قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في
بريطانيا إن استقبال الحكومة البريطانية لرئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي إسحاق
هرتصوغ، الثلاثاء، يعكس "نفاقًا سياسيًا فجًّا" من حكومة رئيس الوزراء
كير ستارمر، التي تواصل تصدير السلاح والتعاون مع الاحتلال رغم دعواتها العلنية
لوقف الحرب في غزة.
وأكدت المنظمة أن هرتصوغ، وإن كان يشغل
منصبًا رمزيًا، يعدّ أحد أبرز أركان "النظام الفاشي" الذي يقود الإبادة
الجماعية ضد
الفلسطينيين. وأشارت إلى تصريحاته في 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2023
التي قال فيها: "كل الفلسطينيين في غزة مسؤولون، وليس هناك أبرياء"،
معتبرة أن هذه الكلمات مثّلت تفويضًا علنيًا لاستهداف المدنيين وتبريرًا لجرائم
الإبادة.
وأضافت أن استقبال هرتصوغ في لندن "لا
يُقرأ إلا كضوء أخضر لحكومة الاحتلال للاستمرار في حرب الإبادة"، موضحة أن
الرسالة التي يبعثها ستارمر لحكومة تل أبيب مفادها: "استمروا في القتل
والتدمير والتجويع، فالتصريحات المنددة مجرد علاقات عامة لمواجهة الضغط الشعبي
داخل بريطانيا".
ولفتت المنظمة إلى أن
الزيارة تأتي ضمن
مساعٍ إسرائيلية لفك العزلة الدولية المتزايدة، خاصة بعد خطوات أوروبية من دول مثل
إسبانيا والنرويج وبلجيكا للاعتراف بدولة فلسطين أو لتقييد التعاون مع الاحتلال،
في وقت بات رئيس حكومة الاحتلال نفسه عاجزًا عن زيارة العديد من الدول الأوروبية
بسبب مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحقه.
وشددت على أن بريطانيا تتحمل "مسؤولية
تاريخية" عن نكبة الشعب الفلسطيني منذ عام 1948، وأنها ما زالت بعد مرور 77
عامًا تدعم الاحتلال على مختلف الأصعدة، بل واصلت بعد أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر
2023 تقديم الدعم الأمني والعسكري المباشر لإسرائيل، ما يجعلها "شريكًا في
جريمة الإبادة المستمرة".
ودعت المنظمة قواعد حزب العمال والمجتمع
البريطاني إلى رفض الزيارة والضغط على الحكومة لاتخاذ خطوات ملموسة لوقف التعاون
الأمني والعسكري مع الاحتلال، معتبرة أن "النفاق السياسي لم يعد
مقبولًا" في ظل اعتراف جهات أممية وحقوقية بارتكاب إسرائيل لجريمة إبادة
جماعية ضد سكان غزة.
كما دعت المنظمة الدول كافة إلى قطع أو
تجميد علاقاتها مع دولة الاحتلال، مؤكدة أن "لا يمكن التعامل بشكل طبيعي مع
كيان يمارس القتل والتدمير والتجويع علنًا، فيما يستمر بالتمتع بعضوية الأمم
المتحدة التي أُنشئت لترسيخ قيم السلام والعدل والمساواة، بينما تنتهكها إسرائيل
بوقاحة".
ويبدأ الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتصوغ
اليوم زيارة إلى بريطانيا، تركز على مكافحة تصاعد معاداة السامية في بريطانيا، ومن
المرجح أن يلتقي رئيس الوزراء كير ستارمر ومسؤولين آخرين.
وأكد مكتب هرتسوغ أن الزيارة ستستمر لـ3
أيام، بعد التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام البريطانية.
وأضاف
البيان أن الرئيس تلقى دعوة من منظمات
يهودية لإلقاء كلمات خلال مؤتمرات جماعية.
اظهار أخبار متعلقة