"هيا بنا".. منشور لترامب يُثير ضجة عالمية حول حرب عالمية ثالثة؟

تسائل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن علاقة روسيا بانتهاك المجال الجوي البولندي بطائرات بدون طيار؟ قائلا "ها نحن ذا"، وهو ما أثار ضجة عامة حول العالم وطرح سؤالا آخر: "هل نحن على طريق الحرب العالمية الثالثة؟".

وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أنه "للتذكير، زعمت القوات الجوية الأوكرانية أن عدة طائرات روسية مُسيّرة اخترقت المجال الجوي البولندي، ما أدى إلى إغلاق مطار وارسو الدولي، بالإضافة إلى عدة مطارات أخرى في البلاد. وصرح الجيش البولندي بأنه تم إسقاط عدد من الطائرات المُسيّرة التي دخلت أراضينا، وعثرنا على حطامها". وعقب الهجوم، أعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك عن اجتماع طارئ للحكومة.

وبحسب وكالة "رويترز" قال رئيس الوزراء البولندي في اجتماع برلماني: "ليس لديّ ما يدفعني للادعاء بأننا على شفا حرب، لكننا سنتجاوز الحدود، والوضع أخطر بكثير من ذي قبل"، مضيفا "هذا الوضع يُقرّبنا من صراع مفتوح أكثر مما كان عليه منذ الحرب العالمية الثانية".

اظهار أخبار متعلقة

وصرّح توسك بأن "إسقاط الطائرات المسيّرة التي شكّلت تهديدًا أمنيًا غيّر الوضع السياسي، ولذلك طلبنا تفعيل المادة الرابعة من ميثاق الناتو". ويُذكر أن المادة الرابعة من الميثاق تنص على أن أعضاء التحالف العسكري الغربي سيتشاورون معًا كلما رأى أيٌّ منهم أن أراضيه أو استقلاله السياسي أو أمنه مهدد. 

وأشار توسك إلى تلقيه عروضًا من دول أوروبية لتعزيز منظومة الدفاع الجوي لبلاده، وذلك بعد محادثات مع قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وهولندا وأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال رئيس الوزراء البولندي كتب على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "في محادثاتي اليوم، لم أتلقَّ فقط عبارات تضامن مع بولندا، بل تلقيتُ أيضًا عروضًا لدعم حقيقي للدفاع الجوي لبلادنا".

وتأتي هذه الحادثة على خلفية قمة ألاسكا التي عُقدت الشهر الماضي في قاعدة جوية أمريكية، والتي التقى خلالها ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إطار محادثات السلام المتجددة مع أوكرانيا. ومن بين المقترحات التي طُرحت في القمة: فتح موارد ألاسكا الطبيعية أمام روسيا، ورفع بعض العقوبات الأمريكية المفروضة على صناعة الطيران الروسية، وإتاحة الوصول إلى المعادن النادرة في الأراضي الأوكرانية الخاضعة حاليًا للسيطرة الروسية".

وتمتلك أوكرانيا تمتلك حوالي 10 بالمئة من احتياطيات الليثيوم العالمية، وأن هناك رواسب ضخمة للغاية تقع في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش الروسي. وفور انتهاء القمة، التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بترامب في البيت الأبيض، إلى جانب قائمة من القادة الأوروبيين، بمن المستشار الألماني فريدرش ميرتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. 
وبعد الاجتماع، نشر ترامب على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال": "عقدتُ لقاءً مثمرًا للغاية مع ضيوف مميزين. ناقشنا خلاله الضمانات الأمنية لأوكرانيا، وهي ضمانات ستقدمها دول أوروبية مختلفة بالتنسيق مع الولايات المتحدة. اتصلتُ بالرئيس بوتين وبدأتُ بتنظيم لقاء، في مكان سيُحدد لاحقًا، بين الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي".

اظهار أخبار متعلقة

ومن بين الأحداث الكبرى التي جرت الأسبوع الماضي قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي عقدت في مدينة تيانجين، والتي حضرها الرئيس الروسي إلى جانب الرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحتى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون. 

واستغل رئيسا الصين وروسيا القمة لتقديم رؤية لنظام أمني واقتصادي جديد - نظام يضع "الجنوب العالمي" في المركز ويتحدى الهيمنة الأميركية. أعلن بوتين أن المنظمة تُعيد "التعددية الحقيقية"، وشدد على ضرورة الانتقال إلى استخدام العملات الوطنية. وقال: "بهذه الطريقة، يُبنى نظام جديد للاستقرار والأمن في أوراسيا - نظام لا يعتمد على النماذج الأوروبية الأطلسية، بل يأخذ في الاعتبار مصالح مجموعة واسعة من الدول".