سياسة دولية

ماذا يحدث في نيبال؟.. تعرف إلى قصة بلاد الجبال والأمير الذي دمر الملكية من أجل محبوبته

تحولت الاحتجاجات من مواقع التواصل إلى الأرض وأسقطت الحكومة - جيتي
تحولت الاحتجاجات من مواقع التواصل إلى الأرض وأسقطت الحكومة - جيتي
أعادت الأحداث الأخيرة والفوضى في العاصمة كاتماندو، دولة نيبال الصغيرة إلى واجهات الصحف، ونشرات الأخبار، لتزاحم الأحداث الكبيرة في العالم، بعد أن أحرق النيباليون الغاضبون البرلمان، وأسقطوا الحكومة.

تقع دولة نيبال في جبال الهملايا الوعرة بين الهند والصين، انتقلت من الملكية المطلقة، إلى النظام الجمهوري بعد ثورة "شيوعية" ولا يزال آخر ملوكها يمارس حياته فيها دون الاعتراف بالتخلي عن عرشه أملا في أن يعود إليه يوما ما.

يعتنق 80% من النيباليين الهندوسية، و10% تقريبا يعتنقون البوذية، وفيها بعض المسلمين والمسيحيين.

تواريخ هامة

1768 - حاكم مدينة غورخا في جبال الهملايا، الملك بريبثفي نارايان شاه يغزو كاتماندو ويضع أسس المملكة الموحدة.

Image1_920251094432481939887.jpg
                                                                           By Mola Ram

1846 - تقع نيبال تحت سيطرة وزراء أسرة "الرانا" التي عزلت البلاد عن العالم الخارجي.

1950 - قوى مناهضة لأسرة "الرانا" تتحالف مع الملك تريبهوفان، وتعيد سلطة التاج إلى البلاد، وحزب المؤتمر النيبالي يشكل حكومة جديدة للبلاد.

1955 - نيبال تنضم إلى الأمم المتحدة.

1959 - اعتماد دستور متعدد الأحزاب.

1960 - الملك ماهيندرا يستولي على السلطة ويعلق البرلمان والدستور والسياسة الحزبية بعد أن فاز حزب المؤتمر النيبالي بالانتخابات.

1962 - دستور جديد ينص على نظام غير حزبي يسمى "بانشايات"، يمارس فيه الملك السلطة المطلقة. 

1980 - استفتاء دستوري عقب احتجاجات إصلاحية. والملك يوافق على السماح بانتخابات مباشرة للجمعية الوطنية ولكن على أساس غير حزبي.

1990 - احتجاجات مؤيدة للديمقراطية نظمتها أحزاب المؤتمر النيبالي والجماعات اليسارية. والملك بيريندرا يرضخ في النهاية ويوافق على دستور ديمقراطي جديد.

1991 - حزب المؤتمر النيبالي يفوز بأول انتخابات ديمقراطية. ويصبح غيريغا براساد كويرالا رئيسًا للوزراء.

1994 - حكومة كويرالا تُهزم في اقتراع بحجب الثقة. الانتخابات الجديدة تؤدي إلى تشكيل حكومة شيوعية.

1995 - حل الحكومة الشيوعية.

1995 - بداية تمرد مسلح للماويين الشيوعيين بهدف إلغاء الملكية.

2001 - ولي العهد ديبندرا يقتل الملك بيريندرا والملكة أشواريا، وعدة أفراد من العائلة الملكية، قبل أن يطلق النار على نفسه. وشقيق الملك، غيانيندرا يُتوج ملكا.

Embed from Getty Images

2005 - الملك غيانيندرا يقيل الحكومة، ويعيد الملكية المطلقة ويعلن حالة الطوارئ، لهزيمة المتمردين الماويين.

2005 - الملك غيانيندرا يرضخ للضغط الدولي، يرفع حالة الطوارئ ويعيد البرلمان.

2005 - المتمردون الماويون وأحزاب المعارضة الرئيسية يتفقون على برنامج يهدف إلى استعادة الديمقراطية.

2006 - الملك غيانيندرا يوافق على إعادة البرلمان بعد أسابيع من الإضرابات والاحتجاجات العنيفة ضد الحكم الملكي المباشر.

2006 - البرلمان يصوت بالإجماع لتقييد السلطات السياسية للملك.

2007 - قادة الماويين يدخلون البرلمان بموجب الدستور المؤقت، وينضمون إلى حكومة مؤقتة، انسحبوا منها لاحقا مطالبين بإلغاء الملكية.

2007 - البرلمان يوافق في كانون الأول/ ديسمبر على إلغاء الملكية كجزء من اتفاق السلام مع الماويين، الذين يوافقون على العودة للحكومة.

2008 - المتمردون الماويون يفوزون بأكبر كتلة من المقاعد في انتخابات الجمعية التأسيسية الجديدة.

2008 - إعلان نيبال جمهورية.

مذبحة القصر.. الخطوة الأولى

يعتبر العام 2001 الأبرز في تاريخ البلاد، حيث كان المدخل إلى أفول الملكية المطلقة في البلاد، حيث فتح ديبندرا النار في قصر نارايانهيتي الملكي، حيث كانت تقام حفلة. وقتل والده الملك بيريندرا ووالدته الملكة آيشواريا وشقيقه الأصغر وأخته وخمسة أفراد آخرين من العائلة المالكة قبل أن يطلق النار على رأسه.

