كشفت تسريبات بثتها القناة الإسرائيلية
"12" عن تصريحات صادمة للرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في جيش
الاحتلال أهارون حاليفا، قال فيها إن "50 فلسطينياً يجب أن يُقتلوا مقابل كل
قتيل إسرائيلي في 7 أكتوبر، حتى لو كانوا أطفالاً".
حاليفا، الذي استقال في أبريل/نيسان 2024،
لم يكتف بتبرير العدد الهائل من الضحايا
الفلسطينيين، بل اعتبر أن
"الفلسطينيين يحتاجون إلى نكبة بين الحين والآخر"، في إشارة إلى ضرورة
تكرار مأساة 1948 التي هجّرت أكثر من 700 ألف فلسطيني.
خطاب إبادة
هذه الاعترافات تأتي في وقت وثّقت فيه
منظمات دولية مئات التصريحات الإسرائيلية ذات الطابع الإبادي، بينها وصف
الفلسطينيين بـ"الحيوانات البشرية" والتأكيد أنه "لا أبرياء في
غزة".
لكن خطورة كلام حاليفا، وفق محللين، تكمن في
أنه يعكس عقلية ممنهجة تبرر القتل الجماعي للأطفال والمدنيين، وتقرّ بسياسة العقاب
الجماعي المحرّمة دولياً.
خطة لاجتياح غزة
في موازاة هذه التسريبات، كشفت الإذاعة
الإسرائيلية أن رئيس الأركان إيال زامير سيصادق على خطة لاحتلال مدينة غزة بشكل
كامل، تشمل تطويقها وتهجير مئات الآلاف من سكانها.
وبحسب مصادر عبرية، فإن إدخال خيام إلى جنوب
القطاع تحت عنوان "الترتيبات الإنسانية" ليس إلا غطاءً لعملية تهجير
واسعة، وهو ما حذّرت منه حركة "حماس"، واعتبرته "إعلاناً عن بدء
موجة جديدة من الإبادة الوحشية والتهجير الإجرامي".
بالتوازي، جدّد رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو في مقابلة مع قناة "i24" تمسكه برؤية ما يسمّى "إسرائيل الكبرى"، التي
تمتد ـ وفق المزاعم الصهيونية ـ من نهر النيل إلى نهر الفرات وتشمل فلسطين والأردن
وأجزاء من مصر وسوريا والعراق.
هذا البعد الأيديولوجي، يفسر ارتباط المجازر
والتهجير الجاري في غزة بمخطط توسعي أكبر، يتجاوز حدود القطاع إلى مشروع إقليمي
يراد فرضه بالقوة.
مقاومة وصمت دولي
حركة حماس رأت في هذه التطورات دليلاً على
أن "ما يجري في غزة ليس معزولاً عن الضفة"، بل جزء من مشروع صهيوني
متكامل يقوم على الطرد والاقتلاع وتهويد المقدسات.
الحركة شددت على أن "المقاومة تمثل خط
الدفاع الأول عن الأمة"، داعيةً الدول العربية والإسلامية إلى التحرك لمواجهة
المخططات.
في المقابل، يواصل الاحتلال حربه بدعم
أمريكي مباشر، فيما تكتفي الأمم المتحدة بالتحذيرات والبيانات، دون أي إجراءات
عملية، وهو ما يُنظر إليه بمثابة شراكة ضمنية في الجريمة عبر توفير الغطاء الدولي
للإفلات من العقاب.
الربط بين تصريحات حاليفا وخطة زامير ورؤية
نتنياهو يكشف أن ما يجري في غزة ليس مجرد "تجاوزات ميدانية"، بل سياسة
دولة قائمة على ثلاثية: الإبادة الجماعية كأداة ردع، التهجير القسري كحل ديمغرافي، التوسع
الإقليمي كهدف استراتيجي.
ومع تجاوز حصيلة الشهداء 61 ألفاً معظمهم من
الأطفال والنساء، يجد الفلسطينيون أنفسهم أمام نسخة جديدة من النكبة، فيما تقف
المنطقة والعالم على مفترق طرق بين مواجهة هذا المشروع أو التسليم به كأمر واقع.
اظهار أخبار متعلقة