قال المهندس عاصم النبيه، المتحدث باسم بلدية
غزة، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، إن حجم الدمار الذي لحق بمدينة غزة خلال العامين الماضيين "هائل وغير مسبوق"، مؤكدا أن ما تعرضت له المدينة يمكن وصفه بأنه "محو كامل لمعالمها"، إذ لم يقتصر الدمار على المنازل والمساكن، بل طال البنى التحتية والمرافق الحيوية كافة.
وأوضح النبيه أن الاحتلال دمر خلال سنتنين من العدوان آبار المياه ومحطات الصرف الصحي والحدائق العامة والمراكز الثقافية والمكتبات والمباني الأثرية، إلى جانب المساجد والمدارس والمستشفيات، وحتى الآليات الثقيلة التابعة للبلديات، التي لحقت بها أضرار جسيمة.
وأضاف في حديثه لـ"عربي21" أن الصور المتداولة والأخبار التي نقلت خلال العامين الماضيين "لا تعبر عن حجم المأساة الحقيقية" التي تعيشها مدينة غزة اليوم، مشيرا إلى أن ما يراه السكان على الأرض يفوق كل وصف أو تصوير.
وتحدث النبيه بألم عن واقع المدينة قائلاً إن السؤال عن مستقبلها "قاسٍ ومؤلم"، إذ أصبحت الشوارع التي عاش فيها الأهالي لسنوات طويلة "ركامًا ودمارا".
وشدد في الوقت نفسه قائلا "لا يزال الامل مستحكما في نفوسنا وفي عقولنا باننا نستطيع بناء هذه المدينة بالرغم من كل ما حدث وما سيحدث لاحقا"، مضيفا: "نحن خلقنا لنبني، ولدينا المهندسون المهرة والعمال الأكفاء والإرادة القوية لإعادة إعمار غزة".
وفي سياق متصل، دعا المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني الاثنين، إلى تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك في أعقاب عملية تبادل الأسرى بين حركة
حماس وتل أبيب، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار وخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.
وصباح الاثنين، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، دخول 173 شاحنة مساعدات إلى القطاع أمس الأحد، عقب قرار وقف إطلاق النار، واصفا الكميات بأنها "محدودة جدا". وأوضح أن قافلة المساعدات تضمنت "3 شاحنات محمّلة بغاز الطهي و6 شاحنات وقود سولار مخصصة لتشغيل المخابز والمولدات والمستشفيات".
وعلى مدار سنتين من الإبادة الجماعية، منعت
إسرائيل دخول الغاز والوقود إلى الفلسطينيين في قطاع غزة. ويستثنى من ذلك كميات محدودة جدا وصلت خلال فترة الهدنة في كانون الثاني/ يناير الماضي، وكميات شحيحة لمؤسسات دولية لتوزيعها على قطاعات حيوية منها المستشفيات والمخابز.
وتواصل الجهات الحكومية بغزة تنسيقها مع المؤسسات الإغاثية والإنسانية الدولية، لتنظيم عملية إدخال المساعدات وتوزيعها بعدالة وبما يضمن وصولها إلى جميع أبناء الشعب الفلسطيني، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.
وبدعم أمريكي ارتكبت دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و869 شهيدا، و170 ألفا و105 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.