صحافة إسرائيلية

اعتراف إسرائيلي بارتكاب خطأ تفاوضي في اتفاق غزة.. "سنتكبد خسائر"

دعا جنرال إسرائيلي إلى اتخاذ أربع خطوات عاجلة لتجنب سيناريو لبنان الدموي- جيتي
دعا جنرال إسرائيلي إلى اتخاذ أربع خطوات عاجلة لتجنب سيناريو لبنان الدموي- جيتي
اعترف مسؤول أمني إسرائيلي سابق، بارتكاب خطأ تفاوضي في اتفاق وقف الحرب على غزة، مشيرا إلى أن تل أبيب أمام خيارين: الالتزام بالاتفاق الذي جرى التوقيع عليه أو المخاطر بالعودة مجددا إلى الحرب.

وأوضح الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الجنرال غيورا آيلاند، أنّ "نهاية الحرب في غزة بالطريقة التي انتهت فيها ربما تؤكد أن الشعار القائل إن الضغط العسكري فقط هو الذي سيحقق النتائج غير صحيح"، مضيفا أن "حماس تعرف كيف تتكيف بسرعة مع الظروف المتغيرة".

وتابع آيلاند في مقال نشره موقع "ويللا" العبري وترجمته "عربي21": "التغيير الرئيسي الذي طرأ على الوضع في الأسبوعين الأخيرين، هو خلق وضع ينقسم فيه قطاع غزة فعليا إلى جزئين ضيقين متساويين تقريبا في الحجم، وتسيطر حماس على جانبه الغربي، بينما يتواجد الجيش الإسرائيلي في الجانب الشرقي".

وذكر أنه "في أعقاب الاتفاق، افتخر المتحدثون الإسرائيليون بتقديم هذا الواقع، مع التأكيد على أن الجيش يسيطر بدقة على 53 بالمئة من أراضي قطاع غزة، بينما تسيطر حماس على 47 بالمئة فقط"، مؤكدا أن "ذلك يعني أن إسرائيل تسيطر على غالبية مساحة القطاع، لكن الواقع العسكري بالطبع مختلف تماما".

اظهار أخبار متعلقة


وشدد على أن السيطرة العسكرية على منطقة يتواجد فيها "سكان معادون" لها عيوب أكثر من المزايا، موضحا أن "هذا الواقع سيخلق مقاومة مسلحة، وعندما يكونون على مقربة شديدة واحتكاك مع الجيش، فسيكون هناك أيضا هجمات مسلحة".

وذكر أن الأمريكيين تعلموا هذا الواقع في فيتنام والعراق وأفغانستان، وقبل ذلك الروس في أفغانستان، إلى جانب عيش تل أبيب هذه التجربة خلال 18 عاما في جنوب لبنان.

خطأ إسرائيلي
ولفت إلى أن "اتفاق إنهاء الحرب نص على عدم وجود إسرائيليين غربي الخط الأصفر، لكنه لم ينص على عدم وجود فلسطينيين شرق هذا الخط"، معتبرا أن "هذا خطأ إسرائيلي في التفاوض"، على حد قوله.

وأردف قائلا: "كان ينبغي استغلال مسألة انسحاب الجيش الإسرائيلي شرق الخط الأصفر، بالمطالبة بإخراج جميع الفلسطينيين من فوق الأرض وتحتها وحاملي السلاح والمدنيين إلى غرب هذا الخط، لأن عدم الإصرار على هذه القضية الحاسمة خلق ولا يزال يخلق العديد من نقاط الاحتكاك".

ورأى أن رغبة تل أبيب في الاحتفاظ بنسبة 53 بالمئة من مساحة قطاع غزة، يعود لأسباب عسكرية، مبينا أن "السيطرة على عمق القطاع وعلى طوله يخلق مساحة أمنية للداخل، ويخلق حاجزا بين المستوطنين وحماس".

واستدرك بقوله: "لكن حماس تريد خلق الحد الأقصى من الاحتكاك بين الجيش والفلسطينيين، لأنه يُعبّ> الطريق لشن المزيد من الهجمات، وترغب في أن يكون ما يحدث على طول الخط الأصفر وشرقه مشابها لما حدث للجيش الإسرائيلي خلال السنوات الـ18 في جنوب لبنان".

اظهار أخبار متعلقة


وأشار إلى أن السيطرة الإسرائيلية على مناطق في جنوب لبنان ما بين عامي 1982 و2000، أبقت حزب الله بعيدا عن المستوطنات على طول الحدود الشمالية، لكنها جاءت بتكلفة دموية بلغت 25 جنديا قتلوا في المتوسط السنوي.

وأكد الجنرال الإسرائيلي أن تل أبيب مطالبة باتخاذ أربع خطوات عاجلة، لتجنب السيناريو اللبناني الدموي، أولها الإصرار على إخلاء جميع الفلسطينيين شرق الخط الأصفر، وثانيها الرد بعقوبات على أي انتهاك مزعوم من قبل حماس، والعقوبات يجب أن تكون مدنية وليست عسكرية، لأنها ستكون مؤلمة.

ونوه إلى أن الخطوة الثالثة تقوم على الافتراض بأن نقاط الجيش "المؤقتة" على جول الخط الأصفر، قد تصبح استعدادا دائما، وهنا تجدر الإشارة إلى نقطة تكتيكية لكن أهميتها هائلة، وهي ضرورة أن تكون البؤر الاستيطانية في غلاف غزة مصحوبة بمواقع قتالية.

وأما الخطوة الرابعة فهي الإصرار على أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من الخط الأصفر حتى تتحقق المرحلة الثانية من الاتفاق بشكل كامل، وفق قول آيلاند.

التعليقات (0)