أعلن
الاحتلال الإسرائيلي بشكل رسمي، أن جثة أسير واحد
متبقية في قطاع
غزة، ممن أسرتهم
المقاومة الفلسطينية خلال هجوم السابع من تشرين
الأول/ أكتوبر لعام 2023، وذلك بعد أن استسلام جثة العامل التايلاندي سوتيسااك
رينتالاك.
وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين
نتنياهو الخميس، أن جثمان الأسير الذي تسلمته إسرائيل الأربعاء عن طريق الصليب
الأحمر الدولي "يعود إلى سوتيساك رينتالاك من تايلاند"، مشيرا إلى أن أسيرا إسرائيليا واحدا تبقى جثمانه بغزة وهو الرقيب
أول ران غوئيلي.
من هو ران غوئيلي؟
وفق ما نشرته
وسائل إعلام عبرية، فإنّ غوئيلي حينما
بدأ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، ارتدى زيه العسكري وانضم إلى القتال، رغم إصابته،
وشُوهد آخر مرة أثناء مشاركته في اشتباكات بالنقب.
والجندي الإسرائيلي غوئيلي مقاتل في لواء النقب
التابع لفرقة غزة بجيش الاحتلال، وتقدم صفوف القتال بمعركة "ألوميم"،
وبحسب ما أعلنه الاحتلال بشكل رسمي في كانون الثاني/ يناير 2024، فإنه قُتل خلال
هجوم 7 أكتوبر، وجرى نقل جثته إلى قطاع غزة.
ينتمي إلى مستوطنة "ميتار"، وكان في إجازة
مرضية بعد خلع كفته حينما نفذت حركة حماس هجومها على المستوطنات والمواقع العسكرية
المحيطة في قطاع غزة، وكان من المقرر أن يخضع لعملية جراحية في 9 أكتوبر 2023.،
لكنه قرر ارتداء زيه العسكري والانضمام للقتال رغم إصابته.
اظهار أخبار متعلقة
ووفق مزاعم الاحتلال، فإن غوئيلي قتل بنفسه 14
مقاوما فلسطينيا، وقاتل حتى اختفت آثاره عقب معركة "ألوميم"، ويقول عنه
أصدقاؤه: "كان مقاتلا لا يعرف الخوف، ويتصف بالشجاعة وبادر للقتال رغم
إصابته".
وسقط الرقيب أول ران غوئيلي في معركة بتاريخ 7 تشرين
الأول/ أكتوبر 2023. وكان عمره أربعة وعشرين عامًا وقت سقوطه، وقد صرّح والده
الشهر الماضي بأنه لا أحد يعلم مكانه ولا حتى الفصائل الفلسطينية في غزة، وأعرب عن
قلقه من أن ابنه "لن يعود إلى إسرائيل".
خشية من تكرار سيناريو رون أراد
وحذر والد غوئيلي من تكرار سيناريو فقدان الطيار
الإسرائيلي رون أراد التي اختفت آثاره، منذ سقوط طائرته بتاريخ 16 تشرين الأول/
أكتوبر 1986 في جنوب لبنان، عند قيام جيش الاحتلال بغارات جوية وقبضت عليه حركة
أمل في ذلك الوقت، ومنذ ذلك الحين مصيره غير معروف.
والأسبوع الماضي، أصدرت عائلة غوئيلي بيانا لوسائل
الإعلام، ودعت فيه إلى عدم الانتقال إلى المرحلة الثانية دون عودة ابنها، مشيرة
إلى أنه ارتدى زيه العسكري في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وغادر منزله للقتال وهو
جريح.
وتابعت: "كما لم يترك راني أحدا خلفه، علينا
الآن إكمال المهمة من أجله ومن أجلنا، وضمان ألا يُنسى راني في الجحيم، ويجب أن لا
ننتقل إلى المرحلة الثانية من الصفقة طالما يوجد شخص واحد مختطف في غزة".
اظهار أخبار متعلقة
ويرهن الاحتلال الإسرائيلي بدء التفاوض لتدشين
المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، بتسلم جميع
الجثث الإسرائيلية،
بعد أن سلمت المقاومة الفلسطينية
الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء وجثامين 27
أسيرا، ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق.
ورغم بقاء جثمان واحد لأسراه بغزة، يتعنت الاحتلال
في ملف جثامين الأسرى الفلسطينيين، إذ يوجد 9 آلاف و500 مفقود فلسطيني قتلهم
الاحتلال، ولا تزال جثامينهم تحت أنقاض المنازل التي جرى تدميرها خلال حرب
الإبادة، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
ويقبع في سجون الاحتلال أكثر من 9 آلاف و300 أسير
فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، ويعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، ما أودى بحياة
عشرات منهم، وفق تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.