أبدت
إيران معارضة شديدة لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنشاء ممر عبور عبر جنوب أرمينيا، محذرة من أن هذا المقترح ينطوي على مخاطر أمنية جسيمة على المنطقة.
والتقى الرئيس الأمريكي في أغسطس/آب قادة أرمينيا وأذربيجان لوضع الخطوات الأخيرة على اتفاقية سلام بين البلدين، تتضمن منح
الولايات المتحدة حق الوصول الحصري إلى ممر عبور ذي أهمية استراتيجية في منطقة جنوب القوقاز.
وعلق علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، قائلا "إن طهران تعارض أي تغيير في الحدود وأي تطورات تهدد أمن البلاد والمحيط الإقليمي"، بحسب ما نقلته وكالة أنباء مهر الإيرانية شبه الرسمية، الاثنين.
وخلال اجتماع عقده في طهران مع سفير أرمينيا لدى إيران، غريغور هاكوبيان، حذّر ولايتي من أن الممر المقترح قد يترتب عليه تداعيات استراتيجية بعيدة المدى على أمن المنطقة.
ونقلت وكالة مهر عن ولايتي قوله إن "هذا الممر سيمهّد الطريق لوجود حلف شمال الأطلسي (الناتو) في شمال إيران، ما يشكّل تهديدا خطيرا لأمن شمال إيران وجنوب روسيا".
كما حذّر من تورط الولايات المتحدة في مشاريع قريبة من الحدود الإيرانية، معتبرا أن المبادرات الاقتصادية غالبا ما تتحول إلى وجود أمني أوسع نطاقا.
وأضاف ولايتي: "أظهرت التجربة أن الأمريكيين يدخلون في البداية مناطق حساسة بخطط تبدو اقتصادية، لكن وجودهم يتوسع تدريجيا ليشمل أبعادا عسكرية وأمنية"، متابعا أن "أي وجود أمريكي على حدود إيران، بأي شكل من الأشكال، له عواقب أمنية واضحة".
وتهدف الصفقة التي يدعمها ترامب، وفق التقرير، إلى تهدئة التوترات المستمرة منذ فترة طويلة بين أرمينيا وأذربيجان، وفتح المنطقة أمام فرص تنمية اقتصادية أوسع، بما يشمل منح الولايات المتحدة حقوقا حصرية طويلة الأجل لإنشاء طريق نقل جديد عبر الأراضي الأرمينية.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية، أن المشروع سيخضع للولاية القضائية الأرمينية، في حين ستقوم الولايات المتحدة بتأجير الأرض لتحالف يتولى مسؤولية البناء والإدارة.
وفي مارس/آذار، أعلن مسؤولون في أرمينيا وأذربيجان أن البلدين توصلا إلى اتفاق سلام من شأنه إنهاء ما يقرب من أربعة عقود من الصراع بينهما، وهما دولتان تعود جذور نزاعهما إلى حقبة الاتحاد السوفيتي.