يراقب
شركاء الاحتلال في الدول العربية المنخرطة في اتفاقيات التطبيع، التصريحات التي
يصدرها رئيس الحكومة بنيامين
نتنياهو وشركاؤه في الائتلاف اليميني، مما يُهدد
بتغيير النظام العالمي، ويُرسل رسالة للعالم العربي بأسره مفادها استحالة إبرام
صفقات معه، وقد بدأ السعوديون بالفعل يشعرون بالتردد، بحسب تقرير
إسرائيلي.
بالتوازي، يراقب العالم العربي بقلق الإجراءات التي ينفذها الاحتلال حالياً في قطاع
غزة والضفة الغربية، والتي أحدثت توترات غير مسبوقة، ليس مع أوروبا فحسب، بل أيضاً مع الدول العربية التي وُصفت طويلاً بأنها الأقرب إليه في المنطقة.
وذكر تقرير في القناة 12 الإسرائيلية، أنه "يُمكن تقسيم
العالم العربي إلى قسمين: أولاهما مصر والأردن، الدولتان العريقتان اللتان دخلتا
دائرة السلام العربي في وقت كان فيه ذلك أمرًا غير لائق وغير مقبول، وقد يُصنفهما
البعض بأنهما دولتا "السلام البارد"، وثانيهما دول اتفاقيات التطبيع
التي اختارت اتخاذ هذه الخطوة انطلاقًا من فهمها لضرورة دمج الاحتلال كدولة شرعية،
وجزء طبيعي من الشرق الأوسط، خاصة الإمارات العربية المتحدة والبحرين".
وأضاف بحسب ما ترجمته "عربي21" أن "مواقف
الدول العربية في كلا الجانبين تدهور تجاه دولة الاحتلال هذا الأسبوع على نحو
متساوٍ، ففي غزة، لا تدع التطورات الأخيرة مجالًا للشك لدى المصريين بأن حكومة
الاحتلال لا تريد صفقة، كما يقول كبار المسؤولين الذين يُجرون المفاوضات غير
المباشرة مع حماس، وبينما كانت تقال مثل هذه الأمور في الماضي في غرف مغلقة، بصوت
منخفض، ونبرة غامضة، فإن الحال اليوم ليس كذلك، لأن متابع المنصات الرسمية في وسائل
الإعلام العربية تشير إلى أنها تتلقى بطبيعة الحال تعليمات حول ما يجب قوله،
وكيفية قوله، ولا يُسمح لهم بالتعبير عن رأي مستقل".
اظهار أخبار متعلقة
وأكد
أن "المصريين مارسوا بالفعل ضغطًا هائلًا على حماس، وأقرّت الحركة أن وصولها
للقاهرة "كان كمينًا مُدبّرًا"، حيث لم تسمح لوفدها بالمغادرة دون إحراز
تقدم حقيقي، والاتفاق على مُخطط ويتكوف المُحدّث، ومارسوا ضغوطًا إضافية عليهم بعد
وصول القطريين للقاهرة، وانضمامهم للمحادثات قرابة أسبوع، حتى أعلنت حماس موافقتها
على نفس المُخطط الذي قُدّم للاحتلال، والباقي معروف، ولكن حتى هذه اللحظة، لم
يُجرَ أي نقاش في مجلس الوزراء حول هذا المُخطط".
وأضاف
أن "تدهورا جديدا للعلاقات الإسرائيلية مع مصر حصل بشكل أكبر قبل يومين، بعد
أن قال نتنياهو أنه يستطيع فتح معبر رفح أمام سكان غزة، لكن مصر ستغلقه فورًا، مما
أثار ضجة كبيرة في مصر، التي سارعت لإدانة تصريحاته بشأن رغبته بطرد
الفلسطينيين
من أرضهم عبر معبر رفح، واتهمته وزارة الخارجية المصرية بإطالة أمد التصعيد
العسكري في غزة، وزعزعة الاستقرار في المنطقة".
وأشار إلى أن "الدول المطبعة مع الاحتلال ترى في السياسة الإسرائيلية إذلالًا لها، ففي
نهاية المطاف، كان خط دفاعها ضد معارضي التطبيع أن هذه الاتفاقيات جاءت لإنقاذ
الفلسطينيين ودولتهم المستقبلية، وهو ما تدّعيه اليوم، لكن الإمارات على سبيل
المثال ترى أن انتهاك الاحتلال لهذه الاتفاقيات لن يضرّ بعلاقاتها الثنائية معه فحسب،
بل سيُوجّه رسالةً لبقية العالم العربي والإسلامي مفادها استحالة التعامل التجاري
معه، وهذه رسالةٌ بالغة الأهمية لشقيقتها الكبرى، وهي السعودية".
وأوضح
أن "الرياض تراقب من بعيدٍ ما يسعى إليه الاحتلال، دون استبعاد إمكانية إبرام
أكبر وأهم اتفاقية تطبيع، لكنها شعرت بترددٍ شديد بعد أن أضاع عدة فرصٍ خلال
العامين الماضيين لإنهاء الحرب في غزة، والتوصل لاتفاقٍ شاملٍ لإعادة الرهائن،
وفتح طريقٍ للسلام الإقليمي، ونجح نتنياهو بإفساد هذه الفرص بشكلٍ أكبر في وقتٍ
سابقٍ من هذا العام بعد أن أطلق نكتةً غير موفقةٍ حول القضية الفلسطينية، حين دعا
الفلسطينيين لإقامة دولتهم في السعودية التي لديها أراضٍ واسعة".
اظهار أخبار متعلقة
يمكن
القول إنه بعد مرور ما يقرب من عامين على حرب غزة، يتضح لدى قادة العالم العربي
أنه رغم القوة العسكرية والنجاحات التي أظهرها الاحتلال في لبنان ضد حزب الله وإيران،
فإن نقطة الانطلاق من الحرب ليست في الأفق، ليس بسبب قوة حماس في غزة فقط، بل بسبب
عدم رغبة الاحتلال، أو قدرته على اتخاذ قرارات حاسمة لإنهاء الحرب، والتوصل لحلّ
سياسي، وليس مجرد حل عسكري، مما يعني تآكل ما يصفها الاحتلال بالإنجازات التي حققها
وهما: التطبيع مع العرب، وتهميش القضية الفلسطينية التي عادت مجددا.