صحافة دولية

كيف أثرت الإبادة الإسرائيلية ضد غزة على هوليوود التي أصبحت في "حرب مع نفسها"؟

ناقشت الكاتبة تأثير حرب الإبادة المستمرة ضد قطاع غزة على السينما العالمية- جيتي
ناقشت الكاتبة تأثير حرب الإبادة المستمرة ضد قطاع غزة على السينما العالمية- جيتي
تجمع متظاهرون مؤيدون لفلسطين خارج حفل تكريم الممثلة الإسرائيلية جال غادوت أثناء استلامها نجمة ممشى المشاهير في هوليوود في 18 آذار/ مارس الماضي، بينما جرى في اليوم التالي الاحتلال في مكان وضع لنجمة والعمل على تخريبها احتجاجا على دعمها للإبادة ضد قطاع غزة.

وتناقش الكاتبة شارون واكسمان في مقال "هوليوود في حرب مع نفسها بسبب غزة" المنشور في صحيفة "نيويورك تايمز"، تأثير حرب الإبادة المستمرة ضد قطاع غزة منذ قرابة عامين على السينما العالمية خصوصا في أهم معاقلها في هوليوود.

قالت واكسمان إن غزة حرّضت هوليوود على نفسها، وأن مهرجانَي البندقية وتورنتو السينمائيين الدوليين أعادا تسليط الضوء على الانقسامات التي أحدثتها الحرب في غزة. وذلك مع فوز فيلم "صوت هند رجب" بجائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية.

اظهار أخبار متعلقة


ورأت أن "العنف الوحشي" الذي بدأ قبل عامين تسبب في انقسام مجتمع الترفيه بشكل لم تشهده سوى في قضايا قليلة في العقود الأخيرة.

ووفق رأي واكسمان، فإن قضية نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا والحرب في أوكرانيا بإمكان صناعة السينما الحديث بشأنهما إلى حد كبير، فيما يبقى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي "عبئاً ثقيلاً".
وتطرقت واكسمان إلى فوز فيلم "لا أرض أخرى"، الذي صوّر القمع في الضفة الغربية بجائزة أوسكار، لكنه أثار جدلاً واسعاً لدرجة أن الموزعين لم يرغبوا التعامل معه.

وقالت: "يشعر كلٌّ من مؤيدي فلسطين والمدافعين عن إسرائيل بالاضطهاد بسبب آرائهم أو يخشون أن يتعرضوا له"، مشيرة إلى حديث عن أعمال انتقامية ضد من يُعلنون عن آرائهم.

ويُمثّل مهرجان البندقية ومهرجان تورنتو السينمائي الدولي، الانطلاقة غير الرسمية لموسم الجوائز السنوي. ويحضره نجوم وشخصيات بارزة في هوليوود، وتُجسّد الاضطرابات العلنية المحيطة بالمهرجانين مأزقاً في عالم السينما، بحسب واكسمان.

وقالت إنه في صناعة يُفترض أنها تُدافع عن حرية التعبير، أصبحت غزة قضيةً لا تُطرح حتى للنقاش. وكذلك تحدثت عن قلق يهودي من أن القصص التي تعرض وجهة نظر إسرائيل بتعاطف، غير مرحب بها.

وأشارت إلى مجموعة من الفنانين والمديرين التنفيذيين بمن فيهم جيل أصغر من اليهود، يشعرون بالفزع إزاء "مذبحة غزة"، لكنهم يخشون أن يؤثر دعمهم العلني للفلسطينيين سلباً على مسيرتهم المهنية.

وقالت إن سوزان ساراندون تحدثت في تجمع مؤيد للفلسطينيين، وتوقفت وكالة المواهب الخاصة بها عن العمل، كما طُردت ميليسا باريرا من دورها في سلسلة أفلام "الصرخة" بعد أن نشرت انتقادات للرد العسكري الإسرائيلي على أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

اظهار أخبار متعلقة


وتطرقت إلى نشر نجمة فيلم "سنو وايت"، رايتشل زيغلر، وعبارة "تذكروا دائماً، فلسطين حرة" خلال الترويج للفيلم ومواصلتها الدفاع عن آرائها بشأن الفلسطينيين، مضيفة: "لا شك أن مسؤولي ديزني يعتقدون أن هذا لم يُسهم في نجاح الفيلم".

واعتبر "إذا سألتَ صانعي القرار في هوليوود، فستجد أنها (زيغلر) غير مؤهلة للعمل في مجال السينما لأن حرب غزة ليست قضيةً يرغب أيٌّ من العاملين في هذا المجال في مناقشتها مع أحد نجومهم".

وقالت أيضا إن الدفاع عن إسرائيل ليس بلا عواقب أيضاً، مشيرة إلى أن مايم بياليك، المؤيدة الصريحة لـ"إسرائيل"، التي فقدت مشاركتها كمقدمة برنامج "جيوباردي"، وردد البعض أن ذلك بسبب نشاطها.

واستشهدت واكسمان بما حصل في مهرجان البندقية السينمائي الذي شهد احتجاجاً شعبياً ودعوات من مجموعة من صانعي الأفلام والفنانين الدوليين لاتخاذ موقف واضح لا لبس فيه ضد الإبادة الجماعية المستمرة في غزة والتطهير العرقي في جميع أنحاء فلسطين الذي تنفذه الحكومة والجيش الإسرائيليان.

أما غادوت، التي شاركت زيغلر في بطولة فيلم "سنو وايت"، أجرت مقابلة مع تلفزيون إسرائيلي وقالت بالعبرية ما تجنبته سابقاً: "ما يحدث في مختلف الصناعات، وفي هوليوود أيضاً، هو أن هناك ضغطاً كبيراً على المشاهير لإثارة قضايا ضد إسرائيل".

ومثل زيغلر، يبدو أن مسيرة غادوت المهنية تباطأت، بحسب واكسمان.

ورأت الكاتبة أنه "لا أحد يرغب في إثارة الجدل الآن. لكن هوليوود لطالما عالجت السياسة من خلال سرد قصص إنسانية"، وقالت "لا ينبغي لهوليوود أن تخشى فعل ذلك أبداً".
التعليقات (0)

خبر عاجل