صحافة إسرائيلية

تصريحات ترامب حول تراجع نفوذ اللوبي الإسرائيلي تثير قلق تل أبيب

اللوبي المؤيد للاحتلال في واشنطن تحت المجهر.. هل بدأ نفوذه يتراجع؟ - جيتي
اللوبي المؤيد للاحتلال في واشنطن تحت المجهر.. هل بدأ نفوذه يتراجع؟ - جيتي
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فقدان اللوبي المؤيد لدولة الاحتلال الإسرائيلي في الولايات المتحدة لقوته وتأثيره، قلق الإسرائيليين، لاسيما وأنها ترافقت مع زيادة الدعوات الأمريكية للحد من تصدير الأسلحة للاحتلال، واشتراطها بتغيير سياسته تجاه الحرب على غزة.

وبعد أن كان لدولة الاحتلال الإسرائيلي رصيدًا لا يُقدّر بثمن لدى الساسة الأمريكيين، وكان اللوبي المؤيد لها من أقوى جماعات الضغط في واشنطن، فقد تغير الوضع اليوم، لأنها أصبحت رصيدًا، لكن كلفة دعمه باهظة، وبالتالي فقد دخلت حسابات التكلفة والفائدة حيز التنفيذ في معظم الولايات الأمريكية، وهو ما ليس في صالحها.

وذكر شموئيل روزنر الخبير المتخصص في الشئون الأمريكية، أنه "لم تمضِ سوى ست سنوات منذ أن أوضح عضو الكونغرس جيري نادلر، الديمقراطي من نيويورك، أنه لا ينبغي استخدام المساعدات العسكرية الأمريكية للضغط على إسرائيل لتغيير سياستها، لكنه هذا الأسبوع، قال نفسه، إنه سيعمل على الحد من توريد الأسلحة إليها، مما يطرح تساؤلات مخيفة بشأن الانقلاب الحاصل في مواقف العديد من الساسة الأمريكيين المؤيدين لإسرائيل ويتطلب تفكيرًا عميقًا".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "السياسيين الأمريكيين، خاصة أعضاء الكونجرس، أشخاص بسطاء، ملتزمون بشيء واحد فقط، وهو التواصل البصري مع مواقف ناخبي منطقتهم، وقد قام العديد منهم ببعض الأمور لصالح إسرائيل٬ وأخرى أقلّ ملاءمةً له، صحيح أنهم يتماهون مع الإسرائيليين عموما، ولكن عند الحديث عن شخصية بنيامين نتنياهو فإنهم يتوقفون مطوّلا، فهم ليسوا من أشد المعجبين به".

وأوضح أن "هذه التغيرات الجارية في مواقف الساسة الأمريكيين تجاه إسرائيل٬ تتزامن مع ما تشهده كبرى الولايات٬ وقد باتت عرضة لرياح جديدة تهبّ عليها، وآخرها نيويورك، الذي تشهد في الأشهر الأخيرة صعود مرشح لعمدة المدينة خطابه ضد إسرائيل٬ ويعتبر أشد بعشرات المرات مما قاله أي عمدة لها على الإطلاق، ولعل هذا ما قصده ترامب عندما ذكر ضعف اللوبي المؤيد إسرائيل٬".

وأشار أن "معرفة مدى ضعف هذا اللوبي يحتاج منها العودة للأساسيات، فالضغط الأمريكي مسألةٌ تخصُّ المحترفين، أما بالنسبة للوبي المؤيد لإسرائيل٬ مثل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC)، فطالما امتلك خبراء، بعضهم من الطراز الأول، ولا يوجد ما يدعو للاعتقاد بأن خبراء اليوم أقل كفاءة من نظراء الأمس، ولا يوجد ما يدعو للاعتقاد بأن العملية قد ضعفت، فهي لا تزال فعّالة كما كانت دائمًا، بأقصى قدر ممكن من الفعالية في ظل الظروف السائدة في أمريكا".

اظهار أخبار متعلقة


وأوضح أنه "إذا ضعف اللوبي المؤيد لإسرائيل٬ فإن المفتاح يكمن في الظروف السائدة في أمريكا، لأن أعضاء الكونغرس أشخاص ذوو نهج عمل بسيط، وفي معظم الحالات، لا يهتمون إلا بشيء واحد وهو إرضاء ناخبيهم، وليس إزعاجهم، وقد اعتمد اللوبي المؤيد لإسرائيل على مر السنين على أمرين يميزان "القضية الإسرائيلية"، أولاهما تعاطف الأمريكيين عمومًا مع إسرائيل٬ وثانيهما أنهم عمومًا ليسوا مهتمين به بشكل خاص، باستثناء بعض المجموعات الرئيسية المهتمة به بشدة، والمتعاطفة معه بشدة".

وأكد أن "ذلك لا ينفي فرضية أن حسابات الأمريكيين تغيرت، فلا يزال مؤيدو إسرائيل يدعمونها، في العديد من الدوائر الانتخابية، ولا يزال هناك من يلمح لأعضاء الكونغرس بأن دعمه شرط لدعمهم، لكن فجأة، في مواجهة هذا الدعم، هناك احتمال الضرر، حيث لم تعد إسرائيل قضية لا يبالي بها معظمهم، ومن لا يبالون بها يدعمونها، وأصبحت الآن قضية، من بين جميع الناخبين المهتمين بها، قليلون مهتمون بها لسبب معاكس، إنهم غاضبون منها، يعارضونها، يكرهونها، وكلٌّ على طريقته، وهذا يُعقّد عمل عضو الكونغرس بشكل كبير".

واستدرك بالقول إن "وضع الربح الآمن من دعم إسرائيل الخالي من المخاطر، تحول إلى وضع ربح آمن، مع وجود مخاطر، فمعارضوه في أمريكا صريحون، نشيطون، وقويون، وبإمكانهم إحداث الفوضى، ورفع أصواتهم، وتعطيل الانتخابات، وإدارة حملات انتخابية، وترشيح مرشحين بديلين، ويُلاحظ هذا بشكل خاص في الدوائر الانتخابية ذات التركيز الأكبر من الناخبين الديمقراطيين، لكنه يحدث أيضًا في الدوائر الجمهورية، وهناك أيضًا، قد توجد تجمعات من المعارضين الصريحين لإسرائيل وقد يُقرر عضو الكونغرس عدم التورط معهم".

من الواضح أنه إذا كان الخيار الأسهل في الماضي للساسة الأمريكيين هو دعم الاحتلال، فقد تغيّر هذا الخيار بالنسبة لبعض أعضاء الكونغرس، إلى البقاء على الحياد، وفي بعض الحالات معارضته، وهكذا لم يضعف اللوبي المؤيد له، بل ببساطة يجد أمامه جماعات أقوى وأكثر نشاطًا وتنظيمًا، والحرب في غزة تُغذّيها، والتصريحات الغبية للوزراء الإسرائيليين تمنحهم قوة إضافية.
التعليقات (0)

خبر عاجل