تستعد دولة الاحتلال
الإسرائيلي لاستقبال وفد أمريكي كبير يضم 250 نائبا، بمعدل خمسة نواب من كل ولاية أمريكية، في زيارة تستمر أسبوعًا كاملًا، وهي أكبر مجموعة من المسؤولين المنتخبين تصل إلى الأراضي المحتلة دفعة واحدة.
وكشفت صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن الوفد سيجري لقاءات رسمية مع الرئيس إسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو، ووزير الخارجية جدعون ساعر، ورئيس الكنيست أمير أوحانا، إلى جانب جولات ميدانية للتعرف على الواقع الأمني والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، وتعزيز العلاقات مع المجتمع الأمريكي.
وبحسب الصحيفة، يشمل برنامج الزيارة جولات في الكيبوتسات المحيطة بقطاع
غزة المدمر، حيث سيلتقي النواب بالمستوطنين وجنود أمريكيين منفردين يخدمون في جيش الاحتلال، وفي ختام الزيارة، سيغرس المشاركون خمسين شجرة في غابة الصندوق القومي اليهودي بمدينة أوفاكيم، بمعدل شجرة لكل ولاية، تعبيرًا عن الشراكة بين الطرفين.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلية تنظر إلى هذا الوفد باعتباره فرصة استراتيجية، لكون مشرّعي الولايات الأمريكية يشكلون ذراعًا تشريعية فاعلة في بلدانهم، وقادرين على الدفع بمبادرات تصب في صالح الاحتلال، من مواجهة حركة المقاطعة (BDS) وسحب الاستثمارات، وتشريعات مكافحة معاداة السامية، وصولًا إلى دعم التعاون الاقتصادي.
اظهار أخبار متعلقة
وتأمل حكومة نتنياهو أن تسهم الزيارة في كبح التشريعات المعادية وتعزيز الدعم لدولة الاحتلال في الساحة الأمريكية.
وأضافت الصحيفة، أن الوفد، الذي يضم جمهوريين وديمقراطيين، يزور معظم أعضائه "إسرائيل" لأول مرة، وكثير منهم في بداية مسيرتهم السياسية، ومن المتوقع أن يتقدموا لمناصب قيادية على مستوى الولايات والفيدرالية مستقبلًا.
وتندرج هذه الزيارة ضمن حملة دبلوماسية واسعة لوزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلية تهدف إلى استضافة نحو 400 وفد دولي بمشاركة أكثر من 5000 شخص قبل نهاية العام، في مسعى لتعزيز صورة الاحتلال عالميًا، وشرح مواقفها في وسائل الإعلام الدولية، وتوثيق الروابط مع صناع القرار الأجانب.
وفي الأثناء، تأجل نقاش حكومي كان مقررًا حول إنشاء منظومة دبلوماسية عامة بوزارة الخارجية للرد الاستباقي على الحملات المعادية لـ"إسرائيل" إلى الأسبوع المقبل.
وختمت الصحيفة تقريرها بأن وصول أكبر وفد أمريكي على الإطلاق لا يُعد مجرد رقم قياسي في عدد المشاركين، بل يعكس كذلك محاولة استراتيجية لتعميق التفاهم والعلاقات بين واشنطن وتل أبيب، في وقت بات فيه الدعم الدولي لـ"إسرائيل" أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وبالتزامن، قال السفير الأمريكي لدى دولة الاحتلال مايك هاكابي إن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو جزء من معركة الخير ضد الشر"، مضيفا خلال مقابلة تلفزيونية، "أنتم لا تقفون مع إسرائيل لأنكم توافقون على حكومتها... أنتم تقفون مع إسرائيل لأنها تدافع عن تقاليد إله إبراهيم".
اظهار أخبار متعلقة
وتأتي هذه الزيارة في وقت تواجه فيه دولة الاحتلال مقاطعة تجارية ودبلوماسية متنامية، تمثلت في اتساع حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات، ووقف بعض الدول التعامل العسكري أو الاقتصادي معها، إلى جانب ضغوط متزايدة في المؤسسات الدولية للتحقيق في جرائمها في غزة، وهو ما يجعل تل أبيب تسعى لتعزيز علاقاتها مع المشرعين الأمريكيين كخط دفاع استراتيجي.
وبدعم أمريكي، يرتكب جيش الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلا النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة الجماعية 64 ألفا و455 شهيدا، و162 ألفا و776 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 387 فلسطينيا، بينهم 138 طفلا.