحيفة
"
الغارديان" في تقرير خاص أسماء جميع من أدرجتهم "لجنة حماية الصحافيين"
على أنهم قتلى: نساء ورجالا، مثل فاطمة حسونة وحمزة الدحدوح وأنس الشريف، الذين كانوا
محل إعجاب لعملهم، وبالطبع محبوبين للغاية كبنات وآباء وأخوات وأصدقاء. وهذه خسائر
شخصية عميقة، لكنهم يمثلون أيضا جيلا من الصحافيين محي ولا يمكن تعويضه.
وحذر المدير العام
لمنظمة "مراسلون بلا حدود" تيبوت بروتين، قائلا: "بهذا المعدل من قتل
الصحافيين في غزة على يد الجيش الإسرائيلي، فلن يتبقى قريبا من يخبركم الحقيقة".
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت الصحيفة أن
عدد القتلى المدنيين في غزة مذهل، ويتعرض الصحافيون لخطر خاص عندما يخاطرون بحياتهم
لتغطية الأحداث بينما يحاول آخرون الفرار.
وتابعت أن مقتل هذا
العدد الكبير ممن تم التعرف عليهم بوضوح كأعضاء في وسائل الإعلام، في بعض الحالات بعد
تعرضهم للتهديد بسبب عملهم أو التشهير بهم، لا يترك مجالًا للشك في أنهم كانوا مستهدفين.
وقالت لجنة حماية الصحفيين
إن هذا "المحاولة الأكثر دموية وتعمدا لقتل الصحافيين وإسكاتهم على الإطلاق".
وأضافت: "يتعرض الصحافيون الفلسطينيون للتهديد والاستهداف المباشر والقتل على
يد القوات الإسرائيلية، كما يحتجزون تعسفيا ويعذبون انتقاما لعملهم".
وقالت إن الصحفيين
في غزة يعملون في ظروف لا تطاق ويعانون من الجوع والإرهاق، ويتوقفون عن العمل الصحافي
لإيجاد الطعام لعائلاتهم أو المساعدة في انتشال الجثث من تحت الأنقاض أو مساعدة أقاربهم
الجرحى في إيجاد مأوى، وكثيرون منهم منفصلون عن أحبائهم وكثيرون منهم دفنوا أحباءهم.
ويعلم الجميع أنهم
بشهادتهم يزيدون من الخطر الذي يواجهونه، إنهم يواصلون الدفاع عن الحقيقة في وجه محاولات
إسرائيل لإخفائها، يجب الدفاع عن أنفسهم.