طالب النائب الموريتاني المرتضى ولد اطفيل،
خلال جلسة
برلمانية اليوم، بتعليق أنشطة فريق الصداقة البرلماني الموريتاني
الأمريكي، معتبراً أن استمرار هذا الفريق في ظل ما وصفه بـ"الرعاية الأمريكية
لجرائم القتل والتجويع في غزة" يشكل استفزازاً أخلاقياً وإنسانياً يستدعي
وقفة حازمة وموقفاً تضامنياً مع الشعب
الفلسطيني المحاصر.
جاءت مداخلة النائب عن حزب التجمع الوطني
للإصلاح والتنمية (تواصل) خلال جلسة برلمانية عقدت اليوم الثلاثاء، تزامناً مع
إطلاق أعمال الفريق، حيث وجه انتقادات لاذعة لتوقيت هذا الإطلاق في ظل الأوضاع
الإنسانية الكارثية التي تشهدها غزة، قائلاً: "تفاجأت بإطلاق
عمل هذا الفريق في ظرفية حساسة كهذه، وأمريكا هي الراعي الرسمي لهذا الإجرام
والقتل والتجويع، أمام مرأى ومسمع من العالم كله."
وشدد ولد اطفيل على أن الواجب الديني
والأخلاقي والإنساني يفرض على البرلمان الموريتاني اتخاذ موقف واضح، محذراً من
الصمت الذي قد يتحول إلى شراكة في الجريمة: "يجب أن نحرك
ساكناً حتى لا نُسأل أمام الله، فمن غير المعقول أن نُنشئ فريق صداقة مع دولة تقف
وراء قصف وتجويع أطفال غزة."
ودعا البرلماني فريق الصداقة وأعضاءه إلى
الوقوف في وجه ما وصفه بـ"العدوان الأمريكي" على الشعب الفلسطيني، من
خلال تجميد التعاون الرمزي مع واشنطن، وتنظيم وقفات احتجاجية رسمية دعماً لغزة،
وتنديداً بالسياسات الأمريكية التي يرى أنها تدعم بشكل مباشر آلة الحرب
الإسرائيلية.
انطلاق أنشطة فريق الصداقة البرلماني
الموريتاني الأمريكي
انطلقت بمقر الجمعية الوطنية بالعاصمة
نواكشوط الفعاليات الرسمية لأعمال الفريق البرلماني للصداقة الموريتانية الأمريكية (Groupe Parlementaire d'Amitié Mauritanie
- USA)، بإشراف النائب الأول لرئيس الجمعية
الوطنية، سيدين سوخنا، وبحضور وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع
البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، وعدد من النواب والممثلين الدبلوماسيين.
ويترأس الفريق النائب زين العابدين أحمد
الهادي، الذي أكد في افتتاح الفعاليات أهمية هذا الإطار البرلماني في تعزيز
العلاقات الثنائية بين
موريتانيا والولايات المتحدة، خصوصاً في مجال التشريع
وتبادل الخبرات المؤسسية.
وشهدت الفعاليات مداخلات أبرزت أوجه التعاون
القائم بين البلدين في مجالات الديمقراطية، التعليم، التنمية، والصحة، مع دعوات
إلى تعزيز الدبلوماسية البرلمانية كجسر للتفاهم وبناء شراكات مستدامة.
في المقابل.. لقاء رسمي يعكس استمرار
التعاون
وفي تطور متزامن، استقبل رئيس الجمعية
الوطنية الموريتانية، محمد بمب مكت، صباح اليوم بمقر البرلمان في نواكشوط، القائم
بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى موريتانيا، السيد جون آيس.
وتناول اللقاء سبل تعزيز التعاون بين
البلدين على المستويات التشريعية والدبلوماسية، حيث ثمّن الجانبان العلاقات
التاريخية التي تربط موريتانيا والولايات المتحدة، مؤكدين أهمية تعميق التنسيق في
مجالات متعددة منها دعم المسار الديمقراطي، والحكم الرشيد، والمبادرات التشريعية
ذات البعد الاجتماعي والتنموي.
كما جرى خلال الاجتماع بحث سبل تقوية
الشراكة بين المؤسستين التشريعيتين في البلدين من خلال تبادل الخبرات والزيارات،
ومواكبة الإصلاحات التي يشهدها البرلمان الموريتاني في إطار تحديث الأداء المؤسسي
وتعزيز الشفافية.
ازدواجية في المشهد
ويأتي هذا اللقاء الرسمي بين رئيس البرلمان
وممثل السفارة الأمريكية بالتزامن مع انتقادات داخل القبة البرلمانية، ما يعكس
تناقضاً واضحاً في المواقف السياسية حيال العلاقات مع واشنطن، بين جناح يدعو
لتعزيز التعاون المؤسسي، وآخر يطالب بتجميد كل أشكال التواصل احتجاجاً على دعم
أمريكا للعدوان الإسرائيلي على غزة.
وتأتي هذه الدعوة في خضم حملة
تضامن عربية
واسعة مع غزة، بعد أسابيع من تدهور الأوضاع الإنسانية هناك بشكل مأساوي، حيث تواجه
آلاف الأسر خطر المجاعة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع إدخال المساعدات،
وسط اتهامات متكررة للولايات المتحدة بعرقلة جهود التهدئة وتوفير الحماية الدولية.
ورغم التحذيرات الدولية والأممية
والفلسطينية من تداعيات المجاعة بغزة، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع بشكل كامل
أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية منذ 2 مارس/ آذار الماضي، في تصعيد
لسياسة التجويع التي ترتكبها منذ بدئها حرب الإبادة الجماعية في أكتوبر/ تشرين
الأول 2023.
وترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة منذ 7
أكتوبر 2023، خلفت أكثر من 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء،
وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح
كثيرين.
اظهار أخبار متعلقة