ملفات وتقارير

الأورومتوسطي يوثّق جريمة استهداف طفلة في غزة.. دليل دامغ على تعمّد قتل الأطفال

الأورومتوسطي: استهداف الأطفال الفلسطينيين يشكّل ركيزة في جريمة الإبادة الجماعية الجارية في غزة..
الأورومتوسطي: استهداف الأطفال الفلسطينيين يشكّل ركيزة في جريمة الإبادة الجماعية الجارية في غزة..
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن فريقه الميداني تحقق من مقطع مصور يظهر استهداف الجيش الإسرائيلي المباشر لطفلة فلسطينية أثناء محاولتها تعبئة المياه من ساحة مستشفى "كمال عدوان" شمالي قطاع غزة، في ما اعتبره "دليلًا دامغًا" على تعمّد إسرائيل قتل الأطفال الفلسطينيين ضمن سياق جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة في القطاع منذ أكثر من 22 شهرًا.

وأظهر الفيديو لحظة إصابة الطفلة آمنة أشرف المفتي (11 عامًا) بصاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية مسيّرة في 21 ديسمبر/كانون أول 2024، بينما كانت تحمل قربة مياه فارغة داخل المستشفى المكتظ بالمرضى والنازحين. وأكد الأورومتوسطي أن المقطع يوضح بجلاء أن الطفلة صغيرة البنية، لا تحمل سلاحًا ولا تمثل أي تهديد، وأن قرار قتلها كان متعمّدًا ومدروسًا.

وأضاف المرصد أن الاستهداف لم يكن معزولًا، إذ قُتل الطفل محمد أبو حجاج بالطريقة نفسها بعد أقل من ساعتين في المكان ذاته أثناء محاولته جلب المياه، ما يعكس "نمطًا متكررًا من الاستهداف المباشر للمدنيين العُزّل".

وقال عم الطفلة، إسماعيل المفتي (31 عامًا)، إن العائلة نزحت إلى مستشفى كمال عدوان بعد قصف منازلهم في بيت لاهيا، حيث قُطعت المياه عن المستشفى بفعل الحصار، ما اضطر الطفلة آمنة للخروج لجلب الماء قبل أن تُستهدف بشكل مباشر. وأضاف أن العائلة فقدت أيضًا والدة الطفلة "نجلاء المفتي" وشقيقها "براء" (8 أعوام) بقصف إسرائيلي في مايو/أيار الماضي أثناء محاولتهم النزوح.

شدد المرصد الأورومتوسطي على أن طبيعة المكان (مستشفى مدني)، وهوية الضحية (طفلة صغيرة تحمل جالون مياه)، وطبيعة الوسيلة المستخدمة (طائرة مسيّرة بصواريخ دقيقة) كلها عوامل تنفي وجود أي ضرورة عسكرية وتؤكد تعمّد القتل، ما يجعل الجريمة انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ومبدأي التمييز والتناسب، وبالتالي "جريمة حرب مكتملة الأركان".

وأوضح المرصد أن استهداف الأطفال الفلسطينيين يشكّل ركيزة في جريمة الإبادة الجماعية الجارية في غزة، إذ وثّق مقتل أكثر من 18 ألف طفل منذ بدء العدوان في أكتوبر/تشرين أول 2023، كثير منهم برصاص مباشر في الرأس أو الصدر أو بصواريخ دقيقة أثناء وجودهم في أماكن مدنية أو بحثهم عن الغذاء والماء.

وطالب الأورومتوسطي الأمم المتحدة والهيئات الدولية المعنية بحقوق الطفل بوقف ما وصفه بـ"التسييس الخطير" لملف حماية الأطفال في النزاعات المسلحة، مؤكدًا ضرورة إبقاء إسرائيل على اللائحة السوداء للمنتهكين الجسيمين.

كما دعا إلى فرض عقوبات شاملة على إسرائيل تشمل حظر تصدير السلاح إليها وتجميد أصول قادتها السياسيين والعسكريين، إضافة إلى تنفيذ أوامر القبض الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في الجرائم ضد الفلسطينيين.

اظهار أخبار متعلقة




وقتل الجيش الإسرائيلي 12 فلسطينيا بينهم 4 من منتظري المساعدات، وأصاب عشرات بإطلاق نار وسلسلة غارات على قطاع غزة، منذ فجر الاثنين، ضمن الإبادة الجماعية التي يرتكبها منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ووفق ما أفادت به مصادر طبية وشهود عيان للأناضول، طالت هجمات الجيش الإسرائيلي على غزة اليوم منازل وتجمعات لمدنيين فلسطينيين ومنتظري مساعدات، وصيادين.

وفي أحدث الهجمات، قتل الجيش الإسرائيلي 3 فلسطينيين وأصاب آخرين بإطلاق نار استهدف تجمعات لمنتظري المساعدات في منطقتي موراج وشارع الطينة بخان يونس جنوب القطاع، فيما قتل فلسطيني رابع في حادثة مماثلة قرب محور "نتساريم" وسط القطاع.

وخلال ساعات ليل وفجر الاثنين، قتل الجيش الإسرائيلي 8 فلسطينيين بمناطق متفرقة من قطاع غزة.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و944 شهيدا و155 ألفا و886 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 258 شخصا، بينهم 110 أطفال.

اظهار أخبار متعلقة


التعليقات (0)