صحافة دولية

WSJ: "إسرائيل" تستغل حرب غزة لتسويق منتجاتها العسكرية لأوروبا

كانت العديد من الدول الأوروبية قد فرضت حظرا على توريد الأسلحة إلى الشركات الإسرائيلية- جيتي
كانت العديد من الدول الأوروبية قد فرضت حظرا على توريد الأسلحة إلى الشركات الإسرائيلية- جيتي
شارك الخبر
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا أعدته عنات بيليد، قالت فيه إن الدول الأوروبية تتطلع لامتلاك أحدث التقنيات العسكرية الإسرائيلية المجربة في قطاع غزة. ويتطلع الأوروبيون إلى صناعة الأسلحة الإسرائيلية مع تصاعد التهديد الروسي، على الرغم من انتقادهم لسلوك "إسرائيل" خلال حرب الإبادة.

وقالت الصحيفة إن "إسرائيل تستغل الحرب في غزة لتسويق أحدث تقنياتها العسكرية، كما أن الأمريكيين والأوروبيين يصطفون في طوابير لشراء التقنيات العسكرية الإسرائيلية". فقد توافد مسؤولون من دول، منها ألمانيا والنرويج وبريطانيا على مؤتمر رعته وزارة الحرب الإسرائيلية هذا الأسبوع، والذي استعرض تقنيات ميدانية "اختبرت في الحملات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك في غزة ولبنان وإيران".

وأضاف أن الاهتمام الأوروبي بالتطورات في المعدات العسكرية يأتي وسط سعي القارة لإعادة التسلح في مواجهة العدوان الروسي، وعلى الرغم من مخاوف بعض الدول الممثلة في الحدث بشأن ملاحقة إسرائيل للحرب في غزة".

وجاء في تقرير الصحيفة أنه "على شاشة كبيرة في قاعة مكتظة هذا الأسبوع، عرضت طائرتان هجوميتان بدون طيار تصطدمان بمبنى في قطاع غزة، مما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان على طول الساحل الغزي".

تفاصيل تسويق الاحتلال لأسلحته على أنها مجربة ميدانيا: شركات الأسلحة الإسرائيلية تستغل إبادة غزة لترويج منتجاتها.. "مُجربة وموثوقة"

قال ران غوزالي، الرئيس التنفيذي لشركة "يو فيجن إير" وهي شركة إسرائيلية لتكنولوجيا الدفاع، للحضور: "ترون الصاروخ الأول يضرب الجانب الأيسر، ثم ينطلق الثاني نحو هدفه". وأضاف: "هذه بعض المقاطع التي تمت الموافقة على مشاركتها". 

اظهار أخبار متعلقة


وضم الحضور ممثلين عن الحكومة الأمريكية، ومسؤولين تنفيذيين من القطاع الخاص، ومستثمرين أجانب.  كما وحضر وفد رسمي من الهند، بينما أرسلت أوزبكستان وسنغافورة وكندا مسؤولين رسميين. وقال المنظمون إن النرويج، التي سحبت استثماراتها في شركة "كاتربيلر" بسبب استخدام جرافاتها في غزة، أرسلت مسؤولا دبلوماسيا. 

ويقول المنظمون لمؤتمر هذا العام والذي شهد حضورا أوسع من العام الماضي أنه عزز  قدرة التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية على الجذب بغض النظر عن العزلة الدبلوماسية لـ"إسرائيل" بسبب غزة. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، اللذين حضرا المؤتمر.

وتضيف الصحيفة أن أوروبا  تعيش مخاوف من أن الولايات المتحدة أصبحت شريكا أقل موثوقية في الناتو وتتعرض لضغوط لزيادة الاستثمار في دفاعها.

وجاءت دعوة الاستيقاظ لأوروبا مع خطاب نائب الرئيس جيه دي فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن في شباط/ فبراير، والذي انتقد فيه حكومات القارة لما أسماه الرقابة وعزل الأحزاب الشعبوية، مما يشير إلى بيئة عبر الأطلسي متغيرة، كما قال سيباستيان فون ريبنتروب، الشريك الإداري في "جوين كابيتال"  وهي شركة رأس مال استثماري مقرها أوروبا، والذي حضر المؤتمر.

ومع تحليق روسيا بطائرات مسيرة فوق دول أعضاء في حلف الناتو في أوروبا، قال المشاركون في المؤتمر إن بعض الدول تشعر بأن الوقت ينفد منها.

وكانت العديد من الدول الأوروبية قد فرضت حظرا على توريد الأسلحة إلى الشركات الإسرائيلية خلال الحرب، مما حد كليا أو جزئيا من الواردات والصادرات العسكرية، وذلك في مقابل التكلفة الإنسانية للصراع، الذي أودى بحياة أكثر من 70,000 شخصا في غزة، وفقًا للسلطات الصحية الفلسطينية.

اظهار أخبار متعلقة


وفي أيلول/ سبتمبر، منعت بريطانيا وفدا من وزارة الدفاع الإسرائيلية من حضور معرض لتجارة الأسلحة. وصرح متحدث باسم الحكومة البريطانية بأن "مسؤولي السفارة البريطانية حضروا المؤتمر كما يفعلون عادة في جميع أنحاء العالم للتواصل مع نظرائهم وتعزيز مصالح بريطانيا". 

وفي الصيف الماضي، أوقفت ألمانيا شحنات المعدات العسكرية إلى إسرائيل التي يمكن استخدامها في غزة، قبل رفع الحظر بعد سريان وقف إطلاق النار الحالي. وأرسلت ألمانيا، وهي داعم قوي لإسرائيل ولديها خطة إنفاق عسكري بقيمة 580 مليون دولار على مدى العقد المقبل، أحد أكبر الوفود إلى إسرائيل.

وفي يوم الأربعاء، دخل نظام الدفاع الجوي "حيتس 3"، الذي اشترته ألمانيا من إسرائيل مقابل حوالي 4 مليارات دولار، مرحلة التشغيل الكامل، ليصبح أول نظام "حيتس" ينشر خارج إسرائيل والولايات المتحدة، وفقًا لما أعلنته الدولتان. وتعد هذه أكبر صفقة أسلحة في تاريخ إسرائيل.

وسجلت صادرات الأسلحة الإسرائيلية رقما قياسيا في عام 2024، بعد اندلاع الحرب في غزة، حيث بلغت 14.8 مليار دولار، على الرغم من دعوات مقاطعة الأسلحة الإسرائيلية. وكانت أوروبا أكبر مشترٍ لتكنولوجيا الدفاع الإسرائيلية العام الماضي، حيث استحوذت على 54 بالمئة من الصادرات، مقارنةً بـ 35 بالمئة في عام 2023، وفقا لبيانات وزارة الحرب الإسرائيلية.

ومع وقغ إطلاق النار في غزة إلى حد كبير، وزيادة أوروبا إنفاقها العسكري، يبدو أن العديد من الدول تشعر براحة أكبر في التعامل مع "إسرائيل" علنا، وفقًا لمستثمرين وشركات ناشئة أوروبيين وإسرائيليين حضروا المؤتمر.
التعليقات (0)