كشفت شهادات لجنود
الاحتلال، قيامهم بإطلاق
النار عمدا ووفقا لتعليمات قادتهم على الفلسطينيين، في قطاع
غزة، خلال انتظارهم
المساعدات بالقرب من المراكز التي أنشأها الجيش، وتديرها شركة أمنية أمريكية، بغرض
القتل والتسلية.
وكان الاحتلال، قام بإنشاء نقاط أمنية، بالقرب
من تمركز قواته في قطاع غزة، تشرف عليها شركة أمنية أمريكية، تطلق على نفسها
"مؤسسة غزة"، ترتكب فيها مجازر بحق الفلسطينيين من الباحثين عن المساعدات
في ظل عملية تجويع وحشية على امتداد القطاع.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية،
الجمعة، إن "قادة في الجيش أمروا القوات بإطلاق النار على الحشود لإبعادهم أو
تفريقهم أثناء تجمعهم قرب مراكز المساعدات، رغم أنهم لا يشكلون أي تهديد".
اظهار أخبار متعلقة
ونقلت الصحيفة حديثا لأحد الجنود لم تسمه وصف
فيه الوضع بأنه "انهيار تام للمعايير الأخلاقية للجيش الإسرائيلي في غزة".
وقالت: "بدأت مراكز مؤسسة غزة GHF عملها في القطاع نهاية مايو، وتحيط الغموض بظروف تأسيس المؤسسة
وتمويلها، إذ من المعروف أن إسرائيل أنشأتها بالتنسيق مع إنجيليين أمريكيين وشركات
أمن خاصة".
وتابعت: "تدير المؤسسة أربعة مواقع لتوزيع
المواد الغذائية، ثلاثة جنوب غزة وواحد وسطها، وتُعرف في الجيش الإسرائيلي باسم
مراكز التوزيع السريع، ويعمل في هذه المواقع عمال أمريكيون وفلسطينيون، ويحرسها
الجيش الإسرائيلي من مسافة مئات الأمتار".
وبشأن استهداف المجوعين، قالت: "يصل آلاف
وأحيانًا عشرات الآلاف من سكان غزة يوميًا لاستلام المواد الغذائية من هذه
المواقع، وخلافًا للوعود الأولية للمؤسسة، فإن التوزيع فوضوي، حيث تتدافع الحشود
على أكوام الصناديق".
ومنذ افتتاح مراكز التوزيع، أحصت صحيفة
"هآرتس" 19 عملية إطلاق نار على منتظري المساعدات.
ومؤكدة استهداف منتظري المساعدات، نقلت الصحيفة
عن جنود وضباط، قولهم، إن الجيش "يطلق النار على الأشخاص الذين يصلون قبل
ساعات العمل لمنعهم من الاقتراب، أو بعد إغلاق المراكز لتفريقهم".
ونقلت عن أحد الجنود، لم تسمه قوله: "إنها
ساحة قتل، وفي مكان تواجدي كان يُقتل ما بين شخص وخمسة أشخاص يوميًا، وكانوا
يُعاملون كقوة معادية".
وأشار إلى استخدام "نيران حية بكل ما يمكن
تخيله: رشاشات ثقيلة، وقاذفات قنابل يدوية، وقذائف هاون، وبمجرد فتح المركز يتوقف
إطلاق النار، ويعلمون أن بإمكانهم الاقتراب، ووسيلتنا للتواصل هي إطلاق النار".
وأضاف الجندي: "نطلق النار في الصباح
الباكر إذا حاول أحدٌ الوقوف في الصف على بُعد بضع مئات الأمتار، وأحيانًا نهاجمهم
من مسافة قريبة، ولا يوجد خطر على القوات".
وتابع: "لم أسمع عن أي حالة ردّ بالنار،
لا يوجد عدو ولا أسلحة".
وفي إشارة إلى استهتار الاحتلال بأرواح
الفلسطينيين، صرّح الجندي بأن النشاط في منطقة خدمته يُشار إليه باسم "عملية
السمك المملح"، وهو اسم النسخة الإسرائيلية من لعبة الأطفال "ضوء أحمر،
ضوء أخضر".
في السياق، نقلت "هآرتس" عن ضباط
إسرائيليين لم تسمهم، قولهم إن الجيش لا يسمح للجمهور بمشاهدة لقطات لما يحدث حول
مواقع توزيع الغذاء.
كما نقلت عن جندي احتياط أكمل جولة أخرى من
الخدمة شمال القطاع هذا الأسبوع، لم تسمه، قوله إن "غزة لم تعد تهم أحدا،
فخسارة الأرواح البشرية لا تعني شيئًا، ولم تعد تعني حادثا مؤسفا".
الصحيفة الإسرائيلية كشفت عن تعليمات بالجيش
بإطلاق النار مباشرة على الفلسطينيين منتظري المساعدات "رغم أنهم لا يشكلون
أي تهديد".
من جانبها قالت حركة "حماس"، الجمعة،
إن تقرير صحيفة "هآرتس" العبرية يؤكد استخدام هذه الآلية أداة للإبادة
بعد تجويع المدنيين والتنكيل بهم.
وأضافت الحركة في بيان أن تقرير الصحيفة الذي
"نقلت فيه شهادات عن ضباط وجنود في جيش الاحتلال الصهيوني المجرم، بشأن
تلقيهم أوامر وتعليمات عليا بإطلاق النار على الفلسطينيين قرب مراكز تقديم
المساعدات في غزة، هو تأكيد جديد على الدور الحقيقي الذي تمثّله هذه الآلية
الإجرامية، من وسيلة للإبادة وقتل المدنيين العزّل بعد تجويعهم والتنكيل بهم".
اظهار أخبار متعلقة
وأكدت حماس أن "ما يجري من قتل ممنهج بحق
المدنيين المجوّعين في قطاع غزَّة، جريمة فاضحة ودليل جديد على وحشية الاحتلال
وقادته الفاشيين بزعامة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو المطلوب لمحكمة الجنايات
الدولية"
وطالبت الحركة الأمم المتحدة "بتشكيل لجنة
دولية للتحقيق في هذه الجريمة لمحاسبة المسؤولين عنها أمام العدالة الدولية".
وأكدت أن "هذه الآلية أدت إلى قتل نحو 570
شهيدا وقرابة 4 آلاف جريحا، بذريعة توزيع المساعدات".
ودعت لاستئناف توزيع المساعدات عبر وكالة غوث
وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وكافة المنظمات الدولية
الإنسانية المتخصّصة، "لرفع الظلم والقهر الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني في قطاع
غزة بسبب الاحتلال وسياسة التجويع التي ينتهجها".