سياسة عربية

توغلات إسرائيلية متكررة في ريف القنيطرة.. ومفاوضات سرية حول اتفاق أمني جديد

جيش الاحتلال يوسع توغلاته في الجنوب السوري بالتزامن مع محادثات حول اتفاق أمني- الأناضول
جيش الاحتلال يوسع توغلاته في الجنوب السوري بالتزامن مع محادثات حول اتفاق أمني- الأناضول
توغلت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الأربعاء، في قرية "صيدا الجولان" بريف محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، في أحدث سلسلة من عمليات التوغل المتكررة التي ينفذها الاحتلال في أرياف محافظتي القنيطرة ودرعا.

وبحسب ما قال الناشط أحمد أبو زين٬ من مدينة القنيطرة، لموقع “عنب بلدي” فإن القوة الإسرائيلية المؤلفة من ست آليات عسكرية داهمت عدة منازل في القرية وفتشتها بدقة، قبل أن تنسحب بعد نحو ساعة، دون تسجيل أي اعتقالات. وتقع القرية إداريًا ضمن ناحية القصيبة بمنطقة فيق، وتبعد حوالي 36 كيلومتراً عن مركز مدينة القنيطرة.

وسبق أن نفذت قوات الاحتلال، في 18 أيلول/ سبتمبر الجاري، توغلاً في تل الأحمر الشرقي بريف القنيطرة، حيث شرعت آلياتها في عمليات حفر ورفع سواتر ترابية. 

اظهار أخبار متعلقة


وأفاد أبو زين بأن القوات الإسرائيلية تقوم بجرف أراضٍ وحفر خنادق في المنطقة، في تكرار لسياسات عسكرية انتهجتها سابقاً خلال احتلالها تل الأحمر الغربي. كما أقامت دورية إسرائيلية حاجزاً مؤقتاً قرب سد البريقة، ومنعت الأهالي من المرور.

وفي 17 أيلول/ سبتمبر الجاري، نفذت قوة إسرائيلية ضمت أكثر من 15 آلية توغلاً في بلدات جباثا الخشب وأوفانيا وخان أرنبة بريف القنيطرة، اعتقلت خلاله أربعة شبان قبل أن تنسحب. وأوضح أبو زين أن قوات الاحتلال وجهت عبر مكبرات الصوت إنذارات للأهالي بعدم مغادرة منازلهم حتى انتهاء العملية.

أما في 29 آب/ أغسطس الماضي، فقد توغلت قوة إسرائيلية مكونة من 30 آلية في قرية العشة بريف القنيطرة الجنوبي، حيث فتشت منازل عدد من المواطنين بدقة، واتهمتها وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" بسرقة أموال من بعض تلك المنازل، قبل انسحابها إلى داخل الجولان المحتل. وجاء التوغل بعد ساعات من إعلان الاحتلال اعتقال "مشتبه بهم" بالتخطيط لأنشطة وُصفت بـ"الإرهابية" ضده في جنوبي سوريا.

كما شهد الجنوب السوري في 27 آب/ أغسطس الماضي٬ عملية إنزال جوي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بأربع مروحيات قرب مدينة الكسوة بريف دمشق، دون تسجيل أي اشتباكات مع قوات وزارة الدفاع السورية المتمركزة هناك.

اظهار أخبار متعلقة


خلفية تفاوضية
بالتزامن مع هذه التطورات الميدانية، كشفت وكالة "رويترز"  في 17 أيلول/ سبتمبر الجاري، نقلاً عن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، عن وجود مفاوضات غير معلنة بين دمشق وتل أبيب للتوصل إلى اتفاق أمني جديد.

وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، فقد قام الاحتلال الإسرائيلي لسوريا مقترحاً يتضمن "خريطة لمناطق منزوعة السلاح" تمتد من دمشق حتى الحدود مع الأراضي المحتلة. وأوضح الموقع أن دمشق لم ترد بعد على المقترح، وأنها تعمل على إعداد رد مضاد.

وفي هذا السياق، أفادت مصادر دبلوماسية لوكالة "فرانس برس" أن سوريا بدأت بالفعل سحب الأسلحة الثقيلة من جنوبي البلاد في إطار محادثات أمنية مع الاحتلال الإسرائيلي. 

من جانبه، أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس برّاك أن المفاوضات بين الجانبين تقترب من التوصل إلى اتفاق "خفض التصعيد"، يقضي بوقف الهجمات الإسرائيلية مقابل التزام دمشق بعدم تحريك معدات وآليات ثقيلة قرب الحدود.

وأكد برّاك، في تصريحات للصحفيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن هذا الاتفاق سيكون الخطوة الأولى نحو تفاهم أمني أشمل يجري التفاوض بشأنه بين الطرفين.
التعليقات (0)