حرمت إصابة أغلبية الاسرى الفلسطينيين بمرض السكابيوس
"
الجرب"، من معانقة ذويهم وعائلاتهم خوفا من نقل العدوى إليهم، بعد الإفراج
عنهم صفقة التبادل بين المقاومة والاحتلال.
ونقل الكثير من
الأسرى الفلسطينيين لحظة وصولهم إلى مواقع استقبالهم،
سواء في قطاع
غزة أو الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى أماكن الفحص الطبي،
وتجنبوا مصافحة عائلاتهم، لتجنب نقل المرض المعدي، فيما ارتدى عدد منهم القفازات
الطبية لتجنب الاحتكاك بالآخرين.
وتفشى مرض السكابيوس بين الأسرى الفلسطينيين في سجون
الاحتلال بصورة
فظيعة، بعد شن الاحتلال الإبادة على قطاع غزة، بسبب حرمان الأسرى من كافة
المستلزمات الصحية والنظافة الشخصية، وتكدس المعتقلين داخل الزنازين بشكل سمح
بتفاقم المرض.
ما هو السكابيوس؟
السكابيوس هو الاسم الطبي لمرض الجرب، الشهير عند الناس، وهو عدوى جلدية
تنتج عن حشرة تسمى عثة الجرب، تقوم بعد الالتصاق بالجلد بحفر أنفاق صغيرة داخله
لوضع البيوض ما ينتج عنه، حكة شديدة، جدا وتجريح للجلد لدرجة نزول الدم، وطفح جلدي
على شكل بثور أو حبوب صغيرة وانتفاخات.
اظهار أخبار متعلقة
كما يتسبب بظهور خطوط رفيعة أو ما يشبه أنفاقا
تحت الجلد، بين الأصابع والمعصم وتحت الإبط وفي الخصر وحول الأعضاء التناسلية، على
باطن القدم وفي الكفين وقد يصل إلى الوجه.
كيف انتشر بين الأسرى؟
كشفت تقارير منظمات حقوقية، معنية بشؤون
الأسرى، أن الجرب انتشر بسبب جملة الإجراءات العقابية التي فرضتها مصلحة سجون
الاحتلال، بعد عملية طوفان الأقصى وبدء الإبادة في غزة، خاصة في المجال الصحي،
بهدف الانتقام من الأسرى والتنكيل بهم بشتى الطرق.
وقامت سلطات الاحتلال، بمصادرة كافة مستلزمات الأسرى، خاصة مواد
التنظيف الشخصية، والصابون وسائل الاستحمام ومعاجين الأسنان، وحرمت الأسرى من
الحلاقة وقص الشعر وقامت بسحب الملابس والمناشف والمعدات الشخصية.
وحرم الاحتلال الأسرى من الاستحمام لأشهر طويلة، فضلا عن الاكتظاظ
الشديد داخل الزنازين، مما ساهم في انتشار المرض بصورة واسعة.
وقامت سلطات السجون بعمليات تنقل للأسرى المصابين بالسكابيوس، داخل
الأقسام والزنازين بهدف انتقامي لنشر المرض بينهم كافة، بهدف عقابهم بصورة جماعية
ومنعت عنهم زيارات اللجان الدولية، والمحامين لعدم كشف ما يجري بحق الأسرى داخل
السجون.
وكشفت تقارير حقوقية، عن حشر الاحتلال عددا كبيرا من الأسرى داخل
الزنازين، ومنعتهم من الخروج لما يطلق عليه "الفورة" أو الساحة المشمسة
وأبقت الزنازين في ظروف انعدام الهواء الصحي، لنشر الحشرات بداخلها وتوفير بيئة
لتشكل الأمراض، وتفاقم الجرب بين الأسرى.
كيف يعالج الجرب؟
مرض الجرب لا يمكن أن يختفي من تلقاء نفسه، ما
يستدعي الخضوع للعلاج الطبي للقضاء على الطفيليات المسببة له.
ويعتمد العلاج في المقام الأول على استخدام
مبيدات الجرب الموضعية أو الأدوية الفموية التي تستهدف سوس الحشرة المسببة للمرض،
مثل كريم البيرميثرين أو الليندين، إلى جانب عقار الإيفرمكتين الذي يستخدم عن طريق
الفم.
وتوصي الإرشادات الطبية بضرورة دهن المستحضر
العلاجي على كامل الجسم من الرقبة حتى باطن القدمين، مع عدم إغفال الوجه وفروة
الرأس إذا ظهرت عليهما علامات الإصابة.
ومن المهم تطبيق العلاج على بشرة نظيفة وتركه
طوال المدة المحددة قبل غسله، ثم ارتداء ملابس نظيفة مباشرة بعد ذلك. وفي حال عودة
الأعراض أو ظهور طفح جلدي جديد، يجب تكرار الجرعة العلاجية.
ويتم الاستعانة بتنظير الجلد لرصد استجابة
الجسم للعلاج وتحديد الوقت الأمثل لإعادة تطبيقه، ما يساعد في تجنب الاستخدام
المفرط للأدوية والحد من الآثار الجانبية.
اظهار أخبار متعلقة
ولا يقتصر العلاج على قتل عثة الجرب فقط، إذ قد
يتطلب الأمر السيطرة على المضاعفات المصاحبة للمرض. ففي حال حدوث التهابات جلدية
نتيجة الحك المستمر، يتم وصف مضادات حيوية موضعية أو فموية.
كما تستخدم مضادات الهيستامين للتخفيف من الحكة
التي قد تستمر حتى بعد اختفاء الطفيل. وقد يلجأ الأطباء إلى الكريمات الستيرويدية
أو جرعات محدودة من البريدنيزون لمواجهة التورم، فيما تُستخدم حقن
الكورتيكوستيرويدات داخل العقيدات الجلدية في حالات الجرب العقدي.
أما في الحالات الشديدة أو التي تغطي مساحات
واسعة من الجسم، فقد يُلجأ إلى مضاد الطفيليات الفموي "سترومكتول" بوصفه
خيارًا فعالًا عندما تفشل العلاجات الموضعية التقليدية.