أعلن الاتحاد
الإيراني لكرة القدم، الجمعة،
أن إيران ستقاطع مراسم سحب قرعة
كأس العالم 2026 المقررة في الخامس من
ديسمبر/كانون الأول في العاصمة الأمريكية واشنطن، وذلك بعدما رفضت السلطات الأمريكية
منح التأشيرات اللازمة لعدد من أعضاء الوفد الإيراني، في خطوة وصفتها طهران بأنها
"سياسية" ولا علاقة لها بالرياضة.
وتستضيف الولايات المتحدة النسخة المقبلة من
المونديال إلى جانب كندا والمكسيك، على أن تُقام غالبية المباريات ـ بما في ذلك المباراة
النهائية ـ على الأراضي الأمريكية. ويشارك المنتخب الإيراني في النهائيات للمرة
الرابعة توالياً والسابعة في تاريخه، بعدما ضمن تأهله في مارس الماضي، وتم تصنيفه
ضمن المستوى الثاني في سحب القرعة وفق لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وقال المتحدث باسم الاتحاد الإيراني
للتلفزيون الرسمي إن الاتحاد أبلغ "فيفا" بأن إيران ترى في القرار الأمريكي
"إجراءً غير مرتبط بالرياضة"، مضيفاً: "أعضاء وفدنا لن يشاركوا في
مراسم القرعة".
وكانت قناة "فارزيش 3" الرياضية
قد كشفت الثلاثاء أن السلطات الأمريكية رفضت منح التأشيرات لعدد من مسؤولي
المنتخب، بمن فيهم رئيس الاتحاد مهدي تاج، في حين حصل أربعة فقط من أعضاء الوفد ـ بما في ذلك المدرب أمير
قلعة نويي ـ على تأشيرات دخول.
ووصف مهدي تاج القرار الأمريكي بأنه
"سياسي بحت"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "مهر" الإيرانية، مؤكداً
أنه طالب رئيس "فيفا"، جياني إنفانتينو، بالتدخل والضغط على الجانب الأمريكي
لـ"وقف هذا السلوك". وأشار تاج إلى أن منع منح التأشيرات "يتعارض
مع مبادئ حياد الرياضة" ومع الالتزامات المتعارف عليها تجاه الاتحادات
المتأهلة.
وتأتي هذه الأزمة في ظل توترات سياسية
متصاعدة بين طهران وواشنطن، على خلفية الملف النووي الإيراني والمواجهات المباشرة
بين البلدين. وكانت المفاوضات بشأن البرنامج النووي، التي جرت بوساطة سلطنة عمان،
قد توقفت بعدما تعرضت إيران لهجوم إسرائيلي في 13 يونيو/حزيران الماضي، تبعته
مواجهة استمرت 12 يوماً، قصفت خلالها الولايات المتحدة ثلاثة مواقع نووية رئيسة في
إيران.
ورغم تاريخه الطويل في المشاركة بالمونديال،
لم ينجح المنتخب الإيراني في تجاوز دور المجموعات في أي نسخة. وسبق له أن واجه
الولايات المتحدة مرتين في تاريخ كأس العالم؛ الأولى عام 1998 حين فازت إيران 2 ـ 1
في مباراة شهيرة، والثانية في مونديال 2022 حين ثأرت واشنطن بالفوز 1 ـ 0.
ويقاطع الاتحاد الإيراني مراسم القرعة لأول
مرة في تاريخه، في خطوة قد تفتح نقاشاً داخل "فيفا" بشأن التزامات
الدولة المضيفة تجاه المنتخبات المشاركة، في ظل اتهامات متكررة بتسييس الرياضة على
خلفية التوترات الجيوسياسية.