محتجون مؤيدون لفلسطين يوقفون حفلا لـ"BBC Proms" في لندن

قاطع نشطاء من مجموعة "فنانون يهود من أجل فلسطين" حفلاً لفرقة ملبورن السيمفونية في قاعة رويال ألبرت هول، رافعين لافتات كتب عليها "متواطئون في الإبادة"، ما أجبر الفرقة على التوقف لعشر دقائق قبل استئناف العرض.

وقالت شبكة بي بي سي أن أمسية لفرقة ملبورن السيمفونية (MSO) ضمن مهرجان BBC Proms في لندن، توقفت بعد أن قاطعها محتجون مؤيدون لفلسطين.

وأشارت الشبكة إلى أن الأمسية التي جرت مساء الجمعة، توقفت بعد أن بدأت بقليل، إذ أُجبرت الفرقة على التوقف عن العزف لأكثر من 10 دقائق بسبب التظاهرة، قبل أن تستأنف عرضها لاحقًا.

وأوضحت الشبكة أن مجموعة "فنانون يهود من أجل فلسطين"، التي تصف نفسها بأنها "مجموعة من الكتّاب والفنانين البصريين والأدائيين اليهود المناهضين للصهيونية"، أعلنت مسؤوليتها عن ذلك.

وقالت المجموعة في بيان إن المقاطعة جاءت رفضًا لـ"التمويل الصهيوني، والرقابة، والتواطؤ في مؤسساتنا الثقافية" بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، بما في ذلك الـMSO وهيئة الإذاعة البريطانية BBC.

واعتذرت الـBBC عن التعطيل، وأوضحت أن الموقف "تم التعامل معه بسرعة" من قبل قاعة رويال ألبرت هول.

اظهار أخبار متعلقة

من جانبه قال متحدث باسم فرقة MSO: "نحن فخورون بأوركسترا ملبورن السيمفونية للصمود والاحترافية التي أظهرتها في أدائها في لندن".

وانتشر مقطع فيديو على الإنترنت من قبل مجموعة مؤيدة لفلسطين مرتبطة بالمحتجين، يتضمن أشخاص يقفون في الشرفة العليا لقاعة رويال ألبرت هول، حاملين لافتات سوداء مكتوبة بخط اليد كتب عليها "متواطئون في الإبادة" و"فنانون يهود من أجل فلسطين"، فيما سُمعت امرأة تصرخ: "لدى MSO دماء على يديها".

والتُقطت المقاطعة على راديو BBC 3، الذي كان يبث الأمسية مباشرة، وسُمِع المذيع إيان سكيلي وهو يصف ما يحدث أثناء المقاطعة، بما في ذلك استدعاء الأمن لإخراج المحتجين.

وقطع راديو BBC 3 البث لعدة دقائق لتشغيل مقطوعات موسيقية كلاسيكية مسجلة، وخلال ذلك ألقى سام جاكسون، مدير راديو BBC 3 وBBC Proms، بيانًا عبر نظام الصوت الداخلي.

وقالت أنجيلا تانر، التي كانت جالسة في المقاعد الأمامية، لـBBC إن الأمر استغرق وقتًا طويلاً لإخراج المحتجين، مضيفة أنه "كان على البرنامج بأكمله أن يبدأ من جديد، وتم تغييره إلى ترتيب مختلف بعد أن وُضع البيانو على المسرح ثم أُزيل مرة أخرى".

وتابعت: "كان هناك الكثير من الصفير والاعتراض من الجمهور، ثم في النهاية أعلن المنظمون شكرهم على صبرنا".

وقالت مجموعة "فنانون يهود من أجل فلسطين" في بيان إنها استهدفت حفل MSO بعد أن ألغت الفرقة عرضًا لعازف البيانو الشهير جيسون غيلهام العام الماضي.

وكانت حفلة غيلهام في سيدني قد ألغيت بسبب تعليقاته المؤيدة للفلسطينيين في غزة. ومنذ ذلك الحين قالت MSO إن الإلغاء كان خطأ.

وسُمعت أيضًا هتافات "لقد أسكتم جيسون غيلهام" و"MSO متواطئة في الإبادة"، تلاها صفير استهجان من الجمهور.

كما أشارت المجموعة إلى تمويل MSO والعروض السابقة التي قدّمتها الفنانة الرئيسية في أمسية الجمعة، خاتيا بونيشفيلي، مع أوركسترا إسرائيل الفيلهارمونية.

اظهار أخبار متعلقة

وقالت إحدى الحاضرات، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، إن مجموعتين من المحتجين أُخرجتا بسرعة من القاعة من قبل الأمن، لكن استغرق الأمر وقتًا أطول لإخراج المجموعة الثالثة.
وأضافت أن هناك جولة ثانية من الهتافات بعد استئناف العرض، لكنها توقفت بسرعة.

وقالت: "بشكل عام، بدا الجو معاديًا بشدة للاحتجاج، إذ كان العديد من الحاضرين منزعجين ويصرخون بشتائم غاضبة تجاه المحتجين".

وفي بيان، قالت BBC: "نأسف على تعطل تغطيتنا لمهرجان BBC Proms على راديو 3 الليلة.
"كان هناك اضطراب في الأمسية مما أدى إلى توقف الحفل لبضع دقائق وتحويل البث المباشر على راديو BBC 3 إلى موسيقى مسجلة مسبقًا.

وأضافت، "أولويتنا دائمًا هي سلامة ورفاهية كل من يحضر مهرجان BBC Proms، ونود أن نشكر موظفينا والمؤدين الذين ساعدت استجابتهم في تقليل التعطيل إلى الحد الأدنى".

وهذه ليست المرة الأولى التي يُقاطع فيها حفل BBC Proms من قبل محتجين مؤيدين لفلسطين، فقد اضطرت أوركسترا إسرائيل الفيلهارمونية عام 2011 إلى إيقاف عرضها مرتين بسبب احتجاجات،
وفي عام 2023، قاطع ناشطان من مجموعة "أوقفوا النفط الآن" ليلة الافتتاح لمهرجان Proms بعد أن استهدفوا عددًا من الفعاليات الأخرى.

وبدعم أمريكي ترتكب دولة الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة 63 ألفا و25 شهيدا، و159 ألفا و490 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 322 فلسطينيا بينهم 121 طفلا.

كما تعرض معظم سكان غزة للنزوح المتكرر، وتُقدّر الأضرار التي لحقت بالمنازل بأكثر من 90 بالمئة، وانهيار أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي، وأكد خبراء الأمن الغذائي العالمي المدعومون من الأمم المتحدة أن هناك مجاعة في منطقة غزة.