Embed from Getty Images

لا يزال الدافع الرئيسي لما فعله ولي العهد غير معروف، لكن هنالك نظريات مختلفة.

تقول الأولى إن ديبندرا كان يرغب في الزواج من ديفياني رانا (أقصى يمين الصورة)، ابنة أميرة هندية التقى بها في إنجلترا، ولكن نظرا لأن والدتها تنتمي إلى طبقة منخفضة وتحالفات والدها السياسية، اعترض والدا ديبندرا.

Embed from Getty Images

تقول نظرية أخرى إن ديبندرا لم يكن راضيا عن تحول البلاد من الملكية المطلقة إلى الملكية الدستورية.

الملك يغادر قصره بهدوء

في عام 2007 قال رئيس الوزراء كويرالا، الذي كان يدعم سابقا النظام الملكي، إن على الملك غيانيندرا يجب أن يتنحى لصالح حفيده هريديندرا للتحول إلى ملكية دستورية.

لاحقا، قامت الحكومة الانتقالية بتأميم جميع الممتلكات التي ورثها غيانيندرا عن شقيقه، بما في ذلك قصر نارايانهيتي الملكي.

وفي 2008 منح غيانيندرا خمسة عشر يوما لإخلاء القصر.

اظهار أخبار متعلقة



في العام ذاته تم إزالة النظام الملكي من دستور 1990 المعدل، وحل مكانه النظام الجمهوري، حتى دون إجراء استفتاء على ذلك، فما كان من الملك أن خضع وطلب من الحكومة ترتيب مكان له للسكن دون أن يضطر لمغادرة البلاد.

غادر الملك غيانيندرا القصر طوعا في حزيران/ يونيو 2008. وأعرب عن رغبته في مواصلة الإقامة في البلاد.

قررت الحكومة منح غيانيندرا مقر إقامته الصيفية، قصر ناجارجونا، الواقع خارج العاصمة وسمحت له بالحفاظ على نشاطه التجاري.

لم يخف آخر ملوك رفضه لقرار البرلمان بإلغاء الملكية، وقال إنه قرار لا يعكس رأي الأغلبية في البلاد، وأشار إلى أن البرلمان لا يملك صلاحية إلغاء الملكية وإن قرار مثل هذا يجب أن يكون عبر استفتاء شعبي.



كما لم يخف رغبته في العودة إلى العرش مجددا، قائلا إن ذلك ربما يحدث مستقبلا.

وفي فبراير 2023، ظهر علنا في تجمع جماهيري ودعا لتحويل نيبال من دولة علمانية إلى "مملكة هندوسية"، وسط حضور آلاف المؤيدين.

العودة إلى الواجهة

الأسبوع الماضي، عادت نيبال إلى الواجهة بعدما حظرت الحكومة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، قائلة إنها تريد إعادة تنظيم استخدامها.

وأعلنت الحكومة الخميس مواقع التواصل الاجتماعي تنفيذا لأمر أصدرته المحكمة العليا في العام 2023 يلزم بتعيين مندوب محلي ومسؤول للإشراف على المحتوى.

اظهار أخبار متعلقة



نزل الشباب إلى الشارع للتظاهر بسبب الحظر، لكن التظاهرات تحولت إلى تنديد بالفساد في البلد الذي يعاني من تباطؤ اقتصادي وارتفاع في معدلات البطالة.

لاحقا، أطلقت الشرطة النار على آلاف المتظاهرين الذين ساروا في شوارع كاتماندو ومدن أخرى للمطالبة بإعادة شبكات التواصل الاجتماعي والتنديد بالفساد.


Image1_920251093741129992182.jpg

وقُتل 19 شخصا على الأقل، بينهم 17 في العاصمة وحدها، وأصيب المئات، بحسب حصيلة أوردتها السلطات.

وردا على مقتل المحتجين، أضرم مئات المتظاهرين الغاضبين النار في مبنى البرلمان النيبالي الثلاثاء، في حين أعلن رئيس الوزراء كيه بي شارما أولي استقالته.

وقال الناطق باسم البرلمان إكرام جيري إنّ "مئات الأشخاص اقتحموا البرلمان وأضرموا النار في المبنى الرئيسي".

اظهار أخبار متعلقة



ورغم حظر التجول المفروض في وسط العاصمة، تجمع المتظاهرون في عدد من المواقع وهاجموا المباني العامة ومنازل مسؤولين سياسيين.

وتمكن متظاهرون من الاستيلاء على أسلحة عناصر من الشرطة كانوا يحرسون مجمع سينغا دوربار الحكومي.

كما أُضرموا النيران في منزل رئيس الوزراء البالغ 73 عاما.

واعلن كيه بي شارما أولي في رسالة الى رئيس البلاد نشرتها وسائل إعلام محلية استقالته "لإتاحة المجال أمام اتخاذ إجراءات لحل سياسي وتسوية المشكلات".
التعليقات (0)