صحافة إسرائيلية

بعيون "إسرائيلية".. 5 نقاط خطيرة مرتبطة بمهاجمة الدوحة لاغتيال قادة حماس

الهجوم فجر عاصفة إدانات دولية غير مسبوقة- إكس
الهجوم فجر عاصفة إدانات دولية غير مسبوقة- إكس
ما زال العدوان الاسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة بهدف اغتيال قيادة حماس فيها، يُثير تساؤلات حول المعلومات الاستخباراتية، وإمكانية الإنذار المُبكر، ودور الولايات المتحدة فيه، فضلا عن تداعياته المعقدة المتوقعة على الحرب الدائرة في غزة.

في الوقت ذاته، يعترف الاسرائيليون أن تاريخهم الطويل مع حماس يشير إلى أن مُجرّد محاولة القضاء على قادتها لا يُغيّر حساباتهم، لكنه في هذه المرة قد يُعجّل في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب على غزة.

الجنرال غيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، ذكر أن "المسألة الأولى المهمة حتى كتابة هذه السطور، أن نتائج الهجوم على قطر لا زالت غير واضحة، ووفقًا لرسائل مُتعدّدة، لم يُصَب مُعظم كبار قادة حماس المُستهدفين بأذى، مما يجعل السؤال المُثير للاهتمام وهو سبب حدوث ذلك، ويطرح في هذه الحالة احتمالان: أولاهما أن المعلومات الاستخباراتية المُتعلّقة باجتماعهم في مكان وزمان مُحدّدين لم تكن دقيقة بما فيه الكفاية، ويُحتمل أنها لم تكن دقيقة، وربما غيّر المشاركون في الاجتماع خططهم في اللحظة الأخيرة، ومثل هذه الأخطاء تحدث أحيانًا".

وأضاف في مقال نشره موقع ويللا، وترجمته "عربي21" أن "الاحتمال الثاني، الأكثر إثارة للقلق، هو أن قادة حماس تلقوا تحذيرًا في اللحظة الأخيرة، فقد قال الرئيس دونالد ترامب بصوته إنه نقل المعلومات حول الطائرات المقتربة لرئيس وزراء قطر، لكن الوقت كان متأخرًا جدًا، مما يطرح السؤال عن سبب اضطراره للقيام بذلك، فهل هو ساذجٌ لدرجة الاعتقاد بأن المعلومات المُقدمة للحكومة القطرية لن تُنقل فورًا لقادة حماس، وإذا كان الأمر كذلك، فهل أراد إحباط الهجوم الإسرائيلي".

وأوضح أنه "إذا كان ترامب قد نقل المعلومات متأخرًا، وبقصد وصولها متأخرًا، فما الهدف إذن، هل من المهم جدًا له أن يُجامل قطر، مع توفر سيناريو آخر مفاده أن مراقبي الحركة الجوية الأمريكيين، الذين يتحكمون بالصورة الجوية في الشرق الأوسط، حددوا الطائرات الإسرائيلية، ونقلوا المعلومات للقاعدة الأمريكية الكبيرة في قطر، حيث أبلغ ضابط أمريكي نظيره القطري، الذي بدوره حذّر مسؤولي حماس، ولكن على أي حال، يثير التواصل الأمريكي المزدوج، مع إسرائيل وقطر، تساؤلاتٍ مُعقّدة".

وأشار إلى أن "المسألة المهمة الثانية الآن، بغض النظر عن نتائج الهجوم، هي كيف سيؤثر على موقف حماس من أي صفقة مُحتملة، حيث تُثبت التجربة أنه رغم التصريحات العدوانية، والاستهداف المُستهدف للقادة، وحتى محاولات الاغتيال الفاشلة، ربما تُشكّل ضغطا فعالا، فقد شهد عام 2002 محاولات إسرائيل اغتيال عدد من قادتها في غزة، صحيح أن بعضها فشلت، لكن بعد أيام قليلة وافقت الحركة على اتفاق الهدنة، الذي عارضته بشدة قبل محاولة الاغتيال".

واستدرك بالقول إننا "لم نكن قريبين مؤخرا من أي اتفاق مع حماس، سواء جزئيا أو كاملا، بسبب موقف الحكومة الإسرائيلية، من بين أمور أخرى، لذا فإن هجوم الدوحة لم يُعطّل بالضرورة عملية كانت على وشك النضج، بل ربما على العكس، فقد يقرّب من إنجازها".

وأردف أن "المسألة الثالثة تتعلق بالادعاء بأن الهجوم على قطر قد يُفسد العلاقات معها، وهنا يحق لي أن أُقرّ بأنني لا أفهم هذا القلق، فليس لنا علاقات مع قطر، أو بالأحرى، من المستحسن ألا تكون لنا علاقات معها، بل كان علينا أن نُشدد موقفنا تجاهها منذ زمن، لأنها ليست دولة معقدة، بل دولة عدو بحكم الأمر الواقع، والضرر الذي تُلحقه بنا هائل، ليس فقط بسبب دعمها لحماس، بل لأنها تُموّل مليارات الدولارات لبرامج دراسية معادية لنا في الولايات المتحدة وأوروبا، دون أن تدفع ثمنًا لذلك، ولذلك يتوقع أن تبقى مُعرّضة للخطر، ولدى إسرائيل طرق عديدة لإيذائها غير الهجمات العسكرية".

وذكر أن "المسألة الرابعة هي توقيت الهجوم، حيث تُسمع حجج متعارضة، ومنها لماذا لم نُنفّذ هذا الاغتيال منذ زمن، ولماذا الآن، وقد طُرحت مسألة الرهائن، الجواب على هذه التفسيرات المتناقضة أنه لا يُقضى على قادة العدو عندما يكون ذلك مُستحسَنًا، بل عندما يكون ذلك مُمكنًا من منظور استخباراتي وعملاني، وستكون هناك دائمًا أسباب وجيهة لتأجيل مثل هذه العمليات، ولا يبدو أي توقيت مُناسب".

وبين أن "المسألة الخامسة هي التأثير المُحتمل للهجوم على استمرار الحرب في غزة، وعلى خطة احتلالها في أقرب وقت ممكن، وهنا يمكن القول إنه في نظر المهتمين بإنهاء الحرب، وعلى رأسهم رئيس الولايات المتحدة، قد يُسرّع الهجوم على قطر الضغط على الجانبين للتقدم نحو اتفاق".

ويمكن القول في نهاية هذا التحليل أن استمرار الحرب، أو تفضيل إنهائها يعتمد في المقام الأول على موقف الاحتلال، ولا يرتبط بدرجة نجاح أو فشل الهجوم، لأن موقف الاحتلال العلني على الأقل، يتمثل في أنه يُعارض اتفاقا جزئيا مع حماس، وفي الوقت ذاته يعارض اتفاقا كاملا، لا يتضمن مطلبه بنزع سلاحها، مما يعني أنه يُفضّل استمرار هذه الحرب العدوانية.
التعليقات (0